قوى اللاشعور هي المحرك الأكبر لتفكير وسلوك البشر، وما نعتقده من أوهام التصرف وفق منطق العقل والارادة الحرة هي مجرد خديعة وغياب للمعرفة بقوانين التحليل النفسي فغالبية البشر تجهل حقيقة أعماقها مهما كانت درجة وعيها وتعليمها، باستثناء المحللين النفسيين المحترفين هؤلاء وحدهم يمكننا الأطمئنان بأنهم تعرفوا على اعماق لاشعورهم واقاموا اتصالا واعيا مابين الشعور واللاشعور واصبحت دوافعهم معروف سببها لديهم، وصادرة عن صحة نفسية والكلام هنا لخبراء التحليل النفسي وليس لي.

وأود الاشارة إلى أن تناولي لهؤلاء الفنانين ليس بدافع الهجوم عليهم بل لانهم اليوم نجومولديهم شهرة كبيرة.

ونموذج على دور العقد النفسية في سلوك بعض المشاهير نأخذ الفنانين: عادل امام وكاظم الساهر ونصير شمة، ونعرض بعض تجليات العقد النفسية في فن هؤلاء التي انطلت على الكثيرين وظهرت وكانها ابداع فني بينما هي تعبير عن تشوهات نفسية.

عادل امام:

تركيزه المحموم على تجسيد دور البطل المطلق الشامل الخارق القوة الجسدية والعبقري، واصراره على أقحام مشاهد ضرب المرأة وإهانتها.. يعكس أثر شعوره بالنقص الفظيع، وحاجته المرضية للتأكيد الى نفسه وللمشاهدين على انه عكس الصورة التي عرفوها عنه في بداية حياته الفنية وتأديته لأدوار ثانوية يكون فيها هو الذي يتعرض الى الضرب والإهانات، وواضح من شكله انه لم يكن محط اعجاب النساء في شبابه بسبب افتقاره للوسامة، أذن فهذه العقد هي نتاج مراحل العمر الأولى وماتعرض له من صعوبات في حياته.

كاظم الساهر:
لقد وصل ضغط شعوره بعقدة النقص الى اظهار شقته التي أشتراها في باريس على شاشات التلفزيون بشكل أستعراضي كما لو انه طفل وحصل على حاجة حرم منها، فدلالة تصوير شقته الباريسية وعرضها على المشاهدين هي تعبير عن عقدة الفقر والحرمان التي تتحكم به، والأسوأ من هذا تعمده المجيء بنجمات جميلات شهيرات واظهارهن معه في الفيديو كليب فعلى سبيل المثال: استدعاء الفنانة حنان ترك والفنانة سولاف فواخرجي واظهارهن بأدوار الكومبارس لتجميل صورته وتقديمها للمشاهدين على انه معشوق الحسناوات... هو تعبير لاشعوري عن الأحساس بالنقص امام المرأة والفشل في نيل اعجابها، طبعا نحن نتحدث عن العقد النفسية قبل ان يصبح مشهورا ولديه معجبات.

نصير شمه:
هذا الفنان هو كردي فيلي، ولكن الغريب انه يقدم نفسه للرأي العام العربي على انه عروبي قومجي اكثر من العرب أنفسهم، وقد يقول قائل ان دوافعه هي لأسباب تجارية من اجل حصد اعجاب الجماهير العربية وجني الأرباح المالية من وراء هذه الدعاية والمزايدات القومجية من خلال الأحتفاء بالمناسبات العربية المختلفة ودغدغة مشاعر الجمهور العربي، ولكن من يعرف طبيعة الضغوط التي تعرض لها الأكراد الفيلية في العراق وحساسيتهم مما يجري وصفهم به منتهمة اصولهم الإيرانية جعلت البعض يحاول التنكر لأصوله ومحاولة نسيانها والدخول في أزمة الهوية القومية، ونصير شمه يبدو انه يعاني من أزمة الهوية فهو بسبب قوميته عانى الكثير من المشاكل التي خلقت في نفسه عقدا نفسية دفعته الى التعامل مع جذوره كما لو انها تهمة.

فما نشاهده من هؤلاء الفنانين وغيرهم على انه ابداع فني هو في جزء كبير منه يحوي الكثير من العقد النفسية والتشوهات والأمراض!


[email protected]