اهتمت الشعوب منذ قديم الزمان بالإعلام كونه احد الوسائل المهمة في الحروب ولم يقتصر ذلك على الشعوب التي تملك أنظمة وحضارات متطورة كما هو الحال مع الآشوريين والفرس والرومان بل شمل ذلك حتى الشعوب البدوية التي لا تملك إلا القليل من نظم الحضارة وأساليبها فالعرب قبل الإسلام قد ساو بين الفارس والشاعر وكانوا يحتفلون إذا ما نبغ من بينهم شاعر لأنه سيساهم في رفع شان القبيلة بين إضرابها من القبائل الأخرى من خلال نشر بطولاتها وأعمالها بين الناس وبالتالي غدا الإعلام ركنا مهما من أركان الحروب وعاملا كبيرا من عوامل الانتصار ولم تعد تستغني عنه أي دولة من دول العالم.
في العراق ورغم أهمية الإعلام وحاجتنا الماسة إليه لم يجر استثمار الإعلام الاستثمار الكافي بمواجهة جبروت وسطوة وعنف الإرهابيين الذين لم يتورعوا عن استغلال الإعلام بما يلائم مخططاتهم الهمجية وأعمالهم السادية فقد كانوا ينشرون أفلاما توثق القتل والدمار الذي يشيعونه في أوساط المجتمع ولم يتورعوا حتى عن تصوير أبشع المناظر وأقسى الصور من اجل إثارة الرعب بين الناس وإرهاب المجتمع وقد نجحوا في ذلك نجاحا منقطع النظير بعد أن عجز الإعلام المضاد عن مجاراتهم.
واليوم نجد أنفسنا بحاجة ماسة لتطوير جهد إعلامي مضاد للإرهاب أي يهتم بشكل خاص بمواجهة الإرهاب وكشف مخططاته وتعرية أهدافه وفضح أساليبه ونشر غسيله من اجل أن يعي المجتمع خطورة هؤلاء وما يرومونه من شر لن يسلم منه احد.
أن من الضروري بمكان عدم الاكتفاء بالإعلام الخبري كتابة المقالات وما إلى ذلك بل يجب أن نركز على الجانب الدرامي لتأثيره الكبير في النفوس وقدرته على تصوير جوانب معتمة من هذا الداء الذي استفحل وغدا مصدر خطر على الحياة الإنسانية برمتها.
إننا من هذا الموقع المتواضع نناشد القنوات الوطنية أهلية كانت أم حكومية العمل على تكريس روح التآخي وفضح أساليب الإرهاب ومن يريد شرا بحياة الناس ومصالحهم فنحن جميعا ملزمون لبذل الغالي والنفيس من اجل دحر الإرهاب والقضاء على متعلقاته حتى يعيش الناس بأمان وسلام.
- آخر تحديث :
التعليقات