العنف المنقطع النظير وجريمة قتل المدنيين المرافقين لquot;قافلة الحريةquot; صدم العالم صباح امس الأثنين. الحكومة الإسرائيلية بقيادة المتطرف بنيامين نتنياهو ماضية في طريق التشدد والتصعيد. رفض وقف الإستيطان ورفض فك الحصار عن المدنيين العزل في قطاع quot;غزةquot; الواقع تحت سلاح وشريعة حركة quot;حماسquot; الإصولية، هي في واقع الأمر إجراءات تهدف إلى استمرارية الصراع والحرب.

نتابع الحجج والتبريرات الإسرائيلية حول عملية قتل المدنيين( وجلهم من أعضاء الجمعيات والأحزاب الإسلامية وتنظيم الإخوان المسلمين المؤيدين لحركة quot;حماسquot; الإصولية) على السفينة السادسة في القافلة. نسمع، ورأينا في بعض المقاطع، بأن ركاب السفينة quot;إستعدوا للقتال وحملوا السكاكين والعصي لقتل الجنود الإسرائيليينquot;. ليكن كل ذلك صحيحاً، ولكن هل يبرر كل هذا اطلاق الرصاص الحي وزهق أرواح 19 شخصاً بدم بارد؟. كان في الامكان الإشتباك مع ركاب السفينة والقاء القبض عليهم أو حتى إستخدام الغاز المسيل للدموع لتطويقهم وشل حركتهم، ولكن ليس بإطلاق الرصاص الحي وإعمال القتل في أكبر عدد ممكن منهم. الأرجح بأن الأوامر جاءت من الحكومة ومن المسؤولين فيها، وكانت صريحة بإستخدام الرصاص بنيّة القتل لدى ظهور أولى بوادر المقاومة!.

مايحدث للشعب الفلسطيني عار على البشرية جمعاء. عار يشبه ذلك العار الذي لحق بها عند اقدام النازية المجرمة على قتل ملايين اليهود الأوروبيين في الهولوكوست. آن الوقت لكي تٌحقن الدماء في فلسطين وتتشكل عملية الفصل على أساس الدولتين. الشعب الفلسطيني يستحق الحرية والإستقلال مثلما يستحق اليهود دولتهم التي يجب ان تكون مثالاً في احترام حقوق الإنسان والحفاظ على حياته.

جريمة قتل المدنيين في quot;قافلة الحريةquot; والتي تمت بأمر من الحكومة الإسرائيلية تلقفها الجمع المتطرف على الجانب الآخر. محمود أحمدي نجاد الرئيس الإيراني، والذي أعدم نظامه 5 أشخاص قبل شهر بتهمة quot;معاداة الله والثورةquot;، تلقف الحادثة وجدد كلامه التراثي في quot; زوال إسرائيلquot; وجرجرة القضية وإعادتها إلى quot;الإصولquot; القديمة والتفاسير الدينية الغابرة تلك. الشيخ السلفي عائض القرني أمسك بدوره بتلابيب القضية وذهب في إتهام اليهود، الأحياء منهم والأموات، بالمسؤولية عن مقتل المدنيين في عرض البحر الأبيض المتوسط مناديا الأمة للتشاور والرد. القرني قال بأنquot;من قتل الأنبياء ومن حارب الله ورسولهquot; هم من قتلوا المدنيين!.

قتل الجيش الإسرائيلي لركاب السفينة السادسة أثار العالمين العربي والإسلامي واعاد بالجميع إلى المربع الأول. لم يعد أي أثر لخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الموجه للمسلمين ولا أي إعتبار لبعض مظاهر سياسته التي وصٌفت بالعقلانية والتروي بعد ماحدث. وقطعاً ستساهم هذه الجريمة في رفد رصيد قوى الإسلام السياسي وزيادة عدد الأتباع والمريدين وتوسيع رقعة الكراهية لليهود والغرب وتضعضع مكانة الخطاب العقلاني والليبرالي أمام تصّدر دعوات الحرب والجهاد. والمسؤولية هنا تقع على عاتق الجانب الإسرائيلي، والذي فضلّ المواجهة والضغط على الزناد،

خلاف مايعلنه من quot;رغبة في السلام والتسويةquot;.

فإلى أين يقود بنيامين نتنياهو، والجمع المقابل له، المنطقة؟

[email protected]