اتهمت السلطات القضائية الإيرانية مجموعة من النشطاء والمدونين المسجونين بأن لديهم صلات مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) ودوراتها التدريبية السابقة.

بيروت: اعتُقل ما لا يقل عن 16 من الرعايا الإيرانيين، بما في ذلك العاملين في الموقع نارنجي للتكنولوجيا، في كانون الاول (ديسمبر) الماضي، في محافظة كرمان الجنوبية ضمن حملة للاستخبارات التابعة للحرس الثوري. ومنذ ذلك الحين، تم الإفراج عن نصف المعتقلين بكفالة، فيما علمت صحيفة غارديان البريطانية أن الباقين، بما في ذلك موظفي نارنجي، ما زالوا رهن الاحتجاز.
أجندة سياسية
زعم علي توكلي، رئيس قسم العدالة في كرمان هذا الاسبوع أن المعتقلين شاركوا في المشاريع التي تديرها هيئة الإذاعة البريطانية وتلقوا الأموال من لندن. فالسلطات الإيرانية تشك في أن بي. بي. سي. ، وخصوصًا خدمتها الفارسية، تتبع أجندة سياسية معينة. وقد اعتقلت سابقًا شخصًا بتهمة العمل أو لوجود صلات مع مذيع في بي. بي. سي. وقال توكلي: quot;هذه العصابة كانت تعمل على تشغيل عدد من المشاريع والخطط لإيرانيين معادين للثورة في الخارج، لصالح بي. بي. سي. الفارسية، تحت غطاء الأنشطة المشروعةquot;.
وأشار إلى أن هذه المجموعة اعتادت الحصول على مساعدات مالية من لندن بحجة التبرعات الخيرية، وأن مدير الفريق الذي قدم الخدمات لهيئة الاذاعة البريطانية، وكان مرشدًا ومدرسًا في عدد من الدول مثل ماليزيا والهند وأفغانستان، كان يسافر إلى هذه الدول بأموال المخابرات البريطانية.
أضاف: quot;اعترف المعتقلون بأن مهمتهم كانت تأجيج التوتر الاجتماعي ونشر الشكوك والتحريفات، وعملوا بإرادة ووعي منهم على مؤامرات صممها أعداء ايران ويستحقون أشد العقوباتquot;. ولم يتضح ما إذا سمح للمعتقلين الثمانية بمقابلة محامين أو أسرهم.
تشويه سمعة
ذكرت صحيفة غارديان في العام الماضي أن السلطات الإيرانية شنت حملة لتشويه سمعة الصحافيين الإيرانيين في مقر (بي. بي. سي. فارس بلندن. وكان عدد من هؤلاء ضحايا ادعاءات كاذبة بسوء السلوك الجنسي وحسابات فايسبوك وهمية ومضايقات تعرض لها أفراد أسرهم في إيران، بما في ذلك استدعائهم من قبل مسؤولي الاستخبارات لاستجوابهم. واستمرت المضايقات رغم انتخاب حسن روحاني رئيسًا.
وكان واحد على الأقل من المعتقلين من بين المتدربين في برنامج التطوير الصحافي، وحاز جائزة الصحافة التي تديرها خدمة تراست العالمية بي. بي. سي. 2006-2010، وكان يلقب بـ quot;زيغ زاغquot;.
وقال مدير مشروع سابق في بي. بي. سي. لصحيفة غارديان: quot;أعتقد أن الاعتقالات، خصوصًا لفريق نارنجي، تأتي ضمن سياق ردود فعل المتشددين داخل المؤسسة الإيرانية تجاه محاولات الرئيس روحاني للتحرك نحو الانفتاح والتحرر في مجال الفضاء الإلكتروني ووسائل الإعلام والتواصل مع المؤسسات الأجنبيةquot;.
أضاف: quot;في الوقت الذي يعارض فيه الحرس الثوري بشكل عام تحسين العلاقات مع الغرب، وعلى وجه الخصوص تطوير الاتصالات مع وسائل الإعلام الأجنبية، مثل هيئة الإذاعة البريطانية، يبدو أنهم قد أحيوا قصة قديمة فقدت مصداقيتها في محاولة لتقويض مبادرات الرئيس في هذا المجالquot;.