بعد أن قام الضابط الأميركي والطبيب النفسي نضال مالك حسن بقتل زملائه ومرضاه، ثم محاولة الإنتحار الدموية الفاشلة لعمر فاروق عبد المطلب النيجيري ذو التعليم الغربي في يوم عيد المسيحيين،وانتحار مفخخ اردني بين رفاقه من وكالة المخابرات المركزية الأميركية في أفغانستان، أخذ بعض المحللين الغربيين وخاصة الأميركان ( وقد فشلوا في تحليل الظاهرة ) في النظر الداخلي وبشكل عميق حول النشاطات الأميركية والغربية الأخرى المتحددة في دعم حركات الإسلام السياسي العنيف وأحزابه وميليشياته والتي تم تجنيدها ضد الشيوعية ومعسكر الشرق السوفيتي في اوربا قبل عقود من السنين.

*****

المواطن الأميركي خصوصا والغربي على العموم انتابه الشعور بالتهديد الوجودي، تهديد حياته ومستقبله وكيانه حسب فلسفة جورج بوش الإبن وصقوره الجمهوريين،ورغم محاولات اوباما في التصالح مع العالم وشعوبه، فأن ذلك على مايبدو لايشمل الميليشيات والحركات الإسلامية التي دعمها الغرب بمختلف حكوماته، بل دافع عنها الفكر الغربي، والإعلام، وكذلك اليسار الأوربي، مما ادى الى نزاع بشري انساني ماساوي، تضررت البشرية فيه على سواء،ومحاولة فرنسا في فرض غرامات مالية على المنقبات ( الإسلاميات ) يشكل اعترافا هائلا بالخطر المحدق بصميم الحضارة والمدنية الغربية، التي باريس تشكل فيها عاصمة الضوء.

*****

قبل احداث نيويورك ومدريد ولندن وبالي وجاكارتا والظهران، كانت هناك أحداث اخرى، أحداث غير عنيفة، لكنها تنفخ النيران بأحجار مقدسة، الغربيون ينظرون اليها على أنها طريقة عبادة دينية مشروعة، فسمحوا لدول صديقة وحليفة في استثمار أموال طائلة في نشر مذهب ديني يدعو لقنل الأخر، بل ويقيم اكبر مسجد في باكستان يسع لأكثر من ثلاثمائة الف مصلي، فيما لم يناقش الغربيون الفلسفة العكسية وهي ماذا لو أقمنا كنيسة تتسع لهذا العدد في بلدانكم، وما هو جواب الحكومات..!ّ!، والحقيقة أن الغربيين هم من صمم و أقام المسجد العظيم في باكستان المنتجة للإرهاب ومدارسه الإصولية التي لاتعلم التلاميذ المستقبل الوضاء بل الموت السريع من أجل جناية جنة اعدت للكسالى والتافهين والفاشلين، لأنهم ( الغرب ) لايفكرون سوى بالأموال والمنافع، بلدان حرة وشركات حرة أما الشعوب الساقطة فهي اختارت مابين الديمقراطية والحكم الواحد المقدس، والمصائب لاتقع سوى عليها!!.

*****

الحكومات الغربية تتبع الدساتير، هناك حكومة فيدرالية، وحكومة ولاية، وحكومة بلدية، والميزانيات محددة ومعروفة ومعلنة، لذلك فأن الإستثمار يتم التعاقد عليه على عدة مستويات،وادنى تعاقد هو الذي يتم مع حكومة بلدية قرية مثلا في النمسا، حكومة القرية من حقها أن تتعاقد مع اي مستثمر من جميع أنحاء العالم بغض النظر عن تفاصيله، فدخوله للبلد وشرعيته هي قضية فيدرالية، المهم ان القرية تستفيد في بناء فندق وتشغيل القوى العاملة لتخفيض البطالة، هذا هو النظام الغربي العامل في اميركا واوربا، لذلك فأن اختراقات الأمن الأميركي والغربي سوف تستمر ليس بعمر فاروق النيجيري وحده، لأن الموت وفلسفته ووقوعه هي تفسيرات أخرى لا يفقهها الغربيون، لكن بلديات في استراليا اكتشفتها حين رفضت السماح ببناء مساجد ومدارس اسلامية في نطاق مناطقها.

*****

حينما ينتحر عميل مخابرات أميركية في وسط حلقة من العملاء المتمرسين الفيدراليين في افغانستان، فهو يعبر تماما ً عن فكر عقائدي صميمي وسري للغاية، فكر إسلامي متحد، ضد الكفار من باقي امم العالم، فكر إسلامي منشق الأن بين شيعي ثوري وصولي وسني ثوري ملتهب متحالف مع الحكام،لكن جميعهم (فليس هناك اسلامي معتدل أو متعصب ) سوف يتحدون أمام قطرة دم واحدة تراق لمسلم غربي أوشرقي في عاصمة غربية مسيحية. هذا هو الحال وهذه هي محنة الغرب