هذه quot;النعمquot; تنطلق عن قناعة بحق الشعوب بتقرير مصيرها،بما فيه حق الانفصال.
ومن عربي عراقي quot;ضمن التصنيف القوميquot;عاش معاناة الكرد وعاشرهم في إحدى المدن الكردية لأكثر من ست سنين،والحديث هنا عن شعب يتمتع بكل المواصفات لإنشاء وطنه القومي quot;لغته،وثقافته وتاريخه،وتضحياته،وأرضه التي يسكن فيها هو وأجداده من قبلهquot;..!!
شعب صار ضحية لاتفاقات الكبار بعد الحرب العالمية الأولى ومازال..!!
عمليا فان أكراد العراق يديرون شؤونهم بشكل منفصل منذ عام 1992 أي قبل دخول الأمريكان بسنوات،وقد عايشنا الفترة التي أوعز صدام بها لموظفي الدولة والجيش بالانسحاب من محافظات السليمانية ودهوك واربيل،بحساب انه بهذا الانسحاب سيترك فراغ إداري وامني يسهل له العودة بطريقته هو..ولقد نجح هذا الأمر الذي أسفر عن اقتتال quot; الإخوة الأعداءquot; لمدة ثلاث سنين بحرب عبثية،دفع المواطن الكردي ثمنا لها باهضا،ولكن ماتلى ذلك والى الآن اثبت ان الكرد قادرون على إدارة شؤونهم بشكل يحسدهم جيرانهم عليه.
يتم اتهام القادة الكرد بالبراغماتية،وهذه التهمة هم لايردونها...!!
لمَ يُطُلب منهم ان يكونوا أكثر ملكية من الملك؟!
لو كنتُ كرديا لطالبتُ قادتي بان يضعوا مصلحة شعبهم فوق أي اعتبار،والى الجحيم بالطوائف وصراعاتها وصراعات البلدان التي تمولها وتأمرها.!
ولكن مهلا..!!
هل حقا يريد ساسة الكرد الانفصال؟!
لا اعتقد..!
لأسباب غاية في البساطة...ومن خلال الحساب البسيط...ماهو النفع الذي سيعود به الانفصال به عليهم؟!
إنهاء مشاكل المناطق المتنازع عليها؟ هذه سيتم حلها عاجلا أم آجلا وبدون انفصال أسهل منها بعد الانفصال.!
مكاسب سياسية؟ لدى الكرد سيادة كاملة سياسية واقتصادية على إقليمهم وبغطاء دستوري لن تستطيع أي حكومة مركزية ان تحد من سلطاتهم عليه.
من خلال مناصبهم السياسية والبرلمانية في الحكومة المركزية فهم شركاء فعالون في تسيير الحكومة، وهذه الميزة سيخسرونها لو اختاروا الانفصال.
الواردات المركزية هم يستلمون نسبة 17%،وهنالك من يعترض على انها أعلى مما يجب ان تكون عليه 13%.
وبعيدا عن موضوعة إيرادات النفط والغاز وغيره تبقى المسألة الأهم وهي علاقة الكرد بجيرانهم الثلاثة quot; إيران،تركيا،وسوريا quot; والثلاثة لديهم مشاكل مع اكرادهم ويتحسسون من أي مثال كردي مستقل بنفسه،ولن يدخرون أي جهد بإفشاله وخلق المصاعب له..!وسيكون هؤلاء الثلاثة بموقف أقوى فيما لو تحولت المواجه بينهم وبين الكرد العراقيين بعيدا عن العراق.
ولكن مايجعل موقف أكراد العراق قوي هو امتداده السياسي والاقتصادي في وسط وجنوب العراق ضمن فيدرالية كانوا هم من أوائل من دعا إليها وتشبث بها وثبتها دستوريا، هي وغيرها من الفقرات الدستورية الخاصة بعلاقة الإقليم بالمركز،وهذه نقطة لهم كساسة أذكياء كانوا أقوياء بوحدتهم ومنظمين،استوعبوا كل نقاط ضعف وحماقات الطرف الآخر الضيق الأفق.ولا لوما عليهم فقد كانت في مصلحة شعبهم الكردي.
الانفصال الذي هو quot; حق quot; لهم،سيجعلهم يضعون كل المكتسبات التي حققوها منذ عام 1992 والى الآن في ميزان المجهول من جيران يتطايرون شررا من تجربتهم الناجحة،ومن مجتمع دولي لغاية الآن لم يفعل شيئا لحقوق أخوانهم الذين هم ثلاثة أو أربعة أضعاف عددهم في بلدان الجوار الثلاث.
الطرف العربي في العراق سيكون خاسرا ايضا..!
وهنا ليست خسارة البترول هنا وهناك،فكل لديه مايفوق الخيال من إيرادات وأسعار ستصل إلى مستويات لم يكن تخيلها سابقا..!
بل الخسارة في مكون وطني مهم جدا في التوازن السياسي لمستقبل عراقي،تسد مكوناته المختلفة عرقيا ومذهبيا فيه أبواب التفرد المطلق.
والأحرى بالسياسيين العرب من العراقيين ان يرفعوا هم وعن قناعة شعار quot;حق تقرير المصير للشعب الكردي بمافيه حق الانفصال quot; لبناء ثقة غير موجودة بينهم وشركائهم في الوطن،ويتركوا حساب خسارات الربح والخسارة في الانفصال للشعب الكردي ذاته.
- آخر تحديث :
التعليقات