مع عظيم اللوعة و بالغ الدهشة تأملت في تصريحات مواطن كويتي وهو ينعى إبنه الصريع الإنتحاري في العراق المدعو ( عبد الرحمن ) و يتباهى بجرائم إبنه الذي رغم نواياه الإنتحارية الواضحة و نفسيته المريضة الهادفة لإيقاع الخسائر بين صفوف المدنيين العراقيين و تصوير ذلك الأمر بكونه و العياذ بالله و أستغفر الله جهادا في سبيل الله.

و الحقيقة إن تلك التصريحات المريضة تعتبر فعلا إرهابيا واضح المعالم و النوايا و الأهداف و الإشادة بالبطولات الوهمية لذلك المريض نفسيا هو أمر بحد ذاته يعبر عن مرض نفسي متأصل في نفسية السيد الوالد الذي بدلا من أن يحرص على تربية ولده تربية إسلامية قويمة تريد الخير للمسلمين نراه يتفاخر بمصرعه بحزامه الناسف و الذي قبض فيه طبعا أرواح قوم مسلمين و أبرياء لا ناقة لهم و لا جمل فيما تفعله الإدارة الأميركية حول العالم لأنهم ضحايا للأمريكان و للعصابات الإجرامية الطائفية و لشراذم القتلة من البهائم الإنتحارية!!

العجيب أن إبن السيد مبارك البذالي لم يتعرض للتصفية الجسدية في العراق رغم وجوده في المعتقلات الأمريكية بل تم إطلاق سراحه وعاش دون متابعة من السلطات العراقية التي يبدو من سياق السيناريو الحياتي لذلك الإنتحاري بأنها آخر من يعلم!!

و بأنها في الصيف قد ضيعت اللبن؟ فكيف يعقل أن يترك إرهابي أعتقل لمدة ستة أعوام تحت تصنيف الإرهاب ثم يطلق سراحه ويترك لحال سبيله دون أن يسلم رسميا لبلده الكويت خصوصا و أن هنالك سفارة كويتية في العراق كان من المفترض أن يسلم ذلك الحدث الإرهابي لها لتعيده بمعرفتها لبلده الكويت و حيث يمكن للسلطات المسؤولة أن تتعامل مع قضيته !، ولكن أن يترك حرا طليقا ليعود لعصابته الإرهابية و ليتمنطق بحزامه الناسف فهو أمر أشد غرابة من الغرابة ذاتها؟

أين وزارة الداخلية العراقية؟ و أين المخابرات العراقية المزعومة؟ و أين إدارة مكافحة الإرهاب في العراق؟ و كيف يترك الحبل على الغارب للجماعات الإرهابية و بهائمها المفخخة بأن تعيش بحرية و تنتقي أهدافها و تمارس الترويع في ديار المسلمين تحت ذريعة محاربة الصليبين و المحتلين؟ بينما هنالك ألف وسيلة ووسيلة لمقاتلة البغاة الطغاة دون الحاجة لقتل المستضعفين و البسطاء و الأبرياء و المستأمنين من الناس الذين لدمائهم حرمة كبيرة عند رب العزة و الجلال، كان ذلك الولد الشقي بأفكاره الإرهابية يستطيع أن يقدم خدمة كبيرة للإسلام و أهله حينما يتوجه فعلا لمقاتلة الصهاينة أو أعداء الأمة الحقيقيين و ليس قطع رقاب الباعة البسطاء و الفقراء المعذبين في العراق؟ والحكومة العراقية بأجهزتها الأمنية و بعجزها التام و المشهود تتحمل المسؤولية الأولى في ترك تلك القطعان من البهائم المفخخة تتحرك بحرية في أرض العراق لتمارس القتل و الترويع و الإرهاب الأسود بعيدا عن عيون و رقابة ممن كان يفترض فيهم حماية الشعب و الوطن من القتلة و الأشقياء و أعداء الله و الإنسانية، لاحصانة ولا رحمة لإرهابي قاتل أشر.

و ينبغي متابعة كل من يدعم الإرهاب البهائمي و يمجد بالمفخخين القتلة و يتلمس لهم الأعذار لأنه شريك لهم و عدو لنفسه قبل أن يكون عدوا للبشرية، لا مهادنة مع القتلة، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

[email protected]