تحاول قوات الأمن التونسية كبح جماح متظاهرين سلفيين يتظاهرون امام محكمة تنظر في قضية تلاحق فيها أمينة السبوعي الناشطة النسائية بمنظمة quot;فيمنquot;.

تونس:وجه قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية في ولاية القيروان (وسط غرب) الخميس تهما جديدة الى امينة السبوعي الناشطة التونسية في منظمة quot;فيمنquot; النسائية للمحتجات عاريات الصدر، وقرر ابقاءها قيد الحجز.

وقال قاضي التحقيق المكلف قضية امينة التي تلاحق من اجل حيازة عبوة غاز مشل للحركة دون ترخيص، لفرانس برس انه وجه اليها تهم quot;تكوين وفاق من اجل الاعتداء على الاملاك والاشخاصquot; وquot;التجاهر بفحشquot; وquot;تدنيس مقبرةquot;.

وأضاف انه اصدر ضد امينة quot;بطاقة ايداع بالسجنquot; (الابقاء عليها قيد الحجز).

وكانت الشرطة اعتقلت امينة (18 عاما) يوم 19 أيار/مايو الحالي بالقيروان بعدما كتبت عبارة quot;فيمنquot; على جدار مقبرة قريبة من جامع عقبة ابن نافع (أول جامع في شمال افريقيا).

وقالت الشرطة انها صادرت لدى امينة ساعة اعتقالها عبوة غاز مشل للحركة واحالتها على القضاء بتهمة حيازة هذه العبوة من دون ترخيص قانوني.

وفي آذار/مارس 2013 صدمت أمينة السبوعي الرأي العام في تونس التي يدين شعبها بالاسلام، عندما نشرت على الانترنت صورا ظهرت فيها عارية الصدر.

وكتبت الفتاة وقتئذ على جسمها عبارة quot;جسدي ملكي وليس شرف أحدquot;.

وقالت والدة الفتاة ان ابنتها مصابة بمرض نفسي وتتلقى العلاج منذ سنوات متهمة اطرافا لم تسمها بquot;استغلالquot; امينة.

وقال والدها الخميس في تصريح للصحافيين داخل محكمة القيروان quot;ابنتي دافعت عن فكرة لكنها أخطأت عندما عبرت عنها بطريقة غير مقبولة، لا يمكن ان اقبلها انا او والدتها لاننا مسلمونquot;.

واضاف quot;امينة لا تزال صغيرة وهي مريضة واتوقع انها ستندم على ما فعلتquot;.

والاربعاء تظاهرت 3 ناشطات اوروبيات (فرنسيتان والمانية) بمنظمة quot;فيمنquot; عاريات الصدور امام مقر المحكمة الابتدائية بالعاصمة تونس للمطالبة بإطلاق سراح أمينة.

واوقفت الشرطة الناشطات الثلاث في انتظار احالتهن على القضاء بتهمة النيل من الاداب العامة.

وتظاهر الخميس عشرات من أتباع جماعة quot;انصار الشريعةquot; السلفية الجهادية الموالية لتنظيم القاعدة أمام مقر محكمة ولاية القيروان (وسط غرب) التي تنظر في قضية تلاحق فيها امينة السبوعي الناشطة التونسية بمنظمة quot;فيمنquot; النسائية التي اشتهرت ناشطاتها بتنظيم احتجاجات في اماكن عامة وهن عاريات الصدور.
وعبر سيف الدين الرايس الناطق الرسمي باسم الجماعة الذي كان من بين المتظاهرين، عن استيائه بعدما منعته الشرطة من دخول قاعة المحكمة لحضور محاكمة امينة (18 عاما) .
وقال الرايس quot;لماذا لا يحق لي دخول المحكمة مثل عموم المواطنين؟quot;.
وهتف السلفيون المتظاهرون quot;الله اكبرquot; وquot;الشعب يريد تطبيق شرع اللهquot;.
ونشرت السلطات تعزيزات امنية لافتة حول المحكمة تحسبا من اعمال عنف.
وكان من المقرر ان تعقد جماعة أنصار الشريعة التي لا تعترف بالدولة التونسية ولا بقوانينها مؤتمرها السنوي الثالث يوم 19 ايار/مايو الحالي أمام جامع عقبة ابن نافع (اول جامع في شمال افريقيا) بمدينة القيروان إلا ان وزارة الداخلية منعت المؤتمر بسبب تحدي الجماعة للسلطات.
وخلال اليوم نفسه جرت اشتباكات عنيفة في حي التضامن الشعبي (وسط العاصمة) بين قوات الامن ومئات من السلفيين الذين احتجوا على منع مؤتمر القيروان، انتهت بمقتل متظاهر واصابة ستة آخرين وجرح اكثر من عشرين شرطيا بحسب وزارة الداخلية.مثل اليوم الخميس الناشطة التونسية أمينة السبوعي المعروفة بأمينة quot;فيمنquot; امام محكمة القيروان على خلفية كتابة كلمة quot; فيمن quot; على سور مقبرة محاذية لجامع عقبة ابن نافع.
ووفقًا لوثائق القضية الرسمية، فإنّ السلطات تحاكم أمينة بتهمتي quot;مسك و استعمال آلة حارقة و الثانية الكتابة على سور حائط.quot;
غير أنّ ناشطات حقوقيات قلن إنّ الآلة الحارقة التي عثر عليها مع أمينة، لا تعدو أن تكون سوى وسيلة دفاع عن النفس بالنظر لطبيعة نشاطها وطبيعة الحدث الذي جرى اعتقالها خلاله، وأيضًا الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد.
وقال شهود إنّ مدينة القيروان تشهد تعزيزات أمنية خاصة، مع توقع أن يتظاهر البعض سواء دعماً للناشطة أو تنديدًا بها.
وكان والد أمينة السبوعي قد دافع عن ابنته قائلاً إنّها ضحية نمط مجتمع فاشل، مطالباً بمحاكمة عادلة لها.
ويقول اقارب امينة بأنها مصابة باكتئاب مزمن، واحتجزها والداها في المنزل لانهما كانا قلقين على سلامتها. وامينة التي اتهمت اسرتها باحتجازها فرت في نهاية نيسان/ابريل وظهرت منذ ذلك الوقتعلنًا بانتظام لكن من دون أن تتعرى.
ويوم امس اعتقلت السلطات التونسية ثلاث ناشطات اوروبيات من منظمة فيمن المدافعة عن حقوق المرأة الاربعاء في اول تحرك لهن عاريات الصدر في العالم العربي للمطالبة بالافراج عن الناشطة امينة.
وامام صحافيين مجتمعين امام قصر العدل رددت ثلاث شابات -- فرنسيتان والمانية -- quot;افرجوا عن امينةquot;
وقام شرطيون باعتقالهن ونقلهن الى داخل المحكمة. ولدى نقلهن من مكتب الى آخر داخل المحكمة أنشد محامون النشيد الوطني ورددوا كلمة quot;ارحلquot; التي استخدمت خلال ثورة كانون الثاني/يناير 2011.
وقال المتحدث باسم وزارة العدل عادل الرياحي لوكالة فرانس برس إن quot;تحقيقًا فتح في الحادث وسيتم حبسهن واحالتهن على القضاءquot; من دون أن يحدد التهم التي قد توجّه اليهن. وخدش الحياء يعاقب بالسجن ستة اشهر في تونس.
وتحرك فيمن أثار غضب عدد من المارة والمحامين الذين اعتدوا بالضرب على الصحافيين الموجودين في المكان.
وبعد هذه المواجهة، تدخل الشرطيون واعتقلوا ستة صحافيين فرنسيين وتونسيين يعملون لوكالة رويترز وشبكة كانال بلوس بحسب شهادة أحدهم محمد حداد.
وقال صحافي آخر لفرانس برس إن quot;توقيفهم ساهم في حمايتهم من حشود غاضبةquot;. وافرج عنهم بعد أن اخذت الشرطة افاداتهم بشأن تحرك فيمن.
والناشطات الثلاث معتقلات لدى شرطة الاداب وتمكنت المسؤولة في القنصلية الفرنسية مارتين غامبار-تريبوسيان من لقائهن. وصرحت للصحافيين: quot;إنهن في صحة جيدةquot;.
وصرحت اينا شيفشينكو المسؤولة في فيمن في باريس لفرانس برس quot;انه اول تحرك لنا في العالم العربيquot;.
واضافت: quot;هذه الدول (العربية الاسلامية) وهذه الانظمة الاستبدادية تتعرض للنساء. لا نعير هذه الامور انتباهًا (خطر السجن)quot;.
ومنظمة فيمن التي تأسست في اوكرانيا وبات مقرها في باريس وتنظم ناشطاتها منذ سنوات تحركات بصدور عارية عبر العالم للتنديد خصوصًا بالتمييز حيال المرأة.