بعد حصول قادة المعارضة على دعم شفوي حازم من الغرب، تنظم المعارضة الأوكرانية الأحد تجمعًا جديدًا في كييف لمتظاهرين يكافحون ضد التعب والبرد والمخاوف من حملة شديدة من قبل السلطات.


كييف: بعد مضي اكثر من شهرين على بدء الازمة في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) على إثر تغيير مفاجئ في موقف الرئيس فيكتور يانوكوفيتش برفضه التوقيع على اتفاق مع الاتحاد الاوروبي وتقربه من روسيا، تجد المعارضة، التي تحتل وسط كييف، نفسها مضطرة للتعبئة من اجل الاحتفاظ بزخمها.

كلمة السر... أوكرانيا

ويبدو أن زمن التجمعات الكبرى قد ولى حتى وأن بدا الناشطون بنفس التصميم والعزيمة مع احتفاظهم رغم البرد بالحواجز التي يتم اجتيازها مع التلفظ بكلمة السر وهي quot;أوكرانياquot;. وتتركز المطالب المباشرة للمحتجين على الافراج عن المتظاهرين الذين اوقفوا بعد صدامات مع الشرطة -- تشترط السلطات للافراج عنهم اخلاء الاماكن العامة المحتلة -- وتشكيل حكومة جديدة.

كما انهم يطالبون بشكل اهم برحيل الرئيس يانوكوفيتش والعودة الى دستور 2004، أو بعبارة أخرى تقليص الصلاحيات الرئاسية. وكما هي العادة سيبدأ اجتماع الاحد في ساحة الاستقلال -- الميدان -- بقداس يحييه خاصة كهنة كاثوليك وفقًا للطقوس الشرقية، وكذلك كهنة من بطريركية كييف الارثوذكسية.

دعم غربي

ومن غير المرتقب أن يشارك فيه كبيرا قادة المعارضة اللذان أخطرا مسؤولين غربيين كباراً في ميونيخ بشأن مخاطر تدخل الجيش في كييف. لكن وسائل الاعلام المعارضة في كييف نقلت لقاءاتهما وتصريحاتهما في المانيا بشكل واسع.

وقام زعيما المعارضة فيتالي كليتشكو وارسيني ياتسينيوك بحملة واسعة للحصول على الدعم، فالتقيا تباعاً وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيريه الفرنسي لوران فابيوس والالماني فرانك فالتر شتاينماير المجتمعين في ميونيخ لمناسبة انعقاد المؤتمر السنوي حول الامن.

وفي موقف اعتبر الاقوى لصالح المعارضة حتى اليوم، اكد كيري quot;أن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يقفان الى جانب الشعب الأوكراني في معركتهquot;. وفي تلميح واضح الى روسيا قال كيري إن الأوكرانيين quot;يعتبرون أن مستقبلهم لا يرتهن ببلد واحد فقط وبالتأكيد ليس تحت الاكراهquot;.

اما روسيا الراغبة في ابقاء أوكرانيا في فلكها وتعتبر أن أي شراكة لهذا البلد مع الاتحاد الاوروبي سيسيء الى هدفها، فعرضت على كييف قرضاً بقيمة 15 مليار دولار وخفضت سعر الغاز الذي تزودها به.

مواجهة

هذا ووقعت مواجهة حامية بين وزير خارجية أوكرانيا ليونيد كوزارا وكليتشكو، اثناء القمة الأمنية المنعقدة في مدينة ميونيخ الالمانية. وكان الرجلان يحضران مناظرة عرض فيها كليتشكو على الوزير الأوكراني صوراً قال إنها تمثل اصابات بعض المحتجين.

ورد كوزارا بالقول إن بعض المحتجين على الأقل هم من المتطرفين اليمينيين. وكانت أوكرانيا قد دخلت في حال من الفوضى منذ شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عندما قررت التخلي عن اتفاقية شراكة مع الاتحاد الاوروبي والاستعاضة عنها بمساعدات اقتصادية روسية.

ونقلت وكالة اسوشييتيد برس عن الملاكم السابق كليتشكو قوله: quot;لقد برهن الشعب الأوكراني قدرته على الدفاع عن قراره الاوروبي رغم الاجراءات القمعية التي تتخذ بحقهquot;. واضاف أن المعارضة تشعر أنها ازدادت قوة بفضل الدعم الذي يقدمه لها quot;اصدقاءquot; أوكرانيا الغربيون.