سوريا
نعم:أيها المسيحيون العراقيون مأساتكم كبيرة، أكبر من أن تطاق ومن أن تحتمل.وربما الآتي من الأيام أعظم.لكن اصبروا.. تحملوا... لا ترحلوا..
نعم: نعلم جيداً بأنكم الحمل الوديع في مجتمع تحكمه شريعة الغاب... لكن.. دافعوا عن أنفسكم.... لا ترحلوا...
برحيلكم من وطنكم العراق تحققون رغبة القتلة والحاقدين... لا ترحلوا..
قاوموا عصابات الإجرام والقتل... لا ترحلوا
قفوا في وجه الارهاب... لا ترحلوا..
أنكم تتعرضون الى عملية تطهير عرقي وديني من مناطقكم التاريخية في بلاد ما بين النهرين... لكن تشبثوا بارضكم.. قاوموا... لا ترحلوا...
لا تتركوا أرواحكم وممتلكاتكم وكنائسكم ونسائكم هدفاً سهلاً ولقمة سائغة لكل الطامعين فيكم والحاقدين عليكم..
نعلم بأن الحكومات العراقية وقوات الاحتلال الأمريكي لم ولن تكترث بمصيركم لذا تحصنوا.. ابحثوا عن من يحميكم. حماية ذاتية أو وطنية، اقليمية أو دولية..لا ترحلوا.
نعلم بأن جميع مسيحيي المشرق باتوا هدفاً للإرهاب... اليوم في العراق.. غداً في مصر..بعده في مكان آخر... هذا ما قالته وهددت به القاعدة وأنصارها من التنظيمات الاسلامية الارهابية... لا ترحلوا...
ساذج كل من يعتبر quot;مجزرة كنيسة سيدة النجاةquot; بأنها الأخيرة في مسلسل العنف الممنهج ضد مسيحيي العراق....
ساذج كل من يعتقد بأن بيانات الإدانة والاستنكار والشجب ستردع الارهابيين وتمنعهم من القيام بجرائم جديدة ضد مسيحيي العراق و المشرق...
ساذج كل من يعتقد بأن quot;سينودسquot; هنا وملتقى(اسلامي - مسيحي) هناك بمقدوره أن يفعل شيئاً لمسيحيي العراق والمشرق...
ساذج كل من لا يعتقد بوجود أطراف سياسية في الحكومة أو الحكومات العراقية تقف خلف مسلسل العنف ضد مسيحيي العراق..
ساذج كل من لا يعتقد بوجود أطراف اقليمية ودولية عربية اسلامية ومؤسسات حكومية وغير حكومية عديدة تدعم وتمول المجموعات الاسلامية الارهابية التي تستهدف مسيحيي العراق والمشرق بهدف تهجيرهم وإخلاء المنطقة منهم..
مضلل كل من ينظر للمسيحيين العراقيين على أنهم ضحايا الاحتلال الامريكي..وهمquot;المسيحيونquot; يقتلون بأيدي quot;مجموعات اسلاميةquot; عراقية وغير عراقية...
مضلل كل من يساوي بين العمليات الارهابية التي تستهدف المسيحيين وتلك التي تستهدف المسلمين في العراق...
واهم كل من يعتقد بإمكانية قيام دولة عراقية موحدة ديمقراطية مستقرة، تجمع كل شعوب وأمم وأديان ومذاهب العراق،بعد كل هذا الدمار والجروح العميقة في النفوس التي تسببت بها وخلفتها الحروب الداخلية والتي لم تنته بعد...
واهم كل من لا يعتقد بأن quot;تجربة العيش الوطني المشتركquot;، بين شعوب وديانات وأقوام ومذاهب وأعراق المشرق العربي الاسلامي، قد سقطت أو وصلت الى نهايتها.انظروا الى (العراق واليمن والسودان ولبنان ومصر والصومال وافغانستان وباكستان وفلسطين)،حيث رياح الصراعات الداخلية تعصف بجميع هذه الدول، وان بنسب متفاوتة.والقائمة مفتوحة لتنضم اليها دولاً ومجتمعات عربية واسلامية جديدة....
واهم كل من يعتقد بأن الارهاب ضد مسيحيي العراق والمشرق سيتوقف من دون أن يكون هناك رادع قوي و فعال يردع الارهابيين ويلاحقهم..
لقد دق ناقوس الخطر واهتز الضمير العالمي للهجوم الارهابي على كنيسة سيدة النجاة. لكن من غير أن يهتز ضمير زعماء الأحزاب والحركات المسيحية (الآشورية الكلدانية السريانية) العراقية وغير العراقية.اذ لم نسمع أحداً منهم دع لاجتماع طارئ،يجمع كل رؤساء الأحزاب والحركات القومية ورؤساء الكنائس والمرجعيات المسيحية العراقية،داخل الوطن العراقي وخارجه، لتدارس الوضع الخطير ولتوحيد الموقف مما يجري ومما يجب القيام به محلياً وإقليما ودولياً...
نتساءل: ألم يحن الوقت بعد لكي يرتقي هؤلاء،ومعهم رؤساء الكنائس، إلى مستوى الأخطار الوجودية المصيرية التي تتهدد الآشوريين(سريان/كلدان) وكل المسيحيين العراقيين...
نتساءل: سبع سنوات وأكثر من الخطف والقتل والتشريد أليست كافية لأن تعيد الأحزاب والحركات السياسية الآشورية والمسيحية وكل المؤسسات الكنسية النظر بخطابها وبمواقفها من العاصفة العراقية التي بدأت تحاصر آشوريي ومسيحيي العراق و تبتلعهم....
نتساءل:بعد كل الذي جرى ويجري،ألم يحن الوقت للمطالبة بتدويل قضية مسيحيي العراق ومناشدة quot;الأسرة الدوليةquot; للقيام بمسؤوليتها الأخلاقية والتاريخية بحماية من تبقى منهم،وذلك عبر اقامة quot;منطقة آمنةquot; تقام لهم في أية منطقة مناسبة على الأراضي العراقية..
نعم يا مسيحيي العراق: استفيدوا من هذه اللحظة التاريخية وقبل أن تهدأ الإدانة العالمية الواسعة لمذبحة كنيسة سيدة النجاة.تحركوا تظاهر في كل الساحات والأماكن.. فالعالم لن يتحرك لإنقاذكم ما لم تتحركوا أنتم أولاً.. تحركوا... لا تهدءوا... لا ترحلوا...
نعم يا مسيحيي العراق والمشرق: لقد ارتكب أجدادكم خطأً تاريخياً كبيراً عندما سلموا قدرهم ومصيرهم للغزاة المسلمين وارتضوا أن يعيشوا بينهم وتحت حكمهم ورحمتهم كـquot;أهل ذمةquot; ورعايا،لا بل كرهائن،وليس كمواطنين أصحاب الأرض والحق...أنكم اليوم تدفعون ثمن ذاك الخطأ التاريخي، والأخطاء التاريخية يصعب لا بل يستحيل تصحيحها..
نتساءل أخيراً: أليس أمراً مقلقاً لشعوب هذه المنطقة قاطبة،بمسيحييها ومسلميها ويهودييها وبكل عقائدها وشعوبها،تراجع وانحسار الأحزاب القومية واليسارية والليبرالية والعلمانية،وصعود الأحزاب والحركات الاسلامية،خاصة المتشددة والإرهابية منها..(القاعدة..أحزاب الله.. جند الله.. مجاهدي خلق.. طالبان.. جند الشام.. جند محمد.. جند الاسلام. فتح الاسلام..أنصار الاسلام.. الأحباش.. جيش محمد.. الجيش المهدي.أنصار السنة... وغيرهم كثر...).
قطعاً،هذه التنظيمات والحركات والمجموعات الاسلامية المتطرفة هي ليست وليدة اليوم،كما أنها ليست ردة فعل على اسرائيل والسياسات الأمريكية والغربية تجاه المنطقة والقضايا العربية والاسلامية،كما يشاع ويروج من قبل القوميين العرب والاسلام السياسي،وانما هي نتاج خطاب اسلامي(رسمي ومجتمعي) طائفي متعصب يقوم على كره الآخر الغير المسلم ورفضه والتقليل من شأنه والانتقاص من حقوقه...
نعم:هذا الخطاب الاسلامي الطائفي المتعصب الذي يبثه فقهاء القتل والارهاب،المحرض على العنف، هو المسئول عن خلو المجتمعات المشرقية الاسلامية من أتباع الديانة اليهودية واليزيدية والعقائد الأخرى. وهو اليوم المسئول الأول عن تهجير المسيحيين من العراق ومن المشرق عموماً...
قطعاً،المجتمعات والشعوب الاسلامية لن تسلم من هذا الارهاب المنفلت.فبعد المسيحيين الدور على المسلمين الرافضين لخيار quot;الاسلام هو الحلquot; و لمنطق وأفكار طالبان والقاعدة وأحزاب الله وأنصار ولاية الفقيه...
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات