فيما بدأ مئات الالاف من العراقيين بالتوجه إلى منطقة الكاظمية لاحياء مراسم وفاة الإمام السابع لدى الشيعة موسى بن جعفر، بدأت السلطات إجراءات أمنية مشددة لحماية الزائرين حيث ضرب آلاف العسكريين ثلاثة آطواق أمنية مدعومة بالطيران حول المنطقة التي شهدت رغم ذلك محاولة اغتيال مساعد للزعيم الشيعي مقتدى الصدر بأسلحة كاتمة للصوت.


لندن: شدد الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي خلال تفقده لسيطرات القوات الأمنية والاجراءات المتخذة في جانبي الكرخ والرصافة من العاصمة العراقية على ضرورة توسيع استعدادات هذه القوات لحماية المشاركين باحياء مراسم استشهاد الامام موسى بن جعفر (الكاظم) وزيارة مرقده والذين يتوقع ان يصل عددهم إلى خمسة ملايين زائر.

وقال إن رئيس الوزاء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي قد كد على على ضرورة تامين كل المناطق المحيطة بمرقد الامام موسى بن جعفر حيث تم اضافة مئات من افراد القوات الأمنية لضمان تحقيق مراسيم الزيارة التي تصادف الاربعاء المقبل بأمن.

وقد فرضت القوات الأمنية ثلاثة أطواق أمنية على مدينة الكاظمية بضواحي العاصمة الشمالية الغربية بمشاركة مختلف الأجهزة وطيران الجيش كما تم اغلاق الطرق المؤدية إلى المدينة حيث يحتفل الشيعة في العراق ومختلف أنحاء العالم الإسلامي بالذكرى السنوية لوفاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم سابع أئمة الشيعة الذي توفي في سجنه في بغداد في الخامس والعشرين من رجب عام 183 هجرية بعد أن قضى 15 سنة من عمره في سجون العباسيين ودفن في مقبرة قريش في بغداد التي سميت بعد ذلك بالكاظمية.

ومنذ ايام تواصل جموع العراقيين التوجه من مختلف المحافظات سيرهاعلى الاقدام إلى الكاظمية برغم العواصف الترابية التي اجتاحت بغداد أمس الأحد. ومع اتخاذ السلطات العراقية قرارا بحظر سير المركبات التي تحمل لوحات مؤقتة فإن قطع الطرق والجسور وكثير من الشوارع في العاصمة التي يمر بها الزوار قد ادى إلى شلل شبه تام لمدة 4 أيام.

ولم تعلن السلطات عطلة رسمية في العاصمة الا ان آلاف الموظفين لم يتمكنوا خلال هذه الأيام من مزاولة عملهم. كما أجلت امتحانات الدراستين المتوسطة والإعدادية إلى التاسع من الشهر الحالي وتعطيل الصحف اليومية حوالي أسبوعا. وعلى الرغم من هذه الاجراءات الأمنية المشددة فقد تعرض القيادي في التيار الصدري حازم الأعرجي إلى محاولة اغتيال بأسلحة كاتمة داخل مدنية الكاظمية الليلة الماضية اسفرت عن مقتل أحد مرافقيه.

وجاءت محاولة الاغتيال عندما كان الأعرجي يقوم بجولة تفقدية راجلة على مواكب الزوار في منطقة الكاظمية حين قام ثلاثة مسحلين باطلاق النار عليه من أسلحة كاتمة للصوت فقتلوا مرافقا له بينما رد المرافقون الاخرون على مطلقي النار وتمكنوا من إصابة أحدهم بساقه لكن رفاقه نجحوا في سحبه وسط جموع الزوار.

ويعتبر حازم الاعرجي من ابرز قيادات التيار الصدري ومسؤول مكتب الصدر في مدينة الكاظمية وهو شقيق رئيس كتلة الاحرار في مجلس النواب بهاء الأعرجي و كان له دور كبير في قيادة جيش المهدي قبل أن يتم تجميد الجيش بأمر من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في آب (أغسطس) عام 2007.

وقد أعلن الصدر الذي اتهم مقربون منه مليشيا عصائب اهل الحق بزعامة المنشق عنه قيس الخزعلي لالمسؤولية عن محاولة الاغتيال الحداد ثلاثة ايام في عموم مكاتبه استنكاراً لمقتل حارس الاعرجي محذرا من خطورة الاقتتال الداخلي.

وقال في بيان إن quot;مكتب السيد الشهيد ليس له للخلافات الدنيوية وليس للتشكيلات المليشياوية الحكومية للاعتداء علينا ال الصدر فو الله قد اذهبتم ماء وجوهنا ولم تراعوا فينا إلاً ولا ذمة قد تعديتم على الخطوط التي خطها لنا اباؤنا وأجدادنا وعلمائنا وشهدائنا لا سيما حاملي السلاح منكم، كفاني وكفا آل الصدر شر اعمالكم فلستم لي ولا لآبائي تنتسبون وغفر الله لمن اعتدى عليه بغير حق ونسال الله ان يعاقب كل من أساء او ظلمنا آل الصدرquot;.

وأضاف أن quot;كان الطرفان يحبون الشهيدين الصدرين أن لا يتقاتلوا ولا يكونوا لهم فينا ولا في عراقنا الحبيب ولا في سوريا ولا في اي بقعة من بقاع العالمquot;.. وقال quot;لقد شمت العدو فينا وهو يهزأ بنا وقد استطاع ابعاد انظارنا عنه وصارت خلافاتنا بينناquot;.

وأوضح الصدر quot;الحكومة نحن من صنعها ونحن من يحاول تقويمها ولستم إلا طالبين لدنيا اسال الله أن يبعدكم عنها ولترجعوا في احضان ابيكم ليغفر الله لكم ما تقدم من ذنبكم وليبعدكم عن الشهوات والملذاتquot;. ودعا الصدر جميع مكاتب تياره إلى علق ابوابها ثلاثة ايام عزاء.

إجراءات خدمية

ومن جهتها استثنت وزارة الكهرباء مدينة الكاظمية من القطع المبرمج حتى الخميس المقبل من اجل توفير جميع الاجواء لإنجاح الزيارة.

وقال المتحدث باسم وزارة الكرباء مصعب المدرس إن الوزارة شكلت غرفة عمليات مقرها مديرية توزيع كهرباء الكاظمية برئاسة مدير عام توزيع كهرباء الكرخ لإدارة الملاكات الهندسية والفنية واتخاذ الاجراءات المناسبة والسريعة في حال حدوث اي طارىء و تم تخصيص فرق صيانة جوالة تعمل على مدار اليوم لصيانة اي عارض فني عند حدوثه سواء في انارة الطرق او شبكات التوزيع.

وأشار إلى وجود تنسيق عال المستوى بين غرفة العمليات المشكلة من قبل وزارة الكهرباء، والجهات الأمنية والخدمية الاخرى والتي تمثل الوزارات الساندة والمعنية كوزارات الدفاع والداخلية والصحة فضلا عن أمانة بغداد. وتشهد الطرق المؤدية إلى مدينة الكاظمية نصب الكثير من سرادق العزاء والخدمة التي توفر الخدمات للزائرين مثل الشراب والطعام والاسعافات الاولية.

ومن جانبها حشدت أمانة العاصمة بغداد جهود اربع عشرة دائرة بلدية والمديريات الاخرى الساندة لتوفير الخدمات لاسيما الماء الصافي واعمال النظافة ورفع النفايات وغسل الشوارع وتنظيف شبكات الصرف الصحي وإدامتها ومساندة المواكب بتجهيزها بالحاويات واكياس النفايات وغيرها من الاعمال الخدمية الاخرى من اجل اتمام هذه الخطة على اكمل وجه وتقديم افضل الخدمات ووسائل الراحة للزائرين.

وأوضحت الامانة في بيان اليوم ان عملية تقديم الخدمات للزوارتتم من خلال المسارات الاربعة المؤدية إلى مدينة الكاظمية وتتولاها بلديات الكاظمية والشعلة والاعظمية والكرخ المركز إلى جانب الجهود الساندة لبلديات الصدر والدورة وبغداد الجديدة والغدير لتقديم الخدمات للزائرين القادمين من وسط وجنوب العراق.

وأوضحت أمانة بغداد عن مشاركة حوالي 1300 متطوع من مختلف المؤسسات الحكومية لمساندتها في تنفيذ خطتها الخدمية الخاصة بالزيارة.