تصاعدت في الأيام الأخيرة وتيرة نزعة أوهام أمتلاك القوة لدى الأحزاب الكردية التي نتج عنها الكثير من التجاوزات على مقدرات الدولة العراقية، وحتى على دستور المحاصصة الهزيل والكريه الذي فرضته هذه الاحزاب على عموم العراق، فقد شهدت الاجواء الاعلامية والسياسية بروز ظاهرة ممارسة الإرهاب الفكري من قبل هذه الأحزاب ضد مواطنين عراقيين عرب ليس لهم علاقة بكردستان عبروا عن ارائهم وقناعاتهم في العملية السياسية في ظل توفر المناخ الديمقراطي مثلما تدعي وتتبجح بوجوده الأحزاب التي تتقاسم غنائم السلطة والبرلمان الآن !
ومن بين مظاهر الإرهاب الفكري التي قامت بها الأحزاب الكردية مؤخرا.. برزت الحملة الأعلامية والسياسية التي شُنت ضد أحد الشعراء العراقيين لمجرد أنه كتب قصيدة عبر فيها عن مشاعره الوطنية وخيبة أمله من الشراكة السياسية القائمة بين العراق والأكراد، وكذلك الحملة ضد نائب عراقي أعرب عن رغبته كمواطن بأن يتم أنتخاب رئيس جديد للعراق وعدم التجديد لجلال الطالباني، المثير للغرابة هو ان كلا المواطنيين تحدثا بما كفله الدستور من حرية التعبير الذي كتبته الاحزاب الكردية بالتواطؤ مع الأحزاب الشيعية، وانهما لم يخرقا القوانين العراقية، وكانا يتكلمان بدواعي الحرص على مصلحة وطنهما العراق!
فأين الديمقراطية اذا كان مجرد أبداء الرأي والمطالبة بتغيير رئيس الجمهورية عن طريق صناديق الأقتراع وليس بواسطة الأنقلابات العسكرية.. يعتبر جريمة تستنفر رئاسة الجمهورية ضدها، وعن أي حرية يتحدثون اذا كان ممنوعا على الشاعر التعبير عن مشاعره الوطنية ومخاطبة جمهوره بمكنونات نفسه بكلام وطني ليس فيه قدح ولاشتم ولاتحريض على القتل... أليس هذا شكل من اشكال الإرهاب الفكري الذي تمارسه الأنظمة القمعية الدكتاتورية التي تسعى الى مصادرة كافة الأراء والافكار لدرجة انها تشعر بالضيق والذعر من مجرد قصيدة شعرية كتبت باللهجة العراقية المحلية، ومن تصريح لنائب في البرلمان طالب بحقه في رؤية رئيس جديد للعراق؟!
ويبدو ان طبيعة التفكير الدكتاتوري القمعي تتشابه بحيث ان هذه الأجواء القمعية ذكرتنا بالأجواء التي كنا نعيشها في زمن نظام صدام وأساليبه الوحشية في قمع المواطنين ومصادرة حقهم في حرية التعبير، فقد كان مقياس نظام صدام في منح صك البراءة والوطنية هو مقياس: أما أن تكون معنا أو ضدنا، فأي شخص مهما كان وطنيا شريفا اذا لم يكن يصفق لنظام صدام ويساند جرائمه فهو خائن، ونفس الأمر لدى الأحزاب الكردية اذ أن مقياسها في منح صكوك الغفران والأستقامة للاخرين هو مقياس الموافقة على كافة مخططاتها القومية الشوفينية والتصفيق لها والتنازل عن مدن: كركوك والموصل وديالى، والقبول بأخذ مايشاؤون من خزينة الدولة العراقية من الاموال بغض النظر عن نسبة السكان، والتصرف كدولة مستقلة داخل أقليم كردستان لدرجة منع المواطنين العرب من الدخول والسكن والأقامة وحق شراء العقارات في الأقليم الذي يدعون انه ضمن سيادة الدولة العراقية، وفي حال رفض المواطن العراقي الموافقة على تدمير وطنه وتقديمه هدية للأحزاب الكردية وحاول الدفاع عنه.. يصبح مجرما معاديا للأكراد وتكرر على مسامعه الأسطوانة المعروفة بأتهامه بالقومجية الشوفينية والبعثية... وتشن حملة اعلامية وسياسية ضده من اجل خلق أجواء من الإرهاب الفكري تخيف كل من يحاول الدفاع عن مصالح العراق ويتصدى للممارسات الأحزاب الكردية!!
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات