جرت أول مناظرة تلفزيونية، من أصل ثلاث، الجمعة بين مرشحين للإنتخابات الرئاسية في إيران. وانتقد بعض المرشحين كيفية إجراء المناظرة حتى إن أحدهم رفض الإجابة عن بعض الأسئلة. وعبر المرشحون في المناظرة عن رغبتهم في الحد من الاعتماد على النفط لمواجهة العقوبات.
طهران: انتقد العديد من المرشحين للانتخابات الرئاسية في إيران الجمعة الطريقة التي اعتمدت لإجراء اول مناظرة تلفزيونية من أصل ثلاث ستنظم قبل الانتخابات المقررة في 14 حزيران (يونيو)، حتى إن احد المرشحين رفض الاجابة عن بعض الاسئلة.
وبدأت الانتقادات في مستهل القسم الثاني من المناظرة، التي استغرقت أربع ساعات، مع استراحة لربع ساعة. وعلق المرشح المحافظ محسن رضائي مخاطبًا مقدم المناظرة quot;كان عليكم أن تدعوا المرشحين يشرحون برامجهم وأفكارهمquot;.
ووفق الصيغة، التي اختارها التلفزيون، على مرشح يتم اختياره بالقرعة ان يجيب خلال دقيقتين و30 ثانية عن سؤال عام حول الاقتصاد، ثم ترك المرشحين الاخرين يعلقون. وطرحت ايضًا quot;اسئلة اختباريةquot; يجاب عنها بنعم او كلا.
وقال المرشح الاصلاحي محمد رضا عارف، رافضًا الرد على الاسئلة الاختبارية إن quot;هذه الطريقة في تنظيم المناظرة وطرح اسئلة اختبارية هي اهانة لجميع المرشحين الثمانية وللشعب الإيرانيquot;.
وقال المرشح المحافظ المعتدل حسن روحاني quot;كان عليكم ان تدعوا ممثلي المرشحين لسؤالهم رأيهم في تنظيم المناظراتquot;. وعموما، غلب الطابع الودي على المناظرة وخلت من النقاشات الحادة كون المرشحين تجنبوا انتقاد الواحد الاخر.
الحد من الاعتماد على النفط
واعتبر المرشحون أن على إيران تقليص اعتمادها على العائدات النفطية لمواجهة العقوبات الدولية المفروضة عليها. وفي مناظرة حول المسائل الاقتصادية اكد المرشح المحافظ سعيد جليلي ان الحظر النفطي الذي تفرضه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والذي ادى الى تدهور الصادرات الإيرانية يشكل quot;فرصةquot;.واضاف quot;ينبغي التوقف عن بيع النفط الخام وانتاج مواد مكررة ستزيد عائداتنا بالعملات الصعبةquot; مشيرا الى الحاجة كذلك الى quot;التوقف عن استيراد المنتجات غير الضروريةquot;.
واكد محمد رضا عارف المرشح الاصلاحي الوحيد quot;ينبغي تقليص اعتمادنا على النفط الى الصفرquot;. واعرب المرشح المحافظ غلام علي حداد عادل عن رغبته quot;اولا في تعزيز الصادرات غير النفطية لتعويض تراجع العائدات النفطيةquot;.
فبعدما حصلت إيران على اكثر من 100 مليار دولار من بيع ذهبها الاسود في 2011/2012 تراجعت عائداتها النفطية الى النصف منذ مطلع 2012 بعدما فرض الغرب حظرا نفطيا عليها لمحاولة اجبارها على التنازل في برنامجها النووي المثير للجدل. وادت العقوبات الى انهيار صادرات الخام الإيراني الى حوالى 1 الى 1,3 ملايين برميل في اليوم في اواخر 2012 بحسب منظمة الدول المنتجة للنفط (اوبك).
ويمنع حظر مالي إيران من تسلم عائداتها النفطية ما اثار ازمة اقتصادية حادة انعكست تضخما يفوق 30% وانهيارا لقيمة عملتها بنحو 70%.وقال حداد-عادل quot;لمواجهة تراجع قيمة عملتنا ينبغي تغيير نمط حياتنا الى نمط حياة اسلاميquot; والتخلي عن اقتصاد الاستهلاك معتبرا ان الإيرانيين لا يمكنهم quot;ان يعيشوا على الطريقة الغربية ويخضعوا للعقوبات الغربيةquot;.
وكان وزير الخارجية السابق المحافظ علي اكبر ولايتي الوحيد الذي اشار الى الحاجة الى quot;تغيير علاقاتناquot; مع المجتمع الدولي. وافاد quot;يمكنهم غدا فرض عقوبات على منتجات اخرى. ينبغي ان يكون لدينا برنامج لمواجهة ذلكquot;.
التعليقات