أثار تشبيه داعية أزهري لوزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الداخلية محمد إبراهيم بالنبيين موسى وهارون الكثير من الغضب في أوساط المصريين. وأعلن شيخ الأزهر رفضه لهذا التشبيه، بينما اتهمه نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي بالنفاق.


القاهرة: يزداد هوس بعض المصريين بوزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي يومًا بعد آخر، ويفرط رجال الدين، سواء الإسلامي أو المسيحي، في التملق للسيسي. وبلغ الأمر بأن وصفه أحد اساتذة الأزهر بأنه ابن الحسين، الذي أرسله الله لإنقاذ مصر، فيما قال قسّ في السيسي: quot;كلما نظرت إلى صورته أجدني أذوب فيه عشقًاquot;.

خرج السيسي وابراهيم

غير أن سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه في جامعة الأزهر وعضو لجنة الخمسين التي وضعت الدستور الجديد، رفع السيسي ووزير الداخلية محمد إبراهيم إلى مرتبة الأنبياء، وشبه السيسي بنبي الله موسى، بينما شبه إبراهيم بنبي الله هارون.

وقال الهلالي أثناء حفل لتكريم أسر ومصابي الشرطة: quot;تمر الأيام وما كان لأحد أن يتخيل أن سنة الله تتكرّر، ويأتي من يقول إن لا إسلام إلا ما نمليه عليكم، ولا دين إلا ما نعرفه لكمquot;، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.

وأضاف بحضور وزير الداخلية: quot;ويقوض الله للمصريين من يقف في مواجهتهم، لكي يحقق أن يكون الدين لله، كما أمر الله، فابتعث الله أيضًا رجلين، كما ابتعث من قبل رجلين موسى وهارون، أرسل رجلين، ما كان لأحد من المصريين أن يتخيل أن هؤلاء من رسل الله عزّ وجلّ، وما يعلم جنود ربك إلا هوquot;.

وقال الهلالي الذي يعرف بأنه من علماء الأزهر المثيرين للجدل: quot;خرج السيسي ومحمد إبراهيمquot;، وهنا ضجت القاعة بالتصفيق، وصمت برهة، ثم واصل القول: quot;خرج السيسي ومحمد إبراهيم لتحقيق قول الله عز وجل (قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله)quot;.

وأثار تشبيه الهلالي غضب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذي قال في بيان له: quot;تردَّد في وسائل الإعلام أحاديث لأحد أساتذة الشريعة فيها تشبيه للقادة السياسيين بالأنبياء والرُّسلquot;، مشيرًا إلى أنها مقارنة لا تصح ولا تجوز.

وأضاف: quot;الأزهر الشريف يهيب بالمنتسبين إلى العلم والفقه عدم الاسترسال في هذا المجال الذي يمس نَزاهةَ العلم والعلَماء ويُدخل الأنبياء والرسل في مقارنة لا تصح ولا تجوزquot;. وتابع: quot;مقتضى العلم بمقام النبوَّة والرسالة أن ننأى بأنبياء الله ورسله عن أي جدل سياسي هم منزهون عنه باعتبارهم قادة الإنسانيَّة ورسُل اللهquot;.

سخرية الناشطين

وحظي مقطع الفيديو الذي شبه فيه السيسي وإبراهيم بموسى وهارون بمتابعة كبيرة في أوساط نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، وتعرض الهلالي لإنتقادات شديدة من جانبهم، ومنها: quot;السيسى ومحمد إبراهيم رسولين؟ طيب الرسول السيسى واضح إنه قرر التخلص من الرسول التانى محمد إبراهيم! إزاي؟ إحتجاجات أمناء الشرطة المنظمة فى 14 محافظة كلها بتتطالب بإقالة محمد إبراهيم! وأغلقوا أقسام الشرطة بالجنازير! فى وقت حرج جدا!! واضح أن الرسول السيسي ناوي يتخلص من الرسول محمد إبراهيم عشان البلد اللي فيها رسولين تغرق هههههههههههquot;.

وأعتبر نشطاء آخرون أن هذا التشبيه يحمل الكثير من النفاق، وقالوا: quot;حسبنا الله ونعم الوكيل في المنافقين وشيوخ السلطانquot;، quot; سين سؤال: عرف كلمة النفاقquot;، quot;علماء الدين دول منافقين، وأنا بصراحة عندي تحفظ على علماء دي أصلا، لأنى هما مع الجو فى كل عصر بيطبلو للسلطه حتى مع مرسي العبيط كان بيعملو كدهquot;، quot;حسبي الله ونعم الوكيل.. اللهم انزل عليه غضبكquot;، quot;الرسول محمد هو خاتم الأنبياء، وهذا من المعلوم بالضرورة ولا يخفى على جاهل فضلا عن عالم..أترك لكم الحكمquot;، quot; كم دفعوله عشان يقول الكلام هو والجيش اللي قدامه بالمسرحquot;، quot; هذا الغلو بشخصيتين رخيصة ومجرمة بكل المقاييسquot;، quot;اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء مناquot;.