صورتان متناقضتان تظهران مدى عدم وضوح الرؤية لدى حكومة السيد طيب اردوغان بشأن القضية الكردية في تركيا أو أن النوايا لا تبعث على الإرتياح.

الصورة الاولى تبشر بالوصول الى حل سلمي للقضية. من ملامح تلك الصورة نجد ما يلي:

ــ اللقاءات مع الزعيم الكردي السيد عبد الله اوجالان في جزيرة إمرالي دخلت مرحلة المفاوضات.
ــ التصريحات المتكررة للسيد رئيس الوزراء اردوغان التي يؤكد فيها الإستمرار في quot;الانفتاح الكرديquot; بالرغم من أصوات النشاز وتهديدات العنصريين في حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية ومن ورائهما الدولة السرية.
ــ التغييرات الدستورية بعد الإستفتاء والتي شملت تصفية جهاز القضاء الذي كان يشكل النواة في تحكم العسكر بالدولة.
ــ الوعود الصادرة من الحكومة بدستور جديد العام القادم يتم فيه أخذ الطموحات الكردية بعين الاعتبار.
ــ المناخ السلمي نسبيأ بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني والجيش......وووووو......الخ

في المقابل نجد في الصورة الثانية أن الأمر ينقلب عكساً وبـ 180درجة بشكل يدعو للحيرة والدهشة وذلك عندما تتوجه الحكومة الى تشكيل quot;قوات مرتزقةquot; وتسمى بالتركية quot;Parali askerquot;.

أي قوات تعمل مقابل المال حرفياً وبكل معنى الكلمة وكجزء من القوات النظامية ضمن الجيش التركي.

خطورة هذه الخطوة وتأثيراتها السلبية على مصداقية الحكومة وحزب العدالة والتنمية تظهر جلياً في مشروع القانون المنظم لتشكيل قوات المرتزقة ويتضمن:
ــ مجال عمل هذه القوات سيكون منحصراً في المناطق الكردية فقط الهدف منه هو quot;القضاء على الارهاب!quot;
ــ يكفي أن يكون المرتزق حائزاً على الشهادة الإبتدائية والأفضلية لغير المتزوج، أو بالمعنى الحقيقي للكلمة هو لملمة الجهلاء من الفاشلين في الدراسة والحياة المهنية أي حثالة الشوارع من الحاقدين على المجتمع الذي لم ينجح في إحتوائهم. هل هذه خطة جديدة لتدميرالمناطق الكردية على يد المرتزقة الهمج مستقبلاً بعد تهديم 6000 قرية كردية في منتصف التسعينات؟
ــ الراتب حوالي 1800 دولار شهرياً.
ــ مدة العقد بين المرتزق والجيش لن يكون اقل من ثلاث سنوات ولا يزيد عن عشرة سنين.
ــ عند التسريح بعد ثلاث سنوات سيحصل المرتزق على 28 ألف دولاردفعة أما بعد عشر سنوات يرتفع المبلغ الى ستين ألف دولا عدا الإمتيازات التي سيحصل عليها المرتزق في دوائر الدولة ووزاراتها وقروض المصارف.....الخ.

دولة تُشكلْ قوات مرتزقة ضمن جيشها النظامي وضد مواطنيها في القرن الحادي والعشرين!!.أمر يبعث على الإحباط واليأس والقلق من المستقبل القريب.

الصورة الاولى هي مجرد وعود وكلام، بينما الصورة الثانية هو مشروع متكامل في الطريق الى التطبيق.
هل سنصدق الحكومة ووعودها المعسولة مثل الإنفتاح وما شابه. أم نصدق الحكومة في تدابيرها لتشكيل جيش من المرتزقة من حثالات المجتمع ضد الكرد؟.

من هنا يمكن فهم موقف قيادة الثوار في قنديل عدم إلقاء السلاح دون الحصول على ضمانات من شانها التأكيد على نبذ العنف والقتال والتقيد التام بالوسائل السلمية لحل القضية الكردية.

طبيب كردي سوري

السويد