تعيش مصر اليوم على وقع تظاهرات جديدة، دعا إليها ائتلاف الجماعات الإسلامية تحت شعار quot;مصر ضد الإنقلابquot;. وتأتي التظاهرات بعد دعوة وزارة الداخلية مؤيدي مرسي إلى إخلاء مواقع اعتصامهم في القاهرة.


القاهرة: تترقب مصر اليوم الجمعة تظاهرات جديدة، دعا إليها quot;الاتحاد الوطني لدعم الشرعيةquot; تحت شعار quot;مصر ضد الإنقلابquot; في تحدٍّ لدعوات وزارة الداخلية لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي لفض اعتصامي quot;رابعة العدويةquot; وquot;ميدان النهضةquot;.

وأعلن التحالف في بيان له عن 33 مسيرة تنطلق من مختلف المساجد عقب صلاة الجمعة، كما دعوا quot;كل الأحرار حول العالم للخروج إلى الشوارعquot; دعمًا لمسيرتهم.

ورفض ائتلاف الجماعات الإسلامية في مصر، الذي يطالب بإعادة مرسي الى الحكم، الخميس دعوة وزارة الداخلية لمتظاهريه الى اخلاء مواقع اعتصامهم في القاهرة، في حين اعتبرت واشنطن للمرة الاولى منذ اندلاع الازمة أن الجيش المصري تدخل لإنقاذ الديموقراطية.

وقالت آلاء مصطفى، المتحدثة باسم quot;الاتحاد الوطني لدعم الشرعيةquot;، لوكالة الصحافة الفرنسية، quot;سنواصل اعتصاماتنا واحتجاجاتنا السلميةquot;. ويأتي ذلك بعد أن وجهت وزارة الداخلية المصرية الخميس انذارًا اول الى المتظاهرين الاسلاميين ودعتهم الى التفرق ووعدتهم quot;بخروج آمنquot;، فيما كانت الشرطة تستعد للتدخل وسط دعوات دولية مكثفة لضبط النفس.

ويؤكد الاسلاميون الذين يعتصم بعضهم منذ اكثر من شهر في ميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة أنهم لن يفضوا الاعتصام الا بعودة مرسي الى منصب الرئاسة، علمًا أن الجيش اطاح به في 3 تموز/يوليو بعد تظاهرات حاشدة طالبت برحيله.

وأتى الرفض الاسلامي إثر توجيه الداخلية المصرية انذارًا اول الى المتظاهرين دعتهم فيه الى التفرق ووعدتهم quot;بخروج آمنquot;، فيما كانت الشرطة تستعد للتدخل وسط دعوات دولية متصاعدة لضبط النفس.

فبعد أن اعطت الحكومة الاربعاء quot;ضوءاً أخضرquot; للشرطة كي تنهي اعتصامات انصار الرئيس المعزول محمد مرسي، دعا هؤلاء الى quot;مليونية ضد الانقلابquot; الجمعة، ما انعش اختبار القوة بين انصار مرسي والسلطات الجديدة.

ودعت الوزارة في بيان quot;المتواجدين بميداني رابعة العدوية والنهضة للاحتكام الى العقل وتغليب مصلحة الوطن والانصياع للصالح العام وسرعة الانصراف منهما واخلائهما حرصاً على سلامةquot; الجميع. كما اكدت بعد يوم على تكليف مجلس الوزراء اياها إنهاء الاعتصامات، quot;التعهد الكامل بخروج آمن وحماية كاملة لكل من يستجيب إلى هذه الدعوة انحيازًا الى إستقرار الوطن وسلامتهquot;.

تطور في الموقف الأميركي

من جهة أخرى، وفي تطور نوعي في الموقف الاميركي من الازمة في مصر، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس إن الجيش المصري تدخل بناء على طلب ملايين المصريين لحماية الديموقراطية، مؤكدًا أنه اعاد هذه الديموقراطية الى البلاد.

وجاءت تصريحات كيري في رد على سؤال لتلفزيون quot;جيوquot; الباكستاني حول السبب الذي حال دون اتخاذ الولايات المتحدة موقفًا واضحاً بشأن تدخل الجيش ضد حكومة مرسي المنتخبة ديموقراطيًا.

وقال كيري quot;لقد طلبالملايين من الناس من الجيش التدخل لأنهم كانوا جميعًا خائفين من الدخول في حالة من الفوضى والعنفquot;. وأضاف أنّ quot;الجيش لم يستولِ (على السلطة) حتى الآن حسب علمنا. وهناك حكومة مدنية تدير البلاد. وفي الحقيقة فإنهم يعيدون الديموقراطيةquot;.

وردًا على سؤال حول الاتهامات بأن القوات المصرية اطلقت النار وقتلت الناس في الشوارع، قال كيري quot;لا. هذه ليست استعادة للديموقراطية، ونحن قلقون للغاية .. وانا على اتصال مع جميع الاطراف هناك. وقد اوضحنا أن هذا غير مقبول مطلقًا، ولا يمكنه أن يحدثquot;.

وقال إن الولايات المتحدة تعمل مع الاتحاد الاوروبي وغيره من الدول للمساعدة في حل المشاكل في مصر بالطرق السلمية. واوضح quot;ولكن القصة في مصر لم تنتهِ بعد، ولذلك علينا أن نرى كيف تتطور خلال الايام المقبلةquot;.

زيارات دبلوماسية

وفيما يتفاقم الاستقطاب في البلاد الذي سبق أن أدى الى مقتل اكثر من 250 شخصًا على هامش تظاهرات متواجهة منذ اكثر من شهر، وصل وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي والمبعوث الخاص للاتحاد الاوروبي الى الشرق الاوسط برناردينو ليون الى البلاد لمحاولة التوسط ولقاء الحكومة والمعارضة.

ويؤكد الاسلاميون الذين يعتصم بعضهم منذ اكثر من شهر في ميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة أنهم لن يفضوا الاعتصام إلا بعودة مرسي الى منصب الرئاسة، علمًا أن الجيش اطاح به في 3 تموز/يوليو بعد تظاهرات عارمة طالبت برحيله.

اما السلطات الانتقالية التي يشكل قائد الجيش عبد الفتاح السيسي رجلها القوي، فتبدو مصممة على الانتهاء من الاعتصامات المؤيدة لمرسي في القاهرة التي شهدت احداثًا دامية جدًا في الاسابيع الاخيرة.

واكدت الحكومة المصرية أنها ستتحرك ضد الاعتصامات التي تشكل quot;تهديدًا للامن القومي المصريquot;، مشيرة الى اعداد المتظاهرين الهائلة التي نزلت الى الشارع يوم الجمعة الفائت استجابة لدعوة الجيش ولمنحه quot;تفويضًاquot; بالقضاء على quot;الارهابquot;.

واتهم وزير الصناعة والتجارة منير فخري عبد النور انصار مرسي بأنهم مسلحون معرباً عن الامل في اجراء تدخل الشرطة quot;بأقل قدر ممكن من الخسائر البشريةquot; بعد مقتل 82 شخصاً السبت في محيط تجمع مؤيد لمرسي.

غير أن عددًا من العواصم والمدافعين عن حقوق الانسان دعوا السلطات الى ضبط النفس واحترام الحق في التجمع. وكتب المسؤول في هيومن رايتس ووتش كينيث روث عبر موقع تويتر أن quot;تظاهرة سلمية ليست تهديداً للامن القوميquot;. ودعت واشنطن الى quot;احترام الحق في التجمع السلميquot;، فيما طالبت لندن quot;بوقف فوري لسفك الدماءquot;، وذلك في اتصال هاتفي مع نائب رئيس السلطات الموقتة محمد البرادعي.

مرشد الإخوان إلى المحاكمة

في الاثناء، اعلنت السلطات القضائية عن احالة مرشد الاخوان محمد بديع الملاحق واثنين من مساعديه الى المحاكمة بتهمة quot;التحريض على قتلquot; متظاهرين نهاية الشهر الماضي امام مقر الاخوان في المقطم.

ومرسي الذي صدرت بحقه مذكرة حبس احتياطي محتجز منذ شهر في مكان سري، لكنه تمكن منذ الثلاثاء من لقاء وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون وبعثة للاتحاد الأفريقي. ويأتي تحذير السلطات وسط جهود دبلوماسية كثيفة للتوصل الى نزع فتيل الازمة المستمرة منذ نحو شهر يجسدها توافد مسؤولين اجانب سعياً للتوصل الى حل سياسي.

وفي هذا السياق، التقى فسترفيلي عددًا من المسؤولين الانتقاليين في مقدمهم الرئيس الموقت عدلي منصور والفريق السيسي، اضافة الى ممثلي مختلف القوى السياسية ومن بينها حركة الاخوان المسلمين quot;لتشجيعها (...) على فتح حوارquot;. ودعا الوزير الالماني الى quot;العودة الى الديموقراطيةquot; معربًا عن امله في quot;انطلاقة جديدةquot; للمصريين، وذلك في مؤتمر صحافي في القاهرة مع نظيره نبيل فهمي.

من جهته، قال مسؤول في حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للاخوان المسلمين، عقب لقاء فسترفيلي مع ممثلين عن الحزب إن quot;كل المبعوثين الاوروبيين يأتون حاملين الرسالة نفسهاquot; ويحاولون quot;الضغط على المتظاهرين المناهضين للانقلاب من اجل أن يفضوا اعتصاماتهمquot;.

وفي اطار الجهود الدبلوماسية الدولية، يرسل الاسبوع المقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما سيناتورين نافذين هما ليندسي غراهام وجون ماكين الى القاهرة لحث الجيش على تنظيم انتخابات عامة وتسريع العودة الى السلطة المدنية.