منذ بداية العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يشهد العالم برمته جملة تحولات جوهرية و نوعية على صعيد المملکة العربية السعودية و الوطن العربي و العالم الاسلامي من جراء سياسة مبدأية إتسمت بالحکمة و الشفافية إلتزمها هذا القائد الکبير و جعلها منهاجا اساسيا لعمله المضني الدٶوب من أجل غد أفضل للجميع.

ان الکلام عن المنجزات و الاعمال الکبيرة لخادم الحرمين الشريفين منذ تسنمه لمهام مسٶوليته الجسيمة، هو کلام ذو شجون ليس بالامکان أبدا إختصاره او إيجازه في مقالة قصيرة محددة کهذه و لاحتى في کتب عديدة، وانما هو کملحمة او اسطورة في زمن لم تعد للملاحم و الاساطير من وجود على وجه البسيطة، حيث ان السياسة الرشيدة المفعمة بالحکمة و بعد النظر و روح الحرص و المسٶولية، قد کانت و ستبقى وراء کل تلك الخطى المبارکة و المثمرة التي خطتها المملکة العربية السعودية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين لمهام عمله کملك للملکة العربية السعودية، وان الدور الوضاء و المشرف الذي إضطلعت به المملکة على مختلف الاصعدة العربية و الاسلامية و العالمية لهي بمثابة شهادة حق بهذا الخصوص رغم أن هذا القائد البارز و الاکبر على صعيدي العالمين العربي و الاسلامي لم يقم بإنجاز کل هذه الاعمال العظيمة من أجل شهادة شکر او عرفان وانما هو مصداق للآية الکريمة:(لانريد منکم جزائا و لاشکورا)، فجل هم و غاية هذا الملك الجليل کانت و ستبقى رفعة الدين و إبتغاء مرضاة نور وجهه الکريم عزوجل.

ان خادم الحرمين الشريفين الذي ضرب أکبر و اروع الامثلة في إنکاره للذات و إيثاره مصلحة الآخرين على نفسه، يعود دائما ليٶکد حقيقة الدور المبارك للملکة العربية السعودية التي بارکها الله تعالى بنزول أشرف الرسالات السماوية في أراضيها المقدسة، ولم يميز أحد ما يوما ثمة فرق او تباين في التعامل مارسه او يمارسه خادم الحرمين الشريفين مع أبناء الامتين العربية و الاسلامية على حد سواء، فهو إعتبر و يعتبر الجميع بمثابة أبناء له متساوون من مختلف النواحي، فلم يقرب قطر عربي و يبعد قطر آخر مثلما لم يتودد الى طائفة او مذهب و يستبعد أخرى، وانما کان کأب حنون و عطوف للجميع وکان کخيمة وارفة الظلال تمنح الطمأنينة و السلام للجميع من دون أي فرق يذکر، وان الدعوة الکريمة التي دأب جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز سنويا على توجيهها لمختلف علماء و اعيان و وجهاء الامة الاسلامية من مختلف الطوائف و المذاهب لأداء مناسك الحج، تأتي هي الاخرى کشهادة حق ناصعة أخرى للدور الکبير و المشرف الذي قام و يقوم به هذا الملك الرشيد من أجل أبناء أمته من دون إستثناء وانها بحق دعوة کريمة من أکرم الملوك.

اننا کمرجعية اسلامية للشيعة العرب، أکدنا و نٶکد وبکل ثقة و اصرار على الدور الايجابي المميز لخادم الحرمين الشريفين من أجل مصلحة الامتين العربية و الاسلامية و نتوسم في سياسته الحکيـمة الرشيدة کل الخير و الامل لخدمة مستقبل الاسلام و العروبة واننا إذ نٶدي مناسك الحج تلبية لدعوة کريمة من جلالته بمعية علماء و اعيان و وجهاء الامة الاسلامية، ندعو و نبتهل من الله العلي القدير ان يحفظ و يرعى هذا القائد الکبير من کل مکروه وان يسدد خطاه لمافيه الخير و الفلاح لأمتينا الاسلامية و العربية انه مجيب الدعاء.

*المرجع الاسلامي للشيعة العرب.