بعد بيعه لنادي (فولهام) لكرة القدم، يكون الملياردير المصري العجوز محمد الفايد أنهى آخر أثر عين له في العاصمة البريطانية لندن ما عدا الاسم الذي تطارده القصص والحكايات والتشكيك بمصادر ثرواته من الأساس وهو الأمر الذي حرمه من الجنسية البريطانية وجعله موضع تساؤلات على الدوام.
من بعد الصفقة الكبرى التي وقّعها مع دولة قطر لبيع محال هارودز الشهيرة في نايتسبريدج الحي اللندني الراقي، تخلص محمد الفايد قبل يومين من آخر قلاعه في عاصمة الضباب التي ظلت تلفظه وظل يشاكسها نزولاً وصعوداً وصولاً إلى العائلة الملكية التي يتهم بعض رموزها بالوقوف وراء مقتل نجله الأكبر عماد (دودي) مع الأميرة ديانا في حادث سير مؤسف صيف 1997 في باريس.
وكانت صفقة بيع محال هارودز بلغت التي وقعت العام 2010 بلغت 1,5 مليار جنيه استرليني (1,7 مليار يورو)، وكان الفايد أعلن قبل سنوات في بادرة تحد للبريطانيين انه سيبني قبره فوق سطح هارودز لكن يبدو ان مثل هذه الرغبة لن يتم تنفيذها.
ويُذكر انه في آذار (مارس) من عام 2006 أعلن محمد الفايد أنه أوصى بتحنيط جثمانه بعد وفاته واستخدام المومياء كعقرب من عقارب الساعة العملاقة التي تزين قمة متجر (هارودز) الرئيسي الكائن في منطقة نايُتسبريدج اللندنية الراقية.
وحينها، نقلت صحيفة (ذا صن) عن بيل ميتشل، الذي يعمل كمخرج فني لدى الفايد، قوله إن محمد الفايد اتخذ ذلك القرار quot;من منطلق حرصه على أن يبقى جزءاً مهماً من أجزاء متاجر هارودز بعد وفاتهquot;.
نادي فولهام
وإلى ذلك، فقد باع الملياردير المصري الفايد نادي فولهام لكرة القدم لرجل الأعمال الأميركي من أصل باكستاني شاهد خان مالك نادي (جاكسونفيل جاغوارز) وبذلك يكون فولهام سادس فريق من الدوري الإنكليزي الممتاز تنتقل ملكيته إلى رجل أعمال أميركي.
وبذلك ينهي الملياردير الأميركي سيطرة الفايد التي استمرت 16 عاما على نادي فولهام الذب كان اشتراه العام 1997 بنحو 9 ملايين دولار، وأنفق خلال ملكيته له نحو 300 مليون دولار أخرى.
ومن الأندية الإنكليزية لكرة القدم التي يمتلكها أميركيون: مانشستر يونايتد، أرسنال، أستون فيلا، وساندرلاند، علاوة على فريق ليفربول، وأخيرا فولهام الذي كان أحرز المركز الثاني عشر في الدوري الممتاز بالموسم الماضي.
ويشار إلى أن محمد الفايد مولود عام 1929 في مدينة الإسكندرية المصرية رأس التين من أب بسيط كان يعمل مدرسا للغة العربية وعمل الفايد في صغرة في أعمال كثيرة وعمل بميناء إسكندرية عتال بضائع وتنقل بين عدة أعمال. على أنه ظل طوال ثلاثة عقود يقول إنه ينتمي لعائلة ثرية مشهورة بصناعة السفن.
معركة صاخبة
بلغت شهرة محمد الفايد التي أثارت حوله جدلاً لم ينته إلى هذه اللحظة حين خاض عام 1983 بعد مجيئه من إمارة دبي التي كانت سبب ثروته، معركة صاخبة شغلت الرأي العام البريطاني لوقت طويل مع صديقه السابق تايني رولاند الذي كان يملك صحيفة (أوبزرفر) انتهت لصالحه حينما فاز بصفقة (هاوس أوف فريرز)
ويشار إلى أن محمد الفايد كان نقل نشاطاته الاقتصادية الى لندن التي استقر فيها العام 1974 وكان اشتري فندق دور شستر في لندن وحقق ثروة بعد شرائه فندق ريتز الشهير في باريس الفخم عام 1979.
وكانت الانظار تركزت عليه حينما اشتري قصر دوق وندسور في باريس وقام بإرسال قائمة بمحتوياته من التحف إلي الملكة إليزابيث الثانية لكي تختار منها ما تشاء.
عقارات عبر العالم
ويمتلك محمد الفايد المتزوج من سيدة فنلندية ولديه منها أربعة أبناء وبنات، ممتلكات عديدة في سري قرب لندن وقلعة من القرن الثامن عشر في اسكتلندا وقصرا في منتجع جشتاد السويسري وآخر في سان تروبيز.
وتتوزع أملاك الملياردير المصري بين الولايات المتحدة ولندن ودبي وباريس وسويسرا والريفيرا واسكتلندا وعشرات الأماكن الأخرى في العالم.
والفايد هو والد دودي الفايد وكاميليا الفايد من زوجته الكاتبة وسيدة الأعمال السعودية المرحومة سميرة خاشقجي شقيقة رجل الاعمال السعودي المعروف عدنان خاشقجي.
واستقر محمد الفايد في سويسرا منذ منتصف عام 2002 م تقريبا بعد إخفاقه في الحصول على جواز سفر بريطاني بالرغم من امتلاك أبنائه الجنسية البريطانية.
لكنه انتقل إلى الإقامة الدائمة في إمارة موناكو مع عائلته، بعد صدور قرار من كانتون جنيف السويسرية (يسري مفعوله ابتداء من يونيو 2004) بإلغاء ضريبة الوراثة مع استثناء المقيمين الأجانب.

توتر مع العائلة الملكية
ساد التوتر علاقة محمد الفايد بالأسرة المالكة البريطانية بعد مصرع ابنه الأكبر عماد (دودي) مع الأميرة ديانا في حادث سيارة في نفق ألما في باريس وقيل إنه من تدبير المخابرات البريطانية بسبب غضب القصر علي علاقة دودي وديانا، ووجه الفايد الاتهام إلي الأمير فيليب زوج الملكة بأنه الرأس المدبر وراء الحادث.
ورفع الفايد دعوي قضائية مستمرة ضد الحكومة البريطانية والاستخبارات الفرنسية متهماً فيها كلاهما باخفاء معلومات عن مؤامرة اغتيال الأميرة البريطانية الراحلة ديانا وابنه دودي الفايد للإشارة ان الفكرةالمدبرة للاغتيال مخطط يهودي يهدف إلى عدم ترك العرب للوصول، بالخصوص ان الفايد كان على علاقة وطيدة مع الاميرة ديانا.