شنّ رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأردني، بسام المناصير، هجومًا حادًا على السفير السوري في الأردن في أعقاب تصريحات للأخير سخر فيها من نصب عمان صواريخ باتريوت، وقال المناصير: quot;هذه تصريحات لشخص وقحquot;.
مع تصاعد الأزمة في الجار السوري وحالة السباق مع الزمن لانعقاد مؤتمر (جنيف2) لبحث الانتقال السلمي، فإن الأردن يجد نفسه في مواجهة كلامية دائمة مع تصريحات المسؤولين السوريين التي تؤرق كبار مسؤوليه خاصة وأنه يستعد لاستضافة مناورات (الأسد المتأهب) بمشاركة دولية واسعة.
وعلى الرغم من أن الأردن ظلّ على الدوام يعلن رفضه للتدخل العسكري في الشأن السوري، إلا أن دمشق من جانبها ظلت تتهم عمان بتصدير إرهابيين كما ورد في آخر تصريح للرئيس السوري بشار الأسد لقناة (المنار) وفيه تمنى للأردن quot;الأمنquot;، قائلاً: quot;إن الأردن مغلوب على أمرهquot;.
ففي أحدث اشتباك quot;كلاميquot; بين الجارتين، طلب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأردني، بسام المناصير، طرد السفير السوري لدى المملكة، بهجت سليمان، لما وصفه بتجاوزه الاعراف الدبلوماسية، وتماديه في إطلاق تصريحات وتعليقات اعتبر أنها تتضمن quot;تهديدات مبطنةquot; للأردن.
ليست المرة الأولى
وليست هي المرة الأولى للسفير سليمان التصريح بما يزعج الأردن، فقد سبق له أن ان هاجم اجتماع مجموعة quot;أصدقاء سورياquot; الذي عقد في عمان، يوم 22 مايو/ أيار، معتبرًا إياهم quot;أعداء سورياquot;. مما حدا بوزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن يوجه له رسالة خاطقة على هامش الاجتماع مؤداها quot;ضرورة الالتزام والتحلي بالحس الدبلوماسيquot;.
وإلى ذلك، فقد جاءت مطالبة البرلماني الأردني المناصير بطرد سليمان بعد نشر تعليق للسفير السوري على نشر صواريخ quot;باتريوتquot; الأميركية في الأردن، وفيه قال: quot;إذا كان البعض يجهل، فمن حقه أن يعرف، ومن واجبنا أن نعلمه، بأن داء صواريخ (باتريوت) له علاج ودواء ناجع جداً جداً، وهذا العلاج والدواء، هو صواريخ (اسكندر) الموجودة بكثرة ووفرة في سوريا.quot;
وإلى ذلك، فقد جاءت مطالبة البرلماني الأردني المناصير بطرد سليمان بعد نشر تعليق للسفير السوري على نشر صواريخ quot;باتريوتquot; الأميركية في الأردن، وفيه قال: quot;إذا كان البعض يجهل، فمن حقه أن يعرف، ومن واجبنا أن نعلمه، بأن داء صواريخ (باتريوت) له علاج ودواء ناجع جداً جداً، وهذا العلاج والدواء، هو صواريخ (اسكندر) الموجودة بكثرة ووفرة في سوريا.quot;
وفي رده على تلك التعليقات، قال المناصير، في تصريحات لـCNN بالعربية، الأربعاء: quot;هذه تصريحات لشخص وقح، لأنها لا تنم عن دبلوماسية.. أستغرب كيف لجيش حماة الديار أن يعجز عن تحرير قرية صغيرة في بلده، ويسمح للعصابات من إيران والعراق بالقتال لديه.. العبرة ليست بمن يمتلك السلاح، هذه عقيدة انهزامية.quot;
وأكد البرلماني الأردني أنه سيطالب في جلسة المجلس، الأحد المقبل، باسم لجنة الشؤون الخارجية، من الحكومة طرد سليمان من الأراضي الأردنية، وإبلاغه بأنه quot;غير مرغوب فيهquot;، وأضاف معلقاً: quot;عليه أن يعلم أن الأردن شوكة عصية في حلقه، وحلق نظامهquot;.
النسور على الخط
ولم يقف الحد عند رد فعل البرلماني المناصير، بل أن رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبد الله النسور ردّ من جانبه على تصريح سابق لوزير الخارجية السوري وليد المعلم كان قال فيه إن quot;موقف الأردن محيّرquot;.
ففي تصريحات لصحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية نشرت الخميس، رد النسور على كلام المعلم بالقول quot;أنا لا أريد أن أناقش الأستاذ وليد المعلم، وأنا أقول إن موقفنا واضح، والأمر الذي يحيّر هو الأمر غير الواضح، وموقفنا سهل وبسيط جدًا: الموقف الأول مع موقف الجامعة العربية، والموقف الثاني نحن مع quot;جنيف 1quot;، وقد أيدته سوريا، وهذا وحده يدل على أن هناك شيئًا مشتركًا، ونحن أيّدنا مؤتمر quot;جنيف 2quot;، وأيدته سورياquot;.
وأضاف النسور: quot;ونحن في الأردن مع وحدة سوريا وعدم التقسيم، ونحن مع الحل السلمي المتفاوض عليه بين جهتي النزاع، وما يضير في هذا؟ نحن مع عدم العدوان على سوريا وعدم السماح لأي قوة أجنبية بغزو سوريا أو بالتدخل بالشأن السوري، وأين المشكلة في هذا؟ عندما تنظر إلى موقف الأردن تراه واضحاً ومتماسكًا ومعلناًquot;.
ونفى النسور أن يكون الأردن سهّل دخول أسلحة أو متطرفين للقتال داخل سوريا، وقال: quot;إذا كان السوريون اكتشفوا مسدسًا دخل من الأردن فليعرضوه عليناquot;، ونفى الربط بين تراجع أعداد تدفق اللاجئين السوريين للمملكة وما تردد عن إغلاق الحدود، مؤكًدا أن quot;إغلاق الحدود ليس من سياستناquot;.
وأضاف النسور أن مستوى الاتصالات بين المسؤولين الأردنيين والسوريين يقتصر على سفارتي البلدين فقط.
لا تصريحات سورية
لكن رئيس الحكومة الأردنية اشار إلى أنه لا توجد تصريحات من الجمهورية العربية السورية أو أننا ندبر ونجهز ونجيش ضد سوريا، لأن هذا غير موجود، ولا توجد أي قوات أجنبية على الأراضي الأردنية تستهدف الجمهورية العربية السورية على الإطلاق، من أي قطر كان.
وقال: لو كانت الجمهورية العربية السورية اكتشفت أسلحة لكانت عرضتها، وأين هي الأسلحة؟ لا تدخل من حدودنا أسلحة. هناك مجموعتان من المتطرفين المتزمتين حاولتا الدخول إلى سوريا، وتم إلقاء القبض عليهما ومحاكمتهما، والآن هما في السجون، إذا كان السوريون اكتشفوا مسدسًا دخل من الأردن فليعرضوه علينا.
وختم النسور في شأن احتمال غلق الحدود بسبب زيادة عدد اللاجئين السوريين وعدم تجاوب المجتمع الدولي، قائلاً: quot;ليس من سياستنا إغلاق الحدود، وهناك رأي أن نتوقف عن استقبال اللاجئين، ولكننا لن نتوقف عن استقبال الأشقاء السوريين، وإن كان العدد قل في الآونة الأخيرة، لأن طبيعة المواجهة على الجانب الآخر من الحدود اختلفت، والآن تدفق اللاجئين قليل جدًا، وشبه متوقفquot;.
رد سليمان على المناصير
وردّ السفير السوري بهجت سليمان على موقف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاردني بالكتابة على موقعه في (فيسبوك) تحت توقيع quot;خاطرة أبو المجدquot; الآتي:
(السيناتورquot;بسّام المناصيرquot; رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأردني، يطالب في تصريح لـ CNN، بطرد السفير السوري في الأردن لـ quot;وقاحتهquot; ويقول بأنه سيطالب في جلسة المجلس، الأحد المقبل، الحكومة، باسم لجنة الشؤون الخارجية، بطرد السفير السوري من الأراضي الأردنية).
هذا وكان قد سبق للسيناتور المذكورquot;بسّام المناصيرquot; أن هدّد بالوصول إلى quot;قصر المهاجرينquot; في دمشق، واحتلاله خلال ساعة واحدة، فقط لا غير!!!!!!!!!!!!!!!.
نقول للمناصير وأمثاله، معركتنا ليست معكم، بل هي مع المحور الصهيو- أميركي، وأذا كان المناصير وأشباهه، يريدون تسديد فواتير وتقديم أوراق اعتمادهم، لأعداء سوريا والأردن، في وقت واحد، فإننا في سوريا، عندما ندافع عن أمننا، فإننا ندافع عن أمن الأردن، شعباً ودولة، في الوقت ذاته، وإذا كان المذكور، يرى في دفاع السفير السوري في الأردن عن وطنه، بالتعبير وبـالكلام quot;وقاحةquot;!!!!!!!، فإن السؤال الذي يطرح نفسه - ليس على المناصير طبعاً -
(1): فماذا يمكن تسمية احتضان واستقبال آلاف الإرهابيين المستوردين من مختلف بقاع العالم، وشحنهم إلى سوريا ؟!؟!؟!؟!؟!.
(2) وماذا يمكن تسمية استقبال عشرات الطائرات المحملة بالأسلحة والعتاد، وتهريبها إلى سوريا ؟!؟!؟!؟!؟!.
(3) وماذا يمكن تسمية استقبال مئات العسكريين الفارين من الخدمة، وتدريبهم لإعادة زجهم في سوريا، لقتال شعبها وجيشها؟!؟!؟!؟!؟!.
(4) وماذا يمكن تسمية، استقبال كل مَن هبّ ودبّ من الخارجين على وطنهم، والمرتبطين بالمخابرات الأطلسية والنفطية والغازية، ممّن يسمون أنفسهم quot;معارضة سوريةquot; وقيامهم بمختلف النشاطات المعادية للدولة السورية؟!؟!؟!؟!؟!.. وماذا وماذا وماذا؟!؟!؟!؟!؟!.
المناصير والقرار الأردني
وعندما يصبح المناصير وأشباهه، هم أصحاب القرار السياسي في الأردن - لا سمح الله - فلن ننتظر إلى أن يطالب بطرد السفير السوري في الأردن quot;لوقاحتهquot;، بل ستكون الوقاحة، حينئذ، هي بقاء السفير السوري في الأردن... وإذا كان هذا quot;السيناتور المحترمquot; لا يعرف بأن مهمّة السفير هي التعبير عن موقف بلده، والدفاع عنه، فإنه معذور - أي السيناتور المناصير - لأنه معني، فقط، بالدفاع عن أعداء بلده، شعباً ودولةً، عندما يعمل ويدفع باتجاه توريط الأردن، في مواجهة شقيق له، ولمصلحة quot;أجنداتquot; خارجية، تضر بأمن الأردن، بما لا يقل عن ضررها بأمن سوريا، إن لم يكن أكثر.... ولكن ما لا يريد رؤيته هذا السيناتور quot;المحترمquot; أو لا يستطيع رؤيته، هو أن معظم الشعب الأردني، بقواه الحيّة الشريفة، وبمختلف نخبه الفكرية والثقافية والنقابية والمهنية والعشائرية، لا يرى رأيه، بل يرى عكس رأيه.. وما لا يستطيع ولا يريد رؤيته، هو أنّ الجيش العربي الأردني، لن يرى عدواً له إلّا إسرائيل، رغماً عن أنف هذا السيناتور.. وما لا يستطيع ولا يريد رؤيته، هو أنّ التيار الوطني الفاعل، داخل مطبخ القرار الأردني، كفيل بمنع انزلاق الأردن، إلى ما يراد له الانزلاق إليه، كما منع انزلاق الأردن، عبر السنتين الماضيتين، إلى الغرق في مستنقع التآمر على سوريا، أسوة بمشيخة quot;قطرquot; ومملكة quot;آل سعودquot;... ونحن نعذر السيناتور المناصير، عندما لا يستطيع quot;الارتقاءquot; بلغته، مع سفراء أطلسيين ونفطيين وغازين، بل ومع سفير إسرائيل، الذين يجوبون الأردن، طولاً وعرضاً، ولا يكتفون بالتعبير عن رأيهم، كما هو حال السفير السوري.
التعليقات