حزين انا من اجل السيد محمد سلماوي الامين العام لاتحاد الكتاب العرب الذي ربما وجد نفسه وحيدا ومحاصرا ومعزولا في اجتماع المكتب الدائم للاتحاد الذي انعقد خلال شهر تشرين الاول 2010 في مدينة بنغازي بليبيا عندما عرضت قضية عضوية الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق المعلقة منذ عام 2003 لاسباب واعتبارات وحجج مسيسة كليا. فامام جعجعة الاصوات العالية ومزايدات المزايدين على وطنية الادباء العراقيين، وامام تهديدات ومخططات ومؤامرات اتهمته سابقا بالوقوف الى جانب الكتاب العراقيين وهددت بشكل خفي بسحب الثقة منه وتسليمها الى واحد من (صقور) الامانة العامة الذي يجيد فبركة الاتهامات ، وانكار الحقائق والسيرة على مسيرة سلفه الصالح في الكيد المسبق للكتاب العراقيين وللعراق الجديد، والتبشير (بمقاومة ) المفخخات والاحزمة الناسفة واعطاء الضوء الاخضر لاراقة المزيد من دماء العراقيين المتهمين ndash; ظلما وزورا ndash; بانهم جزء من نظام الاحتلال فحقت عليهم اللعنة والموت وكل ما يقوم به القتلة والارهابيون من وحوش تنظيم القاعدة ودولته الاسلامية. امام كل ذلك وجد السيد سلماوي نفسه ضعيفا ووحيدا امام هتافات المزايدين من ممثلي الانظمة الشمولية والدكتاتورية ، فآثر السلامة واتفق، كما يخيل لي، على اجماع القوم فالكرسي بعد كل هذا وذاك عزيز، ولا يجوز بعد هذا نقض الاجماع من اجل حقيقة صغيرة يمكن ابتلاعها بسهولة مع قدح من الماء البارد.

نسي السيد السلماوي، كما هو واضح، كل الوعود والتعهدات التي قطعها على نفسه وامام الاخرين لانصاف ادباء العراق عندما اعلن عند تسنمه منصبه، امينا عاما للاتحاد، بأنه سيعمل على اعادة عضوية الادباء العراقيين الذين حملوا جريرة لا ناقة لهم فيها ولا جمل مثلما جرى سابقا مع اتحاد كتاب مصر الذي علقت عضويته بسبب زيارة السادات لاسرائيل. ليس هذا فحسب، بل انه وعد قبيل اجتماع العريش بمصر بالعمل الجاد لانهاء الملف العراقي ووجه دعوة رسمية لي بوصفي رئيسا لاتحاد الادباء في العراق لحضور ذلك الاجتماع لكنها وللاسف لم تتحقق لان سلطات الامن المصرية انذاك رفضت منحي تأشيرة دخول الى مصر لاسباب لا احد يعلم كنهها او مبرراتها. كما ان السيد السلماوي تناسى الالتزامات القاطعة التي قطعها على نفسه في الاجتماع الذي عقد على هامش مهرجان الجنادرية في مدينة الرياض منتصف اذار 2010 بيني وبينه وبحضور الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا الاستاذ يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين وبمشاركة اكثر من عشرة ادباء عراقيين كانوا مدعويين للمهرجان. هذا الاجتماع الذي بسط الحقائق كما هي وازال اللبس عن كل نقاط الغموض والاختلاف وتعهد فيها الجميع على تصفية النوايا والسعي الحثيث والصادق لانصاف اتحاد الادباء في العراق واعادة عضويته المعلقة. ليس هذا حسب بل ان السيد السلماوي تناسى مواقفه الشجاعة والمشرفة في اجتماع المكتب الدائم في القاهرة في الاول من حزيران 2010 الداعمة لعودة عضوية اتحادنا، هذه المواقف التي جلبت عليه ndash; سرا ndash; سخط بعض المتعصبين والصقور الذين زعموا ان الامين العام حاول ان يفرض عليهم اعادة عضوية اتحاد الادباء في العراق بالقوة وبدون موافقتهم وزعموا انه لم يزودهم بالوثائق الخاصة بانتخابات اتحاد الادباء التي جرت في مطلع نيسان 2010 والتي وضعت ورقيا ورقميا تحت تصرف المكتب الدائم والذي وعد بارسال وفد من الامانة العامة الى بغداد لتقصي الحقائق لكن الوفد لم يصل لاسباب نجهلها وارتضى مؤتمر بنغازي ، كما ورد في بعض التقارير بعدم توجيه الدعوة الى اتحاد الادباء في العراق والاستعاضة عن ذلك باستضافة السيد فاضل الربيعي الذي يطالب بخلق اتحاد بديل لادباء العراق في الخارج، وربما له علاقة بالزيارة السرية التي قام بها السيد فاضل الربيعي الى بغداد لمباركة سياسة النظام السابق في التسعينات حيث اقام في فندق الرشيد وتحت حماية مشددة من قبل مخابرات النظام المذكور بعد ان تخلى نهائيا عن مواقفه السابقة المعارضة المناوئة للنظام والتحول الى موالاته في ظروف غامضة عصية على الفهم.

حزين انا على الاستاذ السلماوي، لانه عجز عن قول كلمة الحق التي كنا ننتظرها منه، وعن الاجهار بالحقائق الملموسة التي بين يديه والتي تنصف لو قيلت وبينت جهارا ادباء العراق واتحادهم لكنه كما هو واضح استسلم لموجة المزايدات وصراخ المزايدين على وطنية الادباء العراقيين فذبحوها بصورة جماعية وهم يوقعون مسرورين على وثيقة جديدة تطيل من تعليق عضوية اتحاد الادباء في العراق وربما تفتح الطريق امام مناورات جديدة لايجاد اتحاد بديل يرتضي عنه فقهاء (المقاومة) ومفتيها وجزاريها من مريقي دماء الشعب العراقي، وحبا بسواعد عيون بعض المتعصبين والصقور من اعضاء المكتب الدائم.

حزين انا ايضا لان الامانة العامة عجزت وللاسف عن تقديم قراءة امينة وموضوعية لحقائق الواقع الملموس في العراق وكتابه ومثقفيه وارتضت ان تستمع الى الاكاذيب المضحكة التي كان يفبركها بعض معدومي الذمة والضمير ضد كتاب العراق مثل القول مثلا ان انتخابات اتحاد الادباء في العراق كانت تجرى بحماية الدبابات الامريكية وان رئيس الاتحاد فاضل ثامر قال (والعهدة على الراوي المجهول) بان السفير بريمر هو محرر العراق، وان العراق لايضم اتحادا مركزيا واحدا، وانما مجموعة من الاتحادات ، وغير ذلك كثير من الاكاذيب والتهم الجزاف التي ما انزل الله بها من سلطان.

حزين لهذا الانحدار في الوعي الثقافي والسياسي الذي يكشف عنه بعض قادة الامانة العامة المعزولين عن اتحاداتهم واستسلامهم لاملاءات بعض الانظمة السياسية، والا فليستمعوا مثلا الى رأي كتاب مصر الصريح في الموقف من عضوية ادباء العراق مثلا، او غيرهم من كتاب الوطن العربي.

حزين لان الامانة العامة وحدها هي التي مازالت تنظر الى العراق بوصفه مستعمرة محتلة من قبل الامريكان متناسين كل حقائق الواقع الملموسة على الارض. والا ما دلالة قرب انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد، وما دلالة اشغال العراق لمراكزه الطبيعية في الجامعة العربية والامم المتحدة. ولماذا وافق الجميع على اختيار بغداد لتكون عاصمة للثقافة العربية عام 2013، واختيار النجف الاشرف لتكون عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2012.
فهل توجد اكثر من هذه المزايدات.
حزين من اجلكم
وحزين من اجل نفسي.
وحزين من اجل الحقيقة المستباحة في عالم الكلمة والثقافة.