أكثر من قصة ورواية وراء نجاح فيروس Stuxnet في تخريب مجمل المنظومة الالكترونية لمعمل تخصيب اليورنيوم في إيران،على بعد 30 كيلومتر من مدينة نطنز، والذي يعد أحد أهم مواقع البنية التحتية في برنامج إيران النووي. لم تبد لجنة الطاقة النووية الإيرانية اهتماما بهذا الحادث، واكتفت بالإعلان عن quot;إغلاق المعمل لمدة قصيرةquot;.
قبل أيام نقلت وكالات الأنباء العالمية تصريحات موشي يعلون رئيس الوزراء ورئيس الأركان الإسرائيلي السابق بأن: quot;أمام الولايات المتحدة وحلفائها ثلاث سنوات لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني الذي مني بانتكاسة، نتيجة صعوبات فنية.. موضحا أن ايران تملك حاليا بالفعل القدرة علي صنع قنبلة نووية بنفسهاquot;.

فما هي تلك quot;الانتكاسةquot; حسب وصف يعلون؟

صحيفة quot;نيزافيسيمايا غازيتاquot; الروسية نشرت في ملحقها الأسبوعي للشؤون العسكرية مقالا تحت عنوان quot;الحرب الالكترونية لم تبدأ أمس، ولن تضع أوزارها غداquot;، جاء فيه: أن الخبير الألماني البارز في الأمن الحاسوبي رالف لانغر، أكد بأننا quot;نشهد في إيران أول حرب الكترونية حقيقية في التاريخquot;. في نفس الوقت الذي لا يبدي الإيرانيون استعدادا للبحث في مقتل البروفيسور مجيد شهرياري المتخصص بمكافحة فيروس Stuxnet.

معروف أن هذا الفيزيائي الإيراني البارز الذي اغتيل في 29 نوفمبر 2010 كان يعمل على حل مشكلة التصدي لهذا الفيروس ndash; حسب كاتب المقال - بغية حماية مجمع أجهزة الطرد المركزي الخاصة بتخصيب اليورانيوم في نطنز. أما البروفيسور فريدون عباسي دواني الذي جرح في عملية الاغتيال نفسها، فكان يعمل في مجال فيزياء الليزر بوصفه موظفا لدى وزارة الدفاع الإيرانية. أضف إلي ذلك أن البروفيسور المتخصص بالفيزياء النووية في جامعة طهران مسعود علي محمدي كان قد قتل نتيجة انفجار في يناير 2010.

للوهلة الأولى تبدو عملية الربط الآلي بين دور اسرائيل في اقتحام فيروس Stuxnet مجال إيران الالكتروني، واغتيال عالمي الفيزياء الإيرانيين، منطقية تماما، خاصة وأنه سبق لإسرائيل وأن قامت بعملية تدمير للمفاعل النووي السوري، عن طريق عملية تخريب الكترونية أولا، شن في أعقابها الطيران الإسرائيلي غارة جوية علي المفاعل نفسه.

لكن يبدو أن الوضع في حال إيران مختلف كل الاختلاف، فالرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما لم يعط الضوء الآخر بعد، ناهيك هن أنه لا يرغب في خوض الحرب ضد ايران، خدمة لمصالح إسرائيل وبعض الدول العربية. ورغم ادراك إدارته مدى خطورة امتلاك آيات الله السلاح النووي علي منطقة الشرق الأوسط ككل. الجديد في الأمر هو أن أمريكا ترفض تماما انتهاك الطيران الإسرائيلي للمجال الجوي الإيراني، لكنها لم تحرم أو تمنع - في نفس الوقت - اقتحام مجال إيران الالكتروني واطلاق فيروسات كمبيوترية.

عاموس يادلين رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية أعلن عن استعداد بلاده للحرب الالكترونية، وليس القيام بمهمة أغتيال للعلماء الإيرانيين، وهو ما تكفلت به وكنوع من توزيع الأدوار استخبارات دول أخري في المنطقة. وحسب وصف المقال: quot; من السخف بالنسبة للإسرائيليين المتقدمين جدا في مجال الالكترون، أن يقدموا على قتل علماء فيزياء في دولة ليست صديقة ( منطقة جنوب شرق إيران المتاخمة لأفغانستان وباكستان )، وليست في حالة مواجهة مع الدولة العبرية.quot;.

تسريبات موقع ويكيليكس كشفت: أن الأمن القومي لبعض الدول في الشرق الأوسط أصبح يعتمد علي التعاون الاستخباراتي واللوجستي والعسكري مع اسرائيل. وأن هذه الدول هي التي تقف وراء دعم الحركات الانفصالية للمسلمين السنة في بلوشستان وسيستان. فقد شددت جماعة quot;جند اللهquot; السنية هجماتها على قوات الجيش والشرطة( فيلق حراس الجمهورية الإسلامية ) وقتلت منهم المئات. وألقت أجهزة الاستخبارات الإيرانية القبض على زعيم quot;جند اللهquot; عبد الملك ريغي في فبراير 2010 ، الذي نُفذ فيه حكم الإعدام شنقا في يوليو الماضي.

لم يأت موقع ويكيليكس بجديد في أن من مصلحة بعض الدول العربية الحيلولة - وبأي ثمن كان - دون حصول طهران على السلاح النووي. وأن أجهزة استخبارات دولة عربية كبري مستمرة في اتصالاتها مع الإسرائيليين quot;كاستشاراتquot; في الأردن، بمشاركة مدير الموساد نفسه ومسؤول الاستخبارات في هذه الدولة، أما المسألة الرئيسية لهذه اللقاءات فهي دائما وأبدا المشكلة الإيرانية.

كاتب المقال في صحيفة quot;نيزافيسيمايا غازيتاquot; الروسية، أكد علي أن دولة عربية كبري اتخذت قرارا منذ فترة بعدم الاعتراض على تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق أراضيها في حال تلقت هذه الطائرات الأمر بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية. والأكثر من ذلك، أن الطيارين الإسرائيليين سيسمح لهم بالهبوط في مطارات بعض الدول العربية التي تخشي المواجهة المباشرة مع ايران !

[email protected]