الكل يدعو إلى حل سياسي في سوريا، لكن الثوار يحتاجون الآن وسريعًا لسلاح نوعي يوقف جيش الأسد، وإلا لن يكون هناك أي حاجة لمثل هذه الحركة الدبلوماسية.


القاهرة: في أعقاب القرار الذي أصدره الرئيس الأميركي باراك أوباما بخصوص تسليح المعارضة السورية، أكدت مجموعة من خبراء السياسة الخارجية أن هذا القرار لا يعني أن يكون هدف الولايات المتحدة الآن إلحاق الهزيمة بنظام الرئيس بشار الأسد.

وأضافوا أن القرار قد يعجل أيضًا بالتوصل إلى نهاية سلمية للحرب الأهلية المشتعلة في سوريا، التي راح ضحيتها ما يزيد عن 90 ألف شخص حتى الآن. ونقلت صحيفة يو إس إيه توداي الأميركية عن مارينا أوتاواي، خبيرة الشؤون الشرق أوسطية لدى مركز ويلسون البحثي في واشنطن، قولها: quot;تنتهي معظم الصراعات بالتوصل لشكل من أشكال الحلول الدبلوماسية، ورقة توت للجانب الخاسرquot;.

السلاح المناسب

وكان البيت الأبيض أشار أمس إلى أن استخدام الأسد الأسلحة الكيماوية في الصراع قد تجاوز الخط الأحمر الذي سبق أن حدده أوباما قبل أكثر من عام، وهو ما أقنعه بأن ينهي اعتراضه على مسألة تزويد الثوار بالأسلحة.

وعاودت أوتاواي لتقول إن الثوار المقاتلين يحتاجون إلى صواريخ مضادة للدبابات، وصواريخ مضادة للطائرات يتم إطلاقها من فوق الكتف، لكي يتمكنوا من فرض كلمتهم في المعركة التي يخوضونها ضد القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، بالإضافة إلى طلبهم فرض منطقة حظر طيران، للمساعدة في وقف طائرات الأسد الحربية.

وتابعت أوتاواي: quot;تهاجم طائرات ومروحيات الأسد الثوار وهي شبه محصنة، وأتصور أن حرمان سلاح الجو من تلك الحصانة التامة قد يُغيِّر موازين الأمورquot;.

وأشارت أوتاواي في السياق نفسه إلى أنه على الرغم من حصول الثوار على المساعدة من المقاتلين الأجانب، إلا أنهم يفتقرون إلى النوع المناسب من الأسلحة، التي تساعدهم على التصدي لدبابات وطائرات الأسد.

الخيار العسكري

أما مايكل سينغ، مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فقال إن المساعدات العسكرية للثوار ستساعد في واقع الأمر الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء الحرب، من خلال فرض المزيد من الضغوط على الأسد، للتوصل إلى حل وسط أو المجازفة بالهزيمة. وأضاف سينغ: quot;يتعين على الولايات المتحدة أن توضح أن مساعدتها مشروطة بالانخراط بايجابية في العملية الدبلوماسية، والعمل لتبني تسوية معقولةquot;.

كما أكد أن واشنطن بحاجة إلى إرسال الرسالة نفسها إلى دول حليفة، مثل تركيا وقطر وأطراف إقليمية أخرى تساعد الثوار حاليًا بشكل مستقل عن واشنطن، وعن بعضها البعض.

وأشار سينغ كذلك إلى أن المساعدات العسكرية الغربية للثوار ربما تعمل أيضًا على إقناع روسيا بأن النصر العسكري ليس بديلًا عن المساومة الدبلوماسية، quot;وللقيام بذلك، يتعين على الولايات المتحدة أن تطرح على الطاولة خيار التدخل العسكري، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال تسليح عناصر المعارضة السورية التي ترتبط مصالحها بالمصالح الخاصة بالولايات المتحدة الأميركيةquot;.

ومع هذا، عاودت أوتاواي لتحذر من أن هناك مخاطر من أن تصل تلك الأسلحة في النهاية إلى الجماعات الإرهابية المناوئة لأميركا، مثل جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.