تخوض دعد شرعب الفلسطينية الأصل والتي عملت مستشارة لنظام القذافي لمدة 22 عاماً معركة قضائية بوجه الأمير الوليد بن طلال لعدم التزامه بدفع مبلغ لها قيمته 10 ملايين دولار كعمولة لها بعد ابرامها صفقة شراء العقيد القذافي لطائرة الأمير عام 2005.


بعد اختفائها عن الأنظار اثر الضجة الدرامية التي أحدثتها بعد وصولها إلى عمان في أيلول )سبتمبر(2011 آتية من طرابلس، والقول بأنها كانت معتقلة من جانب نظام العقيد القذافي الذي عملت مستشارة له لـ 22 عاماً، تظهر دعد شرعب مجدداً لكن في ساحات القضاء البريطاني.
وتخوض هذه الأردنية الجنسية (الفلسطينية الأصل) المولودة في الرياض 1961 معركة قضائية أمام الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال بشأن عمولة لم يدفعها لها بعد إبرامها صفقة شراء العقيد القذافي لطائرة الأمير في العام 2005 .
وأشارت شرعب، في شهادة مكتوبة أمام المحكمة اللندنية إلى أن quot;الأمير الوليد بن طلال مدين لها بمبلغ عشرة ملايين دولار عمولة لها لإبرامها الصفقة مع القذافي، الذي اشترى بموجبها طائرة ايرباص خاصة به بحوالي 120 مليون دولار اميركيquot;.
واحتوت هذه الطائرة الفخمة على سرير مزدوج وآرائك جلدية فضية اللون، واستخدمت لنقل المتهم الرئيسي في قضية لوكربي عبد الباسط المقرحي بعد الافراج عنه من سجن اسكوتلندي، إلا انها صودرت من قبل الثوار.
وفي شهادتها أمام القاضي البريطاني بيتر سميث، قالت شرعب التي كان المجلس الوطني الانتقالي الليبي هدد بمطاردتها قبل عامين لتورطها بصفقات مالية لنظام القذافي: إن quot;الوليد بن طلال وافق على دفع العمولة في عام 2005 نظراً لمجهودها الكبير في إبرام هذه الصفقة quot;.
وأضافت: أن quot;الوليد بن طلال وافق على دفع مبلغ 1.2 مليون دولار كعمولة، إلا انه وعدها بإعطائها بالكامل 6.5 مليون دولار اميركي في حال بيعها اياها بأكثر من 70 مليون دولار أميركي، وهذا ما الذي حصلquot;.
ومن جانب آخر، كشفت صحيفة (إندنبدانت) اللندنية، الخميس، بعض الجوانب المتعلقة بتفاصيل ما جرى في المحكمة استنادًا إلى شهادة دعد شرعب وخاصة لجهة تصرفات العقيد الراحل.

القذافي والرسائل
وقالت شرعب في شهادتها أمام المحكمة البريطانية إن quot;الديكتاتور الذي أطيح به من قبل الثوار وقتل على أيديهم، كان يقرأ الرسائل والمستندات المصورة فقط وليس تلك المكتوبة بخط اليد وبالحبر لأسباب quot;أمنيةquot;.
وأكدت شرعب في شهادتها المكتوبة للقاضي بيتير سميث إن quot;الأمير كان يعطيني رسائل لأسلمها للرئيس الليبيquot;، مضيفة quot;لأسباب امنية، لم يكن الرئيس ليقرأ هذه الرسائل بنفسه، وذلك خوفاً من ان ينقل الحبر الامراض لهquot;.
يذكر ان دعد شرعب مولودة في السعودية عام 1961 وعادت الى الاردن عام 1978 وفي العام 1986 دخلت شريكة مع رجلي اعمال اردنيين اثنين في مجموعة quot;غروب 3quot; للصرافة حيث اتسعت مهمات المجموعة على نطاق دولي وعربي في الاستثمار وخاصة بريطانيا وليبيا والولايات المتحدة
وحين عودتها إلى الأردن مصحوبة بـquot;ضجة إعلامية دراميةquot; غير مسبوقة، كانت دعد شرعب أطلقت تصريحات كان يعتقد أنها ستجعلها المطلوب quot;الرقم واحدquot; للمجلس الانتقالي الليبي الذي حكم بعد مقتل القذافي مباشرة.
وحينذاك، اعتبرت شرعب أن احتجازها من جانب النظام الليبي لمدة عام وثلاثة أشهر كان بمثابة ضغط سياسي على الحكومة الأردنية، وبالطبع لم ترد هذه الحكومة على مثل هذه الأقوال.

القنبلة الموقوتة
وحول علاقتها بالقذافي، كانت شرعب صرحت لصحيفة (الرأي) الأردنية شبه الحكومية بأنها كانت quot;تشكل حكومات وتقيل أخرىquot; في نظامه وهي دللت على ذلك بقولها: quot;ولهذا كان رئيس جهاز مخابرات القذافي، موسى كوسا أطلق عليها مسمى (القنبلة الموقوتة) وهو ما يعني طبيعة المعلومات التي تحتفظ بها طوال 22 عاما من الخدمة مع القذافي كمستشارة له.
وكشفت دعد شرعب أيضاً أن مهماتها كانت تختص بالاستشارات في الجانب الاقتصادي وإجراء المحادثات الرسمية مع الدول الأخرى وحمل رسائل القذافي الى زعماء العالم.
ولدى عودتها إلى عمان، كانت شرعب قالت ان تحريرها من سجنها الخاص جاء على يد الثوار الليبيين، قبل انتقالها للعيش مع أسرة ليبية، مشيرة إلى أن مكان احتجازها كان تعرض للقصف من جانب مقاتلات حلف شمال الأطلسي.
وقالت إن أركان نظام القذافي بدأوا إساءة معاملتها بعد اعتراف الأردن بالمجلس الوطني الانتقالي، كما انها لم تلتق العقيد طوال فترة احتجازها.
وبينت أيضاً أن الطائرة التي عادت على متنها إلى الأردن تعود ملكيتها إلى الأمير الوليد بن طلال، مشيرة إلى أنها والدة لفتاة ومن زوج سابق سعودي الجنسية.

مطاردة دولية
ويشار إلى أنه بعد عودة دعد شرعب إلى عمان وتصريحاتها المثيرة، سارع وقتها مصدر مقرب عن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي السابق مصطفى عبد الجليل قوله إن quot;المجلس لن تعيقه الأحداث الدائرة في ليبيا عن ملاحقة كل من له علاقة بالنظام السابق قضائياquot;.
وتحدث المصدر عن استياء عبد الجليل من التصريحات التي أدلت بها دعد، مؤكدا أن المجلس سيقوم بملاحقتها قضائيا، بتهم تهريب الأموال، والعمل تحت إمرة معمر القذافي وأولاده وهي التهمة التي ستطال أناس كثر ممن كانوا يعملون لدى النظام السابق في قضايا فساد وقتل وتعذيب.
وبالطبع لم تتم الى الآن أية مطاردة قضائية أو دولية عبر الانتربول لدعد شرعب.
كما كان مسؤول في المجلس الوطني الانتقالي الليبي نفى ما أدلت به شرعب لوسائل إعلام اردنية قائلة إنها كانت تشكل الحكومات الليبية وتقيلها، معبرا عن استهجانه واستنكاره.

استياء ليبي
وقال المسؤول الذي فضل عدم كشف هويته لحساسية الموقف، إذ أنه ليس مخولا الحديث عن المجلس، إن تصريحات شرعب، خلقت استياء واضحا لدى أعضاء المجلس وفئات من الشعب الليبي.
وأكد المصدر أن quot;دعد شرعب والتي صرحت بأنها كانت تشكل وتقيل الحكومات في عهد معمر القذافي، لم تكن سوى إحدى - المرتزقات - التي كن يستفدن من النظام السابق، والنظام يستفيد منهنquot;.
وردا على سؤال، كيف كان النظام يستفيد من دعد شرعب ؟، أوضح المصدر وقتذاك ثائلاً: إن دعد كانت مثلها مثل مرافقات العقيد - الروسية، والأوكرانية، والإيطالية، وأنها لم تكن على صلة بالأمور السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية بتاتا.
وأكد المصدر أنها - كاذبة بكل ما صرحت به - مشيرا إلى قولها ( تم تحريري من قبل الثوار بعد أن قصف حلف شمال الأطلسي quot;الناتوquot; المعتقل الذي كنت محتجزا فيه أنا وكبار المسؤولين ) قائلا : quot;لقد كنت شاهدا على قصف الناتو للمبنى الذي تحدثت عنه وقد تحول إلى رماد بعد القصف، فكيف نجت، ونحن نعلم انها كانت تقيم في احدى القصور الفاخرة تحت الحراسةquot;.