بيروت: دعت قيادات إسلامية ومسيحية في لبنان بابا الفاتيكان الجديد الكاردينال الأرجنتيني جورج ماريو بيرغوليو، إلى تفعيل الحوار الإسلامي المسيحي.

كما رحّبت تلك القيادات بانتخاب بيرغوليو بابا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية خلفًا للبابا بنديكت السادس عشر، الذي استقال بشكل مفاجئ في الشهر الماضي.

واعتبر القاضي أحمد درويش الكردي، رئيس محكمة بعبدا الشرعية السنية العليا في لبنان، أن quot;انتخاب بابا جديد للفاتيكان بهذه السرعة هو عمل إيجابي لمنع الفراغ في هذا الموقع الحساسquot;.

وفي تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، قال الكردي، وهو أيضًا رئيس الهيئة الدائمة لنصرة القدس وفلسطين، إن quot;مسؤولية البابا الجديد عالمية لتفعيل الحوار الإسلامي المسيحيquot;.

ودعا الكردي إلى أن يكون هذا التفعيل quot;بطريقة هادفة تؤمن باحترام الرسائل السماويةquot; وعدم السماح لأي أحد بـquot;التطاول أو الإساءة إلى رموزها وشعائرها تحت حجة الحرية وإبداء الرأيquot;. وشدد الكردي على أن quot;الإسلام يحترم كل الأديان السماوية الأخرى، ويؤمن بأنبياء وكتب هذه الأديان ويقدسهمquot;.

وطالب الكردي بابا الفاتيكان الجديد بأن ينظر للإسلام بأنه quot;سماحة وسلام ومحبةquot;، مضيفًا أنه quot;على البابا الجديد عدم السماح لأي مسوغ يسمح بالتطاول على الشعائر والمقدسات الدينيةquot;.

من جانبه وصف مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، البابا المنتخب بأنه quot;صاحب شخصية متواضعة، يحب الفقراء ويعمل على مساعدتهم، إضافة إلى تميز حياته بالبساطة الطبيعيةquot;.

وفي تصريحات خاصة لمراسل الأناضول أشار أبو كسم، إلى أن quot;المعروف عن البابا الجديد أنه ضد العنصرية والتفرقة والعنف، ومع السلام والأمان لكل شعوب العالمquot;. وعن دلالات أن يكون البابا الجديد من قارة أميركا اللاتينية للمرة الأولى في التاريخ، اعتبر أبو كسم أن هذا الأمر quot;يشير إلى وجود عهد جديد في الكنيسة في المستقبلquot;. واستدرك أن quot;هذا العهد سيكون مكملاً للعهود السابقة ولا ينقضهاquot;.

وعن الحوار الإسلامي المسيحي في عهد البابا الجديد، قال أبو كسم إن quot;هذا العهد سيكون منفتحًا على إنجاح هذا الحوارquot;، مشيرًا إلى وجود quot;لجان خاصة من أجل العمل على تفعيل هذا الحوارquot;. وأكد أبو كسم أن quot;إنجاح الحوار الإسلامي المسيحي هو هدف يسعى إليه المسلمون والمسيحيون على حد سواء، لما فيه من إحلال للسلام بين شعوب العالمquot;. وختم أبو كسم بالقول: quot;كلنا نتوق إلى نبذ العنف والتعصب والعصبية والأصوليات من كل الأديانquot;.

وقال محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر أحمد الطيب للحوار، في تصريحات لمراسل الأناضول اليوم، إن الأزهر ينتظر مواقف بابا الفاتيكان الجديد إزاء عدد من القضايا التي كانت محل خلاف مع البابا السابق، ليقرر ما إن كان سيعيد الحوار مع الفاتيكان مجددًا أم لا.

وقرر الأزهر (أكبر مؤسسة وأعلى سلطة دينية للمذهب السني في العالم) في 2011 تجميد الحوار مع الفاتيكان إلى أجل غير مسمى، بسبب ما اعتبره quot;تهجّم البابا السابق بنديكت السادس عشر المتكرر على الإسلامquot;.

وساءت العلاقات بين الجانبين عندما ألقى البابا كلمة في جامعة ريجينسبرج في ألمانيا عام 2006 ربط فيها بين انتشار الإسلام واستخدام العنف، بحسب ما فسره الأزهر وقتها، وأثارت مظاهرات احتجاجية واسعة في العالم الإسلامي.

وفي يناير/ كانون الثاني 2011، دعا البابا إلى حماية الطوائف المسيحية في العالم العربي بعد تفجير استهدف مسيحيين أمام كنيسة القديسين المصرية خلال احتفالاتهم بعيد الميلاد؛ وهو ما اعتبره الأزهر تدخلاً في الشأن الداخلي، ونظرة غير متساوية للمسلمين والمسيحيين، وأعلن تجميد العلاقات مع الفاتيكان. وفي سياق متصل هنأ مفتي لبنان الشيخ محمد قباني البابا الجديد للفاتيكان بانتخابه بابا للكنيسة الكاثوليكية.
وتمنى قباني في بيان أصدره اليوم الخميس، حصل مراسل quot;الأناضولquot; على نسخة منه، للبابا الجديد quot;التوفيق في مهامه الرعوية الجديدة لما فيه خير البشرية والإنسانيةquot;. واعتبر قباني أن العالم quot;يمر بظروف خاصة ودقيقة وحساسة تتطلب جهوداً صادقة ومخلصة من جميع الأطرافquot;.

ومن المقرر أن ينصب البابا الجديد رسميًا بعد بضعة أيام حتى يتمكن من رئاسة مراسم أسبوع الآلام، التي تبدأ بأحد السعف يوم 24 مارس/ آذار، وتصل إلى ذروتها في عيد القيامة الأحد التالي.