عادت الخاطبة إلى المجتمعات اليهودية، لكنها اتخذت صورة أكثر تطورًا، من خلال تسخيرها الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لتدبير الزيجات، وصارت تجارة رابحة.

‬‫غالبًا ما تذكرنا عبارات quot;رأسين بالحلالquot; أو quot;تعرف على نصفك الآخرquot; بمواقع التعارف الالكترونية، التي تعنى بالبحث عن الأزواج. بعضها وهمي، وأخرى يختلط فيها الحابل بالنابل. لكن يبدو أن القدس تحظى بتجربة إيجابية في ظل ازدهار خدمات التعارف والتوفيق.‬‫
خاطبة متطورة
عادة ما كانت صفة الخاطبة التقليدية تطلق على السيدة الحشرية، أو المرأة التقليدية في الحي التي تعرف الجميع ولديها معلومات عن النساء في حيها، وبالتالي تكون الأجدى لاقتراح من هي المناسبة لتكون عروسًا لزوج المستقبل. ‬‫لكن الخاطبة المحترفة دانييلا رودوف مختلفة بشكل جذري عن هذه الصورة النمطية، فهي شغوفة وتسعى بجهد لمساعدة الناس على بناء زواج سعيد على اساس متين.
تقول رودوف: ‬‫quot;أنا لست الخاطبة التقليدية التي تتلصص على الناس من سطوح المنازل، فلديّ برنامج للتعارف من الطراز الأول، سواء على مستوى اللقاءات الشخصية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكل ذلك وفقًا لرغبة الزبون بعد أن يتواصل معي عبر صفحتي على موقع فايسبوكquot;.‬‫
وقد تطور دور الخاطبة في المجتمعات اليهودية، بعد أن كان جزءًا أساسيًا من الحفاظ على النسيج الاجتماعي في جميع أنحاء أوروبا الشرقية. وفي حين أن هذه الشخصية تحمل معها أفكارًا نمطية، وربما وصمة عار لأنها quot;للعانسات فقطquot;، يبدو أنها تشهد عودة في القدس وتتمتع بقبول واسع نسبيًا في المجتمعات اليهودية.‬‫
ليست للفاشلين
هناك مجموعة خيارات من مواقع التعارف على الانترنت، التي تستخدم لتدبير الزيجات ومساعدة العملاء في العثور على شريك مناسب. وتلبي هذه المواقع احتياجات قطاعات معينة من المجتمع اليهودي، في حين ينظر إليها البعض على أنها مواقع للتلاعب والتزييف.
تقول جافي ليوي - نيومان، وهي يهودية أرثوذكسية في العشرينات من عمرها انتقلت من ولاية نيو جيرسي إلى إسرائيل في العام الماضي: quot;انها ليست فقط للفاشلين أو العوانس كما يعتقد البعض، بل هي أشبه بالحصول على مدرب شخصي ليساعدك في العثور على الشخص المناسب لكquot;. ‬‫وقد خرجت نيومان، التي تعيش الآن في القدس، في لقاءات مدبرة من قبل خاطبة على موقع quot;رأيتك في سيناءquot;، الذي يقدم خدمة تعارف ليهود إسرائيل عن طريق الانترنت.‬‫
تجارة مربحة
بعض عمليات تدبير الزيجات لا تزال تتم على أساس تطوعي، يعتبرها البعض الآخر بمثابة وظيفة بدوام كامل مع ربح مادي كبير، إذ تتقاضى بعض المواقع مبلغ 600 شيكل، أي 170 دولارًا، عن كل عميل، ومكافأة بقيمة 8000 شيكل، أو 2260 دولاراً، إذا نجح التدبير وانتهى بالزواج.‬‫
وتقول رودوف إنها لا تعتمد فقط على ما يطلبه العملاء، بل تحاول معرفة الكثير عنهم من خلال اجتماعات فردية وجهًا لوجه، لتتوصل إلى معلومات تساعدها على اقتراح الشريك المحتمل.‬‫
وبالرغم من أن فكرة الخاطبة عادت لتلقى رواجًا في أوساط اليهود، إلا أنها أثارت ايضًا موجة من الرفض والانتقاد، من ضمنها تأسيس موقع الكتروني يحمل اسم quot;أوقفوا هذا الجنونquot;، يدعو إلى التخلص من العادات السطحية في الزواج، والبحث عن الصفات الأساسية التي تجعل الزواج ناجحًا ومتينًا.‬