الرجل الغربي بارد جنسيا و أحاسيسه العاطفية شبه منعدمة، وجهة نظر طالما قرأها و طالعها العديد منا و لاريب من العديد مناquot;کرجال شرقيينquot;، إمتلئنا زهوا و فخرا عندما کنا نجد أنفسنا في الشطر المعاکس تماما لوجهة النظر الساردة الذکر، إذ لطالما قرأنا أيضا عنquot;الفوران و الشبق الجنسي و العواطف الملتهبة للرجل الشرقيquot;، وعندما اخترع الغرب الحبة الزرقاء(الفياغرا)، تهکم الرجل الشرقي و أطلق ضحکة مدوية على ذلك الرجل الغربي الذي لايمکنه مواقعة زوجته أو محظيته أو صديقته، إلا بعد أن يتناول الحبة السحرية الزرقاء، وکثيرا ماأمضت مجالس و دواوين شرقية أوقاتها باللهو و الحديث عن هذا الامر و هم يضحکون و يتهکمون على ذلك الرجل التعيس الذي لايمکنه إثبات quot;فحولتهquot; من دون الحبة الزرقاء.

برودة الرجل الغربي و الفوران الجنسي للرجل الشرقي، يبدو أنها لم تعد کذلك، أو بکلمة أخرى طالها الزمن و هز العرش الذي کان الرجل الشرقي متربعا عليه من دون أدنى منافسة، إذ باتت التقارير التجارية و العلمية تتوالى بخصوص شيوع و إنتشار الضعف الجنسي في البلدان الشرقية(العربية منها بوجه خاص)، و يٶکد تقرير صادر من شرکةquot;بايرquot;الالمانية، بأن(أکثر من نصف الرجال العرب فوق سن الخمسين مصابون بالضعف الجنسي)، وليس هذا فقط وانما(ترتفع النسبة في دول الخليج الى مايزيد على ٦٠%، بسبب إنتشار أمراض مزمنة مثل السکري و إرتفاع ضغط الدم و تصلب الشرايين)، بحسب نفس التقرير. وتزامنا مع هذا التقرير و تقارير أخرى متشابهة، تتفاقم حمى منافسة غريبة و قوية من نوعها بين شرکات الادوية لضخ المقويات الجنسية للعرب حيث هناك إقبالا متزايدا و ملفتا للنظر من جانب العرب على المقويات الجنسية وان هذا الاقبال بحد ذاته بات سببا قويا جدا لکي تول مختلف الشرکات الغربية(وحتى الصينية و الکورية أيضا)، وجهها صوب البلدان العربية و الاسلامية و تسعى لإيجاد اسواق لبضاعتها هناك. وليس بالامکان أبدا عزل هذه المسألة(أي تفاقم البرود او الضعف الجنسي)، في بلدانناquot;الحارةquot;، عن الخط العام لعملية التطور الحضاري التي يبدو أنها لاتسير وفق السياقات الواجبة و المرجوة وانما تسير بصورة عشوائية و إنتقائية تعتمد في أغلب الاحايين على مزاجات معينة او قد تصطدم بالحاجز المنيع للبعد الفکري الاجتماعي فتجعلهquot;أي عملية التطور الحضاريquot;، سمفونية نشاز تعکر الامزجة و الارواح، ذلك أن تأثير التطورات الاقتصادية و التقدم العلمي و التقني و الثورة المعلوماتية، قد إنعکس و بصورة واضحة جدا على مجتمعات البلدان العربية و الاسلامية و أفرز ظاهرات و مظاهر جديدة البعض منها غريبة جدا عليها لکن و بحکم التأثير الاستثنائي باتت بحکم الامر الواقع الذي لامناص من تقبله.

بالامس، وعندما سقطت الدولة العثمانية العلية و تسابقت البلدان الغربية لإستعمار و نهب أطرافquot;الرجل المريضquot;، إتفق الجميع بأن بلداننا و مجتمعاتنا قد تعرضت لغزو عسکري و سياسي و إقتصادي و فکري، لکن وبعد سلسلة الانقلابات العسکرية الرنانة الطنانة تنفس الکثيرون الصعداء و تخيلوا بأن أيادي و أرجل الغرب قد بترت نهائيا من أوطاننا، واليوم، وبعد مضي زمن على کل ذلك الغزو، نتعرض من جديد لغزو آخر من جانب بلاد الفرنجة الکفرة، لکن هذا الغزو يختلف کثيرا عن ماسبقه من غزوات، فهو غزو بإرادتنا الحرة الابية و بنائا على رغباتنا و مطالبنا، أنه غزو أزرق أزرق، لکنه لذيذ و ممتع وquot;يعيد الشيخ الى صباهquot; و يعمل مستحيلا لم يخطر يوما لاعلى بال ولاعلى خاطر، فأهلا أهلا بهذا الغزو الازرق الذي يساهم بإيجاد فحولةquot;معلبةquot; تقف الى جانب البيوت الزجاجية و الانترنيت و الاطباق اللاقطة لتبني حضارتنا المجيدة.