ينتظر الشارع الإسباني بين موافق ورافض احتمال تنازل الملك خوان كارلوس عن العرش وتتويج ابنه الأمير فيليبي، بعد تدني مستوى شعبية الملك إلى مستوى قياسي.


ظهرت نتائج استطلاع للرأي، نشر الأحد، وهو اليوم الذي وافق عيد ميلاد ملك اسبانيا، أن نحو ثلثي الاسبان يرغبون في تنازله عن العرش وتتويج ابنه بعد تدني شعبية عاهل البلاد.
وكان الملك خوان كارلوس الذي جلس على عرش البلاد 38 عامًا أحد أكثر ملوك العالم شعبية واحترامًا، بسبب القبول الذي يحظى به وجهوده في قيادة اسبانيا نحو الديمقراطية في السبعينات بعد وفاة الدكتاتور فرانشيسكو فرانكو.
وفي 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 1975 وجه رسالته الأولى إلى الأمة أبدى فيها أفكاره الداعية لإعادة الديمقراطية للبلاد.
وتزايدت مشاعر الإحباط بين الاسبان في الأوان الأخير، بسبب تحقيق طويل حول الفساد مع ابنته الاميرة كريستينا وزوجها ايناكي اوردانجارين، خصوصًا في وقت تمر فيه البلاد بأزمة اقتصادية، وفي ظل تفشي البطالة.
واتهم اوردانغارين باختلاس ستة ملايين يورو من المال العام إلا أنهما ينفيان ارتكاب أي أخطاء.
ويشار الى أن الملك خوان كارلوس الذي يتحدر من أسرة بوربونولد في روما أثناء إقامة عائلته الملكية هناك بعد أن غادرت إسبانيا عند إعلان الجمهورية فيها بعام 1931.
ضربة قوية
كما تعرضت شعبية الملك لضربة قوية في ابريل/ نيسان 2012 عندما سقط وأصيب بكسر في الفخذ خلال رحلة سفاري لاصطياد الأفيال في بوتسوانا، وهي رحلة باهظة التكلفة بتمويل خاص وكانت سرية حتى وقوع الحادث وجاءت في وقت شهد خفضاً كبيراً في الإنفاق العام.
وأثارت سلسلة من العمليات الجراحية في الفخذ والظهر وغيرها من المشاكل الصحية تكهنات بأن الملك البالغ من العمر 76 عاماً قد يتنازل عن عرشه، إلا أنه أكد في كلمته عشية الاحتفال السنوي بعيد الميلاد أنه لا يفكر في مثل هذه الخطوة.
وقال 62 في المئة ممن شملهم الاستطلاع إنهم يعتقدون أنه يتعين على الملك أن يتنحى مقابل 44.7 في المئة قبل عام، حسب ما أظهر الاستطلاع الذي أجراه مركز سيجما دوس ونشرته صحيفة الموندو.
ولم يبدِ سوى 41.3 في المئة ممن شملهم الاستطلاع رأياً طيباً أو طيباً جداً في الملك نزولاً من أكثر من 76 في المئة قبل عامين.
وأظهر الاستطلاع أن الغالبية العظمى من الاسبان الأصغر سنًا، الذين لم يولدوا خلال سنوات فرانكو، يؤيدون التنحي.
وحقق الأمير فيليبي (45 عامًا) معدلات قبول عالية بلغت 66 في المئة، وقال غالبية من شملهم الاستطلاع إن الملكية قد تستعيد مكانتها إذا تبوّأ العرش.
وأجري الاستطلاع عن طريق الهاتف بمشاركة 1000 شخص بالغ خلال الفترة من 28 إلى 31 ديسمبر/ كانون الأول.
شعبية 1981
وكانت شعبية الملك خوان كارلوس ارتفعت في شكل غير مسبوق بعد تصديه لانقلاب 23 فبراير/ شباط 1981، عندما حاول فيه أفراد من القيادة العسكرية الاستيلاء على السلطة في إسبانيا من خلال انقلاب عسكري.
وكانت مجموعة من الحرس المدني بقيادة المقدم أنطونيو تيخيرو اقتحمت مبنى البرلمان خلال مراسم تنصيب ليوبولدو كالفو سوتيلو كرئيس للحكومة، واحتجزت النواب كرهائن.
وتصدى الملك خوان كارلوس للمحاولة، حيث طالب الانقلابيين بالعودة إلى ثكناتهم، مما أدى إلى فشلها، وعزز موقف الديمقراطية، التي كانت لا تزال في أطوارها الأولى، ورفع من شعبية الملك.
وحينها رفض الملك الاستجابة لمطالب الانقلابيين، الأمر الذي احبط مشروع الانقلاب تلك الليلة. حيث قام العاهل باتصالات لشخصيات عسكرية ليضمن ولاءَها، والتي كان موقف الكثير منها غامضًا.
وفي الواحدة وأربع عشرة دقيقة من صباح يوم 24 فبراير1981، ظهر الملك على شاشة التلفزيون، وهو يرتدي الزي الرسمي لقائد الجيش، مخاطباً الشعب بكلمة تحدث فيها عن وقوفه في وجه الانقلاب والدفاع عن الدستور الإسباني.
أول زيارة
يذكر أن أول زيارة للملك خوان كارلوس لإسبانيا كانت وهو في عامه العاشر، وأكمل دراسته الثانوية في مدرسة سان إيزيدرو في مدريد. وفي العام 1955 بدأ دراسته الأكاديمية في الكلية العسكرية ليتأهل كطيار عسكري في عام 1960. وفي عام 1961 التحق في جامعة Complutense - كومبولوتينيز في مدريد لاستكمال دراسته الجامعية في القانون.
في عام 1969 بدأت سلسلة النشاطات الرسمية بعد انخراطه بمكتب رئيس الدولة آنذاك، وبدأ خلالها جولاته السياسية لعدد من الدول الأجنبية مثل فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والصين والهند.
وفي 14 مايو/أيار 1962 تزوج من الأميرة صوفيا الابنة الكبرى للملك باول الأول ملك اليونان، وأنجبا الأميرة إيلينا (مواليد 1963)، الأميرة كريستينا (مواليد 1965)، والأمير فيليبي (مواليد 1968، ولي العهد).