مثَّل اختيار البابا فرنسيس للأسقف الإيطالي المثلي باتستا ريكا، ليكون ممثله في بنك الفاتيكان، أول فضيحة في عهد البابا الجديد، وتساءل المراقبون إن كان البابا يعرف بميول هذا الأسقف الجنسية.


توجّه البابا فرنسيس إلى أميركا اللاتينية الاثنين مخلفًا وراءه أحدث ضجّة تطال الحبر الأعظم، وترتبط بالرجل الذي اختاره البابا فرنسيس ممثلًا له في بنك الفاتيكان، واتهامات تقول إنه مثلي الجنس.

وكان البابا قرر في 15 حزيران (يونيو) تعيين المونسنيور باتيستا ريكا، وهو قسّ إيطالي ودبلوماسي سابق في سفارات الفاتيكان، في منصب أسقف البنك المعروف رسميًا باسم quot;معهد أشغال الدينquot;. ويحق للمونسنيور ريكا بصفته هذه أن يحضر اجتماعات مجلس إدارة البنك ولجنة الكرادلة الخمسة، التي شُكلت لمراقبة أنشطته، بعد الفضائح العديدة التي كُشفت في عملياته.

كما يستطيع أسقف بنك الفاتيكان أن يطلب أي وثيقة يريد تدقيقها. لكن مجلة إسبريسو الإيطالية قالت في عددها الأخير إن لريكا نفسه تاريخًا حافلًا بالفضائح، وإنه كان يعيش بصورة مكشوفة مع ضابط سويسري، حين كان سفير الحبر الأعظم في الأوروغواي، وإن ريكا وصل لتسلم الوظيفة مع عشيقه، وخلال توليه مهام عمله وفّر له إقامة وفرصة عمل.

اتهام ونفي
وقالت المجلة الإيطالية إن أسقف بنك الفاتيكان الجديد تعرّض ذات يوم لاعتداء بالضرب في حانة يرتادها المثليون في مونتيفيديو، وعندما تعطل المصعد في مبنى سفارة الفاتيكان ليلًا وجده رجال الإطفاء، الذين هرعوا إلى المكان، مع فتى معروف للشرطة باحترافه البغاء المثلي.

وبعد نقل ريكا إلى ترينيداد وتوباغو، ترك عشيقه السويسري وراءه في الأوروغواي صناديق عُثر بداخلها على واقيات ذكرية ومسدس وكمية كبيرة من المواد الإباحية، بحسب المجلة الإيطالية. ولم يصدر رد فعل من ريكا نفسه على هذه الاتهامات، لكن متحدثًا باسم البابا نفى صحتها.

وردت مجلة إسبريسو على نفي المتحدث البابوي ببيان أصرّت فيه على روايتها، التي قالت إنها من إعداد خبيرها في شؤون الفاتيكان. ودعت المجلة الحبر الأعظم إلى التدقيق في صحة ما نشرته إسبريسو، بمراجعة الوثائق المستفيضة التي بحوزتها عن القضية.

هل يعلم؟
قال مراقبون إن الفضيحة الجديدة، التي تعرّض لها الفاتيكان، تثير علامات استفهام كبرى، منها ما إذا كان البابا فرنسيس على علم بتهمة المثلية الموجّهة إلى ريكا، قبل أن يسلمه مناصب حسّاسة في الفاتيكان. وإذا كان لا يعلم، فلماذا لم يعلم؟. فبعد استدعاء ريكا من العمل سفيرًا بابويًا في الخارج إلى روما، عمل في وزارة خارجية الفاتيكان، قبل أن تُناط به مسؤولية دار ضيافة في البداية، ثم ثلاث دور ضيافة يستخدمها الحبر الأعظم لإقامة قادة الكنيسة الكبار عندما يزورون روما.

وفي إحدى دور الضيافة هذه، التقى فرنسيس القسّ الإيطالي ريكا، وتعززت صداقتهما بعد انتخابه بابا، وقراره ألا يسكن في الشقق البابوية الباذخة في قصر أبوستوليك، وأن يبقى في دار ضيافة يديره ريكا.

وكان بمقدور البابا في إطار عمله والإجراءات المرعية أن يطلب ملف ريكا الشخصي قبل تعيينه في أي من هذه المناصب، كما يلاحظ مراقبون. ولو علم بما يُشاع عن ريكا لما عيّنه، بصرف النظر عمّا إذا كان ما يُشاع حقًا أو باطلًا. ويصعب تخيل مسؤول أخطر على سمعة البابا من شخص مهمته تنظيف بنك الفاتيكان وإزالة آثار فضائح الفساد التي أحاطت به، لكنه في الوقت نفسه شخص متهم بالمثلية.

دعوة إلى العفة
لا يُعرف حتى الآن ما إذا كان لدى ريكا أصدقاء أو حلفاء، أزالوا من ملفه كل الاتهامات والدعاوى بشأن مثليته، بعد عودته إلى روما، أو أن أعداء برنامج البابا الإصلاحي استلوا هذه الاتهامات من الملف قبل تسليمه إلى فرنسيس في محاولة لتشويه سمعته وإجهاض برنامجه.

وتنظر التعاليم الكاثوليكية إلى المثلية على أنها مختلة موضوعيًا، والممارسات المثلية مخالفة للقانون الطبيعي، وتدين التمييز ضد المثليين من الجنسين، ولكنها تقول إنهم مدعوون إلى العفة.

في هذه الأثناء، يواجه بنك الفاتيكان فضيحة منفصلة بشأن مؤامرة لاستخدام البنك من أجل أن تُعاد إلى روما ضرائب بقيمة مليوني يورو تهرّب أصحابها من دفعها.