غزة: بعد انتهاء شهر العسل بين حماس والقاهرة بسقوط الاخوان المسلمين في مصر، تجد حركة المقاومة الاسلامية نفسها تحت وطاة تضييق مصري خانق عليها وسط حملة اعلامية ضدها لكنها تتجنب الاصطدام بالنظام المصري الجديد وفق محللين سياسيين.

ويبدو ان حماس تدفع اليوم ثمن ارتباطها التاريخي بجماعة الاخوان من قبل النظام المصري الجديد الذي وجه لها ضربة قاسية بتدميره مئات الانفاق الحدودية مع القطاع واغلاق معبر رفح المنفذ الوحيد امام سكان قطاع غزة المحاصر.

ويبين فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس أن quot;هناك استهدافا للمشروع الاسلامي في المنطقة وانه يجب ان يفشل وحماس جزء من هذا المشروعquot;. لكن برهوم الذي تسيطر حركته على قطاع غزة يؤكد ان quot;غزة لا تشكل خطرا على امن مصر ولن يكون ذلكquot;، مطالبا القاهرة باعادة quot;فتح معبر رفح بشكل كاملquot;.

ويرى المحلل السياسي عدنان ابو عامر الاستاذ في جامعة الامة في مدينة غزة ان quot;لدى حماس ازمة صعبة وخانقة ما يدفعها بالعودة خطوة الى الوراء وتقليل فرص الاصطدام مع مصر في محاولة لكبح جماح اي سلوك مصري غير متوقعquot;.

واكد اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في غزة الاربعاء انه quot;لا يوجد أي تفكير او اجندة أن يكون لنا صراع مع مصر لا حكومة ولا جيشا ولا شعبا ولا أحزابا، وأننا لم ولن نتدخل في الشأن الداخلي للدولquot;.

ويعتقد المحلل السياسي اكرم عطالله ان امتناع حماس عن التصعيد الاعلامي مع مصر يحمل quot;رسالة تهدئة الى الجيش المصري والحكومة المصرية الجديدة، انها لا تريد صداما مع الجيش لانه المتحكم الوحيد في شرايين حياتها بحكم الموقع الجغرافيquot;.

ويدل على ذلك ما كتبه موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك حيث قال quot;هل هناك عاقل يعتقد ان اهل غزة يعادوا او يناصبوا مصر العداء وهي المنفذ الوحيد لمعاشهم واتصالهم بالعالمquot;.

وعزا عطاالله تفادي حماس الاصطدام مع مصر الى انها تعاني quot;ازمة سياسية تتمثل في حركة تنقل افرادها التي بدات خلال السنة الاخيرة فتح عواصم المنطقة عبر الممر المصري الذي ساهم في شرعنة حماس على المستوى الاقليميquot;.

وبعد ان عانت حماس على مر سنوات من القيود على حركة عناصرها وحتى قيادييها من قبل نظام الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك الذي لم يكن يعترف بحكومة حماس في غزة، تمتعت حماس خلال تولي الاخوان المسلمين الحكم في مصر بحرية التنقل بل وعقدت لقاءات مع الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي وصلت الى حد التعاون الامني والاقتصادي بين الحكومتين.

ويقول ابو عامر ان quot;اغلاق الانفاق سبب ازمة اقتصادية صعبة لحماسquot;. وتظهر هذه الازمة المالية لدى حماس التي اعلنت حكومتها الاثنين عزمها القيام بصرف نصف راتب لموظفيها (نحو اربعين الف موظف) للشهر الثالث على التوالي.

كما يرى ايضا ان quot;حماس خسرت العمق الشعبي المصري بعد الحملة الاعلامية المصرية للتحريض ضدهاquot;. وتتعرض حماس لحملة اعلامية مصرية تتهمها بالتدخل بالشان المصري وتورط بعض عناصرها بمساندة جماعة الاخوان للوقوف في وجه عناصر الجيش المصري وهو ما تحرص حماس على نفيه باستمرار.

ومن ابرز هذه الاتهامات تقرير بثته صحيفة quot;اليوم السابعquot; بمصر اواخر الشهر الماضي جاء فيه ان المرشد الجديد للإخوان محمود عزت يشرف مع أسامة ياسين القيادي في جماعة الاخوان بمصر على معسكرات لتدريب كتائب القسام فى خان يونس بهدف تكوين quot;ميليشيات مسلحة لمواجهة الجيش المصرى.

ولاحقا دانت حماس ايضا فض الجيش المصري لاعتصامي مؤيدي الاخوان المسلمين في رابعة العدوية والنهضة معتبرة عملية الفض quot;مجازر مروعةquot;. وبلغ التوتر ذروته مع مصر بعد قيام عناصر من كتائب القسام وهي الجناح العسكري لحماس بتنظيم عرض عسكري جنوب قطاع غزة الشهر الماضي وهم يرفعون بايديهم اشارة quot;رابعةquot; التي تشير الى تأييد جماعة الاخوان.

وبعد نشر فيديو لهذه التظاهرة على موقع يوتيوب طالب مذيع على قناة التحرير المصرية quot;الجيش المصري بضرب حماس الارهابية كما ضرب اسرائيل في حرب الـ 73quot;. والاسبوع الماضي نقلت عدة وسائل اعلام مصرية عن المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية quot;العثور على قنابل يدوية مختومة بشعار كتائب القسامquot;.

ولكن حكومة حماس نفت علاقتها بهذه القنابل في مؤتمر صحفي عقدته في غزة حيث اتهمت فيه عناصر من حركة فتح التي يتراسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بـquot;تلفيقquot; الامر ضدها. وتتهم حماس حركة فتح بالتورط في التحريض ضدها بالتعاون مع وسائل اعلام مصرية بهدف quot;شيطنة حماس والمقاومة في غزةquot; كما قالت في المؤتمر.

وفي ما بدا انه محاولة لاحتوء الغضب المصري خرج ابو مرزوق المقيم في القاهرة في برنامج quot;العاشرة مساءquot; الذي يبث على قناة quot;دريمquot; المصرية واعتذر خلاله عن تظاهرة القسام معترفا بانها quot;كانت خطأquot;. وبدا القيادي في حماس حريصا خلال اللقاء على ترميم العلاقة مع مصر وجيشها حيث قال quot;جيش مصر خط احمر على رؤوسنا جميعاquot;.