لاغرو من أن القضية الفلسطينية کانت و لازالت أهم قضية محورية و اساسية لدى العرب بوجه خاص و المسلمين بوجه عام، وقد دفع العرب ضريبة باهضة من دمائهم و اموالهم و حاضرهم و مستقبلهم من جراء خوضهم صراع مصيريquot;غير متکافئ في أغلب الاحيان مع الصهيونية و حلفائها الاستراتيجيين، ولأجل ذلك، فإن العرب ليس بإمکانهم أبدا وفي أصعب الظروف و أعقد الاوضاع و المواقف نسيان هذه القضية او المساومة عليها لغرض إنهائها و تفريغها من محتواها القومي و الاسلامي العميق.


لقد شهدت القضية الفلسطينية تعاطفا و مؤزارة متباينة من جانب مختلف القوى السياسية و الفکرية العربية و الاسلامية و حتى العالمية، وقد کان لکل طرف قسط او مساحة محددة تحرك عليها، لکن النقطة التي يجب أن نقف عندها، أن کل هذه القوى و التيارات السياسية و الفکرية کان دورها يقف بشکل او آخر في قالب محدد أي لايصبح الدور اساسيا و فاعلا بحيث يؤثر على عموم الساحة الفلسطينية ذلك ان کل هذه القوى و التيارات قد أدرکت بأن صاحب الحق و الخيار الاساسي في حسم القضية هو الشعب العربي الفلسطيني وان جل و افضل ماتقدمه الاطراف الداعمة و المساندة للقضية الفلسطينية يجب أن لاتتعدى حدود و إطار إحترام ذلك الخيار و عدم تجاوزه بأي حال من الاحوال وفرض وصاية او ماشابه على قضية شعب عانى و يعاني الامرين من عدو لدود و حاقد له منذ العقود الاولى من الالفية الماضية.


ان الدخول الاستثنائي و غير الطبيعي لنظام ولاية الفقيه عبر تشکيلاته الاستخباراتية و الامنية و الفکرية الى الساحة الفلسطينية و فرض تواجد لافت للنظر لها على الساحة الفلسطينية بحيث أخل بشکل او بآخر بالمعادلة السياسية و ألحق ضررا بالغا بجوهر القضية و آفاقها المستقبلية، حيث أن هذا النظام قد دخل اساسا الى الساحة الفلسطينية ليس من أجل مصالح و حقوق الشعب الفلسطيني وليس أيضا من أجل مايطبل و يزمر له في ابواقه الاعلامية من حيث دعمه و مساندته للأمة الاسلامية في کل مکان بالعالم، وانما هو قد دخل هذه الساحة ليخوض غمار صراع جديد من أجل فرض أجندتهquot;الخاصةquot; على الکيان الصهيوني وليس محو هذا الکيان کما يدعي، وان هذا النظام ومن خلال زرعه بذور الفرقة و الشقاق داخل الساحة الفلسطينية قد أثبت للعالم أجمع و للعرب بشکل خاص، بأنه بارع و ماهر في زرع الفتن و القلاقل ولايملك شروى نقير في سبيل حل و حسم أية قضية من المنظورين الاسلامي و الانساني.


ان نظام ولاية الفقيه و من خلال الدور مارسه على طول و عرض الساحة العربية بشکل عام و الفلسطينية منها بشکل عام، سعى و يسعى لإستخدام نفوذه و يدهquot;الطويلةquot;في العمق العربي من أجل مصالحه الخاصة و امنه القومي وانه وکما قد توضح من خلال تقارير استخبارية خاصة إستعداده المفرط لمساومة اوراق الضغط هذه بسلة حوافز يمنحها له الغرب و بدعم و الحاح اسرائيلي، إذ ان نظام ولاية الفقيه يحاول شق وحدة الصف الفلسطيني و بعثرة الجهد المبذول من جانب مختلف القوى و الفصائل الفلسطينية وصولا الى فرض وصاية(مؤقتة) عليه من أجل بلوغ أهدافه الاستراتيجية التي يحلم بها في ظل النظام الدولي الجديد والذي تؤکد تقارير و بحوث استراتيجية عديدة بأن هذا النظام يحاول جهد إمکانه إستخدام نفوذه على الساحة العربية بشکل عام و الفلسطينية بشکل خاص من أجل مساومة الکيان الصهيوني وتقاسم النفوذ الاطراف الدولية الاخرى على حساب العرب.
اننا کمرجعية سياسية للشيعة العرب، قد حذرنا مرارا و تکرارا من مساعي نظام ولاية الفقيه ومن نفوذه المشبوه في طول و عرض الساحة العربية و لاسيما الفلسطينية منها بوجه خاص ودعونا أشقائنا العرب في کل مکان للوقوف بوجه مخططات والاعيب هذا النظام و الحد منها بمختلف الطرق و السبل المتاحة واننا ندعوهم مرة أخرى و في ظل الاوضاع الدولية الجديدة البالغة التعقيد الى الوقوف بجدية ضد نفوذ هذا النظام و العمل الجدي على قطع أياديه و بتر أصابعه من اوطانهم.


*المرجع السياسي للشيعة العرب.