رغم امتلاك بريطانيا افضل جهاز مخابرات محترف، خاض ببسالة وشجاعة رائعة حرباً شرسة ضد النازية اثناء الحرب الثانية، وتمكن من صنع اول جهاز كومبيوتر في العالم استخدمه في اختراق شيفرة الجيش النازي، وكان هذا الإنجاز احد اسباب هزيمة هتلر في الحرب، ثم خاض هذا الجهاز حربا أخرى ضد الشيوعية بمعية الجهود الجبارة و البطولية للمخابرات الأميركية، تكللت بهزيمة الشيوعية واندحارها الأبدي.

ولكن الغريب جدا ملاحظة هذا التهاون المثير للتساؤل من قبل بريطانيا مع خلايا الإرهاب المتواجدة على اراضيها والتي تعمل بصورة شبه علنية لدرجة وبعد كل عملية إرهابية في أوربا واميركا، واخرها التفجير الذي حصل في السويد... بعد كل جريمة ارهابية يبرز اسم بريطانيا بوصفها أما كانت محطة للانطلاق أو مركزا للأعداد، والسؤال الملح هو: أين امكانات وخبرات جهاز الاستخبارات البريطاني الهائلة في رصد ومتابعة خلايا الإرهاب والقيام بهجوم استباقي عليها؟

تحليلي الشخصي لأسباب هذا التهاون والتساهل البريطاني مع خلايا الإرهاب، وكذلك منح العديد من الإرهابيين حق اللجوء السياسي مع رواتب شهرية وضمان صحي وجوازات سفر... اعتقد السبب يعود الى تخوف بريطانيا من انتقام الإرهاب منها واقدامه على توجيه ضربات مؤذية لها، لذا نراها تحاول كسب وده وعدم اغضابه من خلال غض النظر عن نشاطاته على الاراضي البريطانية بحجة ان القوانين تسمح بممارسة الشعائر الدينية وانشاء مساجد وحرية التعبيرعن الرأي فيها وغيرها من النشاطات!

ولقد لمسنا هذا التهاون البريطاني مع الإرهاب في مدينة البصرة العراقية عندما كان الجيش البريطاني يعسكر فيها بعد عملية تحرير العراق عام 2003، فقد تهاون كثيرامع عصابات جيش المهدي التابع الى إيران، ولم يتصد لها وترك البصرة تحت رحمة تلك العصابات خوفا منها لغاية انسحابه وعودته الى البريطانية!

ويبدو واضحا ان التعامل البريطاني مع الإرهاب يعتبر تعاملا خاطئا جدا، اذ انه يقوم على أوهام الاعتقاد: ان عدم استفزاز الإرهاب والسكوت عنه.. قد ينتج عنه كسب ود الإرهابيين وعدم قيامها بأعمال اجرامية ضدها، وبودي تذكير صانع القرار في بريطانيا بحقيقة أرجو ألا تكون غائبة عنه وهي: ان الإرهاب مشكلته ليست سياسية مع أوربا واميركا ويمكن مساومته وترضيته، بل هي مشكلة (عقائدية دينية ثابتة )، واكبر دليل على هذا الاعتداء الإرهابي ضد بلد محايد مثل السويد، وعليه فأن بريطانيا مهما سكتت وغضت الطرف عن الإرهاب، فأن الإرهابيين سيظلون ينظرون لها على انها (عدو صليبي كافر) يجوز قتل شعبها ونهب ثرواته ونسائه كغنائم حرب.

فمتى تستفيق بريطانيا على خطر الإرهاب المدمر المتواجد على اراضيها؟

[email protected]