القدس: يتوجه جون كيري الاثنين الى آسيا حيث يحاول تهدئة المخاوف من عدم جدية الولايات المتحدة في تركيز جهودها على هذه القارة بعدما جعل وزير الخارجية الاميركي الشرق الاوسط اولوية له.
ومن المقرر ان يشارك كيري في مؤتمر رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) في بروناي الاثنين الذي بات الموعد غير الرسمي لانهاء جولته الاخيرة في الشرق الاوسط والتي يسعى فيها جاهدا لاحياء محادثات السلام المجمدة.
وحتى في بروناي، لن تكون اسيا مركز اهتمامه اذ انه من المقرر ان يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف للتباحث حول النزاع في سوريا ووجود المستشار السابق لدى الاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن الذي تتهمه واشنطن بالتجسس في مطار موسكو.
وزار كيري الشرق الاوسط خمس مرات في خمسة اشهر بينما يبدأ الاثنين رحلته الثانية الى اسيا منذ توليه منصبه في شباط/فبراير بعد زيارة سابقة الى الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وفي اطار جولة اكبر.
واستبعد كيري اي ايحاءات بانه ليس مهتما باسيا وقال انه يعتزم السفر quot;قريباquot; الى اندونيسيا وفيتنام وانه مقتنع بquot;المحورquot; الذي اعلنه الرئيس باراك اوباما لجهة التركيز بشكل اكبر على اسيا.
واضاف كيري ان الولايات المتحدة قادرة على quot;التعاطي مع اكثر من ازمة في العالم في الوقت نفسهquot;.
وصرح كيري لاذاعة quot;صوت اميركاquot; خلال رحلته الاخيرة quot;يجب لا يعتقد الناس ان سعينا لاحلال السلام في منطقة تعاني من النزاع منذ ثلاثين عاما، معناه اننا غير قادرين على التركيز على مسائل اخرىquot;.
وكان دبلوماسيون وبعض المحللين اعربوا عن القلق من ان واشنطن تنقل اهتمامها الى اولويات سابقة بعد رحيل هيلاري كلينتون التي كانت تركز على اسيا.
وكانت وزيرة الخارجية السابقة سعت لاقامة علاقة اوسع مع الصين وبورما التي فاجات العديد من النقاد باجرائها اصلاحات ديموقراطية في السنوات الثلاث الاخيرة.
وكلينتون كانت اول وزير خارجية اميركي يزور الدول العشر الاعضاء في اسيان اذ اعتبر اعضاء في طاقمها ان ادارة جورج بوش السابق اهملت هذه الكتلة الناشطة اقتصاديا والصديقة للولايات المتحدة بسبب انهماكها بالحرب في العراق وفي افغانستان.
واقر مسؤول اميركي كبير ان دولا في اسيا ابدت قلقا ازاء التزام الولايات المتحدة تجاه القارة بعد رحيل كلينتون، لكنه اضاف ان الولايات المتحدة زادت نفقاتها على مشاريعها في اسيا رغم اجواء الازمة الاقتصادية العامة.
واضاف المسؤول ان اوباما استقبل في واشنطن في الاشهر الاخيرة قادة اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وبروناي وللمرة الاولى منذ نصف قرن بورما.
وتابع المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان دولا اسيوية اخرى كانت قلقة قبل بضعة اشهر باتت تسال الان quot;ماذا سنحضره اليوم الى طاولة المحادثات وليس اذا ما كنا سناتي اليهاquot;.
ويقول مراقبون انه من الطبيعي ان يسعى وزير خارجية جديد الى ان يكون مختلفا. كما ان كيري لا يواجه المخاطر نفسها ككلينتون اذا ما قرر الغوص في ملف الشرق الاوسط لانه ليس لديه اي طموحات سياسية مستقبلية.
وقال والتر لومان خبير شؤون جنوب شرق اسيا لدى مؤسسة quot;هيرتيج فاونديشنquot; الاميركية المحافظة ان الدول الاسيوية تصنف الولايات المتحدة في مرتبة عالية لجهة الالتزام لكنها تعلم ان الشرق الاوسط quot;يمكن ان يستحوذ على اهتمام واشنطنquot;.
واضاف لومان quot;هناك نوع من الحذر مما اذا كان كيري سيجعل من اسيا اولوية او انه سيسعى الى ترك بصمته على ملفات اخرى مثل الشرق الاوسط او اوروباquot;.
اما اريك باور من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية فاعتبر ان دول جنوب شرق اسيا رحبت بغالبيتها بزيارة كيري الى الهند خلال جولته الحالية خصوصا وان هذه الدولة تسعى للعب دور اكبر في المنطقة ازاء الصين.
الا ان باور اعرب عن القلق حول ارجاء الزيارة الى اندونيسيا التي كان اوباما وكلينتون اعلنا انها اولوية لانتقالها السريع الى الديموقراطية وتطبيقها نهجا معتدلا من الاسلام.
وتابع باور ان دول مجموعة اسيا تتوقع بعض التغيير مع رحيل كلينتون ومستشار الامن القومي في البيت الابيض توم دونيلون اللذين ركزا بشكل كبير على الصين، الا ان غالبيتها على ثقة بالتزام اوباما في المنطقة.
وختم بالقول quot;ان الايجابي في الامر هو انك تريد التزاما من الرئيس بينما الناحية السلبية هي ان التزامه سيكون متقطعا بطبيعة الحالquot;.