طالبت الولايات المتحدة بأن quot;يسمح فورًاquot; للامم المتحدة بالوصول الى موقع قالت المعارضة السورية إنه شهد هجومًا كيميائيًا شنّه النظام، ورفضت الحديث بعد اليوم عن quot;خط أحمرquot; تجاوزته دمشق.

واشنطن: جاء اتهام النظام السوري بارتكاب مجزرة بالأسلحة الكيميائية في ريف دمشق ونشر صور لجثث أطفال قضوا فيها بعد عام تمامًا من تحذير الرئيس الأميركي باراك أوباما نظام بشار الاسد من أن لجوءَه الى مخزونه من السلاح الكيميائي سيشكل quot;خطاً أحمرquot;.

خطوط حمراء!

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي الاربعاء: quot;لا أتحدث عن خطوط حمراء. لم أناقش أو أتحدث عن خطوط حمراء، لا أحدد خطوطاً حمراء ولا نتحدث عن خطوط حمراء اليومquot;.

وفي وقت سابق، اكد مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست أن quot;الولايات المتحدة تدين بقوة أي لجوء الى الاسلحة الكيميائيةquot;، وأنه ينبغي quot;محاسبةquot; من يقوم بذلك، لكنه اوضح أنه لا يستطيع تأكيد حصول هذا الهجوم الذي قالت المعارضة إنه خلّف 1300 قتيل في ريف دمشق.

واذ امل بأن تجري الامم المتحدة تحقيقاً quot;عاجلاًquot; في هذا الشأن، ذكر ارنست بأن فريقًا متخصصاً من المنظمة الدولية موجود حاليًا في سوريا، داعيًا دمشق الى السماح له quot;فوراً بمقابلة الشهود والاشخاص المتضررينquot;.

هل تكشف الحقيقة؟

واعلنت رئيسة مجلس الامن الدولي الاربعاء أن اعضاء المجلس يريدون quot;كشف الحقيقةquot; حول اتهام النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية في ريف دمشق وquot;يرحبون بعزمquot; الامم المتحدة على التحقيق في هذا الامر.

وقالت سفيرة الارجنتين ماريا كريستينا بيرسيفال إثر جلسة مشاورات للمجلس: quot;ينبغي كشف حقيقة ما حصل ومتابعة الوضع من كثبquot;، مضيفة أن quot;اعضاء المجلس يرحبون بعزم الامين العام (بان كي مون) على اجراء تحقيق معمق ومحايدquot;.

وتحدثت بيرسيفال التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن في آب (أغسطس) عن مضمون المشاورات، ولكن مجلس الامن لم يتبنَّ أي بيان رسمي حول الملف. واكدت السفيرة الارجنتينية أن أي استعمال للاسلحة الكيميائية سيكون quot;انتهاكاً للقوانين الدوليةquot;.

الهجوم الأكثر عنفًا

واثار الهجوم الذي يبدو أنه من بين الاكثر عنفًا في النزاع السوري رغم عدم امكان التحقق من حصيلته، موجة ادانة دولية. لكن نظام الاسد نفى في شكل قاطع أن يكون استخدم اسلحة كيميائية، فيما تحدثت روسيا، حليفته، عن quot;استفزازquot; محتمل تمارسه المعارضة.

وفي 20 آب (أغسطس) 2012، كان أوباما حذر من أن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا سيشكل quot;خطًا أحمرquot; بالنسبة الى الولايات المتحدة وستكون له quot;تداعيات كبيرةquot;.

ولاحظ ستيوارت باتريك الخبير في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن أنه اذا تأكد حصول هجوم كبير بأسلحة كيميائية، فسيشكل ذلك quot;أسوأ فظاعة حربية وسيؤدي الى تسخيف التحذير من خط أحمرquot;.

خياران

من جهته، قال النائب الديموقراطي اليوت انغل quot;امام الولايات المتحدة خياران: البقاء على الحياد فيما يذبح النظام (السوري) شعبه، أو ترجيح كفة الميزان ضد ديكتاتور وحشي عبر تقليص قدرته على مهاجمة المدنيينquot;. واضاف quot;اذا اردنا الحفاظ على ما تبقى من صدقيتنا في المنطقة، علينا التحرك من دون تأخيرquot;.

وحضت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحية لها ادارة أوباما على أن تعمل على التأكد بنفسها من موضوع استخدام اسلحة كيميائية، مضيفة أنه في حال تم ذلك quot;فعلى أوباما أن يفي بوعده بعدم السماح بجرائم مماثلة عبر اعطاء الامر برد مباشر للولايات المتحدة على القوات العسكرية السوريةquot;.

ولكن في رسالة وجهها هذا الاسبوع الى انغل، اوضح رئيس اركان الجيوش الأميركية مارتن دمبسي أن تدخلاً عسكرياً في سوريا لن يفضي الى وضع يصب في مصلحة الولايات المتحدة، وخصوصاً أن مقاتلي المعارضة السورية لا يدعمون مصالح واشنطن على قوله.

وبعد اسابيع من التردد، أقر البيت الابيض في 13 حزيران (يونيو) الفائت بأن نظام الاسد استخدم اسلحة كيميائية ما يعني تجاوزه quot;الخط الاحمرquot;.

وقررت واشنطن عندها تقديم quot;دعم عسكريquot; لمقاتلي المعارضة السورية من دون أن تحدد ماهيته. وكان أوباما رفض طويلاً ارسال قوات على الارض فيما شدد فريقه على صعوبة فرض منطقة حظر جوي في مواجهة نزاع خلف اكثر من مئة الف قتيل في عامين ونصف عام.

ولاحظ ارنست أن الولايات المتحدة quot;زادت بانتظام مساعدتها للمعارضةquot; في الاشهر الاخيرة، لكنه اقر بأن quot;هذا الامر لم يؤدِ الى النتيجة التي نتوخاهاquot;.