اكتشفت الاستخبارات النيجيرية خلية لحزب الله وصادرت أسلحة في مستودع في مدينة كانو النيجيرية، واعتقلت ثلاثة لبنانيين، واتهمتهم بالتحضير لعمليات ضد مصالح غربية وإسرائيلية.


بيروت: يخيل للجميع اليوم أن العالم يحصر حزب الله بين فكي كماشة الإدانة بالإرهاب العالمي. بعد أشهر قليلة على بورغاس البلغارية، ومحاكمة قبرص، وبعد أيام على إعلان الاتحاد الأوروبي إدراج السادة العسكر في حزب الله على لائحة الارهاب، وجدت الاستخبارات العسكرية النيجيرية مستودعًا للأسلحة في كانو شمال نيجيريا، وقالت إنه خاص بحزب الله.

فقد أعلن الجنرال إيلياسو عيسى أبا، المتحدث الرسمي باسم الجيش النيجيري، العثور على عتاد حربي يشمل بنادق وأسلحة مضادة للدبابات وقذائف صاروخية من نوع أر بي جي في مستودع في مدينة كانو.

وقال جهاز أمن الدولة النيجيري إنه كان من المخطط استخدام هذه الأسلحة ضد مصالح إسرائيلية وغربية. وقال باسي إيتانغ، مدير جهاز أمن الدولة في كانو إن ما تم اكتشافه للتو هو خلية لحزب الله، quot;وما شوهد هنا هو مستودع أسلحة لحزب اللهquot;، معلنًا اعتقال ثلاثة مواطنين لبنانيين. وقد أتى كلام إيتانغ خلال مؤتمر صحافي، بعد جولة للصحافيين في منزل في حي بومباي الراقي في ولاية كانو، ليشاهدوا خندقًا تم حفره تحت إحدى غرف نومه، خزنت فيه الاسلحة التي تم العثور عليها.

قال ايتانغ: quot;التحقيقاتلا تزال جارية لمعرفة ما اذا كان المواطنون اللبنانيون مرتبطين حقا بمنظمة بوكو حرام الاسلامية المتشددة، التي تقاتلها الحكومة النيجيريةquot;. وبوكو حرام جماعة تسعى إلى اقامة علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة في غرب افريقيا.

ثلاثة معتقلين لبنانيين

وأصدر الجيش النيجيري بيانًا قال فيه إن الاسلحة المصادرة اشتملت على أسلحة مضادة للدبابات، وقذائف صاروخية، وألغام مضادة للدبابات والافراد، وغيرها من الاسلحة الخطرة.

وجاء في البيان خبر اعتقال ثلاثة لبنانيين بسبب علاقتهم بهذه الاسلحة غير القانونية، بينما لا يزال مشتبه به رابع حرًا، تبحث عنه السلطات النيجيرية، وأن أحد المشتبه بهم، مصطفى فواز، قد اعتقل في 16 آيار (مايو)، فكشفت اعترافاته الاعضاء الآخرين في الشبكة، واعتقل المشتبه به الثاني عبد الله طحيني بعد ذلك بأيام، أثناء محاولته التوجه جوًا إلى بيروت من مطار كانو، وتم اعتقال الثالث، طلال روضة، في منزله في كانو في 26 أيار (مايو). أما المشتبه به الرابع فيدعى فوزي فؤاد.

أضاف بيان الجيش أن الاعتقالات ومصادرة الاسلحة تمت بعد تحقيق أقامته مديرية مكافحة الارهاب خلال الاشهر العديدة الماضية.

خلية سابقة

وهذه ليست المرة الأولى التي تكشف نيجيريا عن نشاط لخلايا عسكرية إيرانية أو ما شابهها. ففي شباط (فبراير) الماضي، كشفت الاستخبارات النيجيرية خلية عسكرية تتلقى تعليماتها من عناصر ايرانية، هدفها مهاجمة اهداف اسرائيلية وغربية في نيجيريا.

وقال مارلين اوغار المتحدث باسم جهاز الاستخبارات، حينها إن المجموعة المكتشفة خططت لاغتيال الحاكم العسكري السابق لنيجيريا ابراهيم بابانجيدا. وقال مسؤول امني إسرائيلي إن نيجيريا مقصد لحملة ارهاب شيعي ولجماعات الجهاد العالمية التي تعزز جهودها في افريقيا، في إطار جهودها الارهابية الدولية.

وأضاف: quot;الخلية المكتشفة والمعتقلة جزء من حملة إرهاب شيعية ضد اهداف غربية واسرائيلية حول العالم تجري منذ سنوات، ويجري حاليًا التحقق من احتمال ان يكون اعضاء في الخلية عملوا باوامر من حزب الله في دول افريقية أخرى، مثل سيراليون وساحل العاج وبنين وغاناquot;.

تقرير أميركي

وفي موازاة ذلك، أشار تقرير سنوي صادر عن الخارجية الأميركية إلى أن الدعم الإيراني للارهاب تصاعد إلى مستويات غير مسبوقة، مع تراجع لنفوذ القاعدة في العالم.

وفي التقرير، بقي تصنيف الدول الداعمة للارهاب يضم إيران وسوريا والسودان وكوبا، quot;لكن العام 2012 شهد انبعاث دعم على مستوى دولة للارهاب من قبل طهرانquot;، كما يقول التقرير، وتشير الولايات المتحدة باصابع الاتهام إلى حزب الله، حليف ايران، خصوصًا في النزاع في سوريا.

وقال التقرير إن النشاط الارهابي لإيران وحزب الله بلغ مستوى لم يشهده منذ التسعينات على الاطلاق، مع اعتداءات متوقعة في جنوب شرق آسيا وأوروبا وأفريقيا.

ومقابل خطر حزب الله وإيران، قال التقرير إن القاعدة على شفير الانهيار، بعد مقتل زعيمها اسامة بن لادن في عملية اميركية في باكستان، في ايار (مايو) 2011، وحملة قصف بالطائرات من دون طيار على الحدود بين هذا البلد وأفغانستان.