بعد حادثة الهجوم على سجني أبو غريب والتاجي، يطلب عراقيون إعادة تأهيل سجن نقرة السلمان النائي، ليكون مكانًا آمنًا لاعتقال الإرهابيين، ومنع هروبهم بأي طريقة.


بغداد: طالب مواطنون عراقيون بإعادة تأهيل سجن نقرة السلمان الصحراوي الرهيب، أقدم سجون البلاد الملغى، والذي كان يأوي عتاة المعارضن السياسيين للنظام السابق، وتخصيصه لايواء الإرهابيين الخطرين المحكومين بالمؤبد او الاعدام، في محاولة لوقف مسلسل هروب السجناء.

وأكد مواطنون لـquot;ايلافquot; أنه قد اصبح لزامًا على الحكومة العراقية إعادة تأهيل هذا السجن الذي يقع في اقصى المناطق النائية بصحراء محافظة المثنى الجنوبية، بعد فشلها في حماية السجون في مختلف المدن العراقية من عمليات هروب نزلائها المستمر وما تفرزه من خسائر بين عناصر الاجهزة الأمنية وفرار الإرهابيين.

وسجن نقرة السلمان، أو نكرة السلمان، كما يلفظ بالعامية العراقية، واحد من أقدم السجون في العراق واكثرها رعبًا، ويقع في منطقة صحراوية بالقرب من الحدود العراقية السعودية تتبع ناحية السلمان في محافظة المثنى، أسسته القوات البريطانية في عشرينات القرن الماضي وبنت الحكومة العراقية في الستينات سجنا اكبر بكثير على انقاضه. وسجن نقرة السلمان منفى حقيقي، ما يجعل عمليات الهروب منه صعبة جدًا، حتى إن حدثت فيمكن بسهولة تعقب الهاربين واعادة القبض عليهم، نظرًا لأن المناطق المحيطة به مكشوفة على امتداد مساحات شاسعة.

الأمن قبل حقوق الانسان

اكد مجاهد احمد، موظف في وزارة العدل، انه مع اعادة العمل بسجن نقرة السلمان وزج المدانين الخطرين فيه. واضاف: quot;اعتقد انه الاقتراح الافضل بعد تكرار هروب السجناء ومحاولات انقاذهم من قبل الجماعات التي ينتمون اليهاquot;.

وأشار إلى أن هناك مقترحا من وزارة العدل لإعادة استخدام هذا السجن، يعود تاريخه إلى العام 2006، quot;لكن الاميركيين رفضوه بحجة عدم مطابقته لمعايير حقوق الانسان الدولية، وانا اعتقد أن الاميركيين مخطئون في هذا، فهؤلاء الإرهابيون والقتلة لا يستحقون سجنًا إلا مثل هذا السجن، لأنهم سيكونون بعيدين جدًا عن المناطق المأهولة.

من جانبه، أيّد سمير التميمي، وهو ناشط مدني، هذه المطالبة قائلًا: quot;على الرغم من انني لا أرى أن المشكلة في موقع السجن ولا في شكله، إلا أن افضل مكان لايواء هؤلاء القتلة هو المكان النائي، فارموهم بعيدا واخلصوا من مشاكل جماعاتهم الإرهابيين الذين يحاولون انقاذهم باطلاق سراحهم بالقوة، فهذا المكان النائي هو بمثابة عقوبة الاعدام لهمquot;.

واضاف: quot;اطالب فعلا باعادة تأهيل نقرة السلمان بعد أن اثبتت الحكومة عجزها وفشلها واثبت الإرهابيون تفوقهم عليها، فهناك لن يذهب الإرهابيون، ولو فكروا بالذهاب سيكونون تحت انظار الاجهزة الأمنية ويمكن القضاء عليهم بسهولةquot;.

إلى ذلك، شدد الصحافي مؤيد عبد الوهاب، مدير تحرير جريدة المشاكس، على ضرورة اعادة احياء هذا السجن الرهيب لانه وحده الذي سيعيد للإرهابيين الوعي، وقال: quot;يجب أن يعود القتلة إلى الاعمال الشاقة لكي يشعروا بالعذاب والقسوة، وعلى السجن ألا يكون ملاذًا امنًا لهم يجدون فيه التبريد والاكل النظيف والماء البارد، عليهم أن ينالوا جزاء ما اقترفت ايديهم، ومن الضروري أن تفكر الحكومة بنقلهم إلى سجن نقرة السلمان للحفاظ على ماء وجهها، بعد الفضيحة الاخيرة بهروب المئات من نزلاء سجن ابو غريبquot;.

محاولة فاشلة

أما الكاتب حسين رشيد فقال: quot;بعد فشل الحكومة في كل القطاعات الأمنية والخدمية والاقتصادية والسياسية، وبعد كثرة الخلافات والتوجهات التي انعكست على واقع الحال العراقي، مشجعة الجماعات الإرهابية والمجموعات المسلحة على تنظيم نفسها من جديد واعادة ترتيب قواها المسلحة، مستغلة الفساد الاداري والمالي الذي ينخر كل مؤسسات الدولة وخاصة الأمنية حيث إن التسريبات او القصص التي نسمعها عن حادثة سجن ابو غريب تثبت تورط عناصر من السجن ومن القوى الأمنية، على الحكومة التحرك بسرعةquot;.

وأضاف: quot;اما في ما يخص نقل الإرهابيين إلى سجن نقرة السلمان بعد ترميمه واعادة صيانته، فهي محاولة اخرى بائسة وفاشلة من قبل الحكومة، او باب اخر لابواب الفساد، فاذا كانت كلفة صيانة سجن التاجي تكلف 20 مليار دينار، كم ستكلف اعادة ترميم وتاهيل سجن نقرة السلمان؟quot;.

وأشار رشيد إلى أن هذه الدعوة محاولة من قبل قوى معينة لتشويه التاريخ، فسجن نقرة السلمان السيئ الذكر ارتبط بقضية معتقلي الحركات الوطنية والتقدمية، حيث كان الابعاد والاعتقال والنفي نصيبهم الدائم في هذا السجن، واذا كانت الحكومة حريصة على نيل الإرهابيين جزاهم العادل، فعليها تنفيذ احكام الاعدام المتوقفة بحق العشرات منهم، وتخليص السجون من الفاسدين والتجار، وتأهيل الكوادر والاعتماد على المهنيين منهمquot;.

ورفض النائب محمد الصيهود، عن ائتلاف دولة القانون، التفكير باعادة او تأهيل سجن نقرة السلمان، وقال: quot;لست مع هذا الرأي، والافضل أن تقوم الأجهزة الأمنية بالتفكير في كيفية تقوية الحماية للسجون وتشديد الحراسة عليها، ومنها السجنان اللذان تعرضا للهجوم أخيرًا، وهما أبو غريب والتاجي، وهذا افضل بكثير من التفكير بإعادة تأهيل سجن نقرة السلمانquot;.