صورة إقتحام ميدان التحرير بالبغال والحمير أصبحت علي كل لسان وفي كل صحيفة،يتداولها كل قلم، ويضحك عليها كل قارئ،كنا أمام شاشات التليفزيون متمركزين نشاهد أحداث ميدان التحرير في قلب القاهرة عندما وصلت الي ساحة الوطيس علي حين غرة جحافل القوات المحاربة من الحزب الوطني، التي واصلت تقدمها في منظر مهيب يحبس الأنفاس الي ساحة المعركة، كان قادتها يمتطون ظهور الخيل والبغال والحمير عبرت القوات كوبري قصر النيل وأصبحت علي مرمي حجر من قوات الأعداء المتمركزين في ساحة ميدان التحرير، كانت القوات الراكبة تلوح بالسيوف والسنج والشوم في الهواء منذرة بسحق الأعداء.

المعركة الأن علي وشك الإحتدام فقد أكتمل شمل قوات الحزب الواطني الراكبة والراجلة في الساحة، نساء الحزب الوطني المصاحبة للقوات تزعردن لبث الحماس في المقاتلين فالجميع قد قبضوا الثمن لحسم المعركة.

فركت عيني وانا لا أصق ما أري،خلت للحظة أن ما اراه فيلما سينمائيا من إخراج سئ، وفجاة وجدتني اعيش مع هذا الفيلم بخيالي المفرط، فرأيت الوجوه غير الوجوه والناس غير الناس.

كان الشرر يتطاير من أعين المقاتلين المنتسبين لكتيبة الحزب الوطني قبل التحامهم بكتيبة الأعداء من شباب الفيسبوك وتويتر في ساحة الحرب، كان حماس الشباب من كتيبة الأعداء راسخ وقوي فهم يتواصلون بطرق حديثة علاوة علي انهم من الشباب المثقف الذكي وهم لا يرغبون في أكثر من حياة كريمة حرة توزع فيها ثروات البلاد بشكل عادل وناصف،إذن هذه القوات المتمركزة من الشباب ليس لديهم قوات راكبة أو راجلة ولا يتوافر لهم دواب كالحمير والبغال والخيل الذي توافر لقوات الحزب الوطني، لكن كان الذي يتوافر معهم هو أجهزة الموبايلات وأجهزة كومبيوتر متفرقة، ولكن مخابرات كتيبة الحزب الوطني تيقنت لهذا الأمر فقام خبراء التقنيات في جيش الحزب الوطني بوقف عالم الاتصالات عن الاعداء في ميدان التحرير.

اذن كل مؤشرات النصر كانت تبدو انها ستحسم لكتيبة الحزب الوطني، عندئذ علت زغاريد الراقصات والفنانات اللواتي كانت تقفن في مؤخرة كتيبة الحزب الوطني لحس الرجال علي القتال.

بدأت المعركة واندفع الجمل الي ساحة المعركة ومن حوله الحمير والبغال وعربات الكارو لتقتحم الصفوف وتدخل الي قلب المعركة، أسقط في يد شباب الفيسبوك وتويتر وعلي الفور تنبهوا الي الأمر والتفوا في مجموعات حول الجمال والبغال والحمير وأمسك الشباب بذيول كل الدواب وفي لحظات قليلة كانت المعركة قد إنتهت بهزيمة كتيبة الحزب الوطني ولم اعد أرى أثر لدواب الحزب الوطني.

لم يرض قادة كتيبة الحزب الوطني علي هذا الإنهيار المفاجئ في قواتهم، فإجتمعوا وخططوا وقرروا الإنتقال الي مرحلة متطورة من القتال الحديث تعتمد علي الأسلحة الحديثة والفتاكة لمباغتة قوات الفيسبوك وتويتر، وفي منتصف الليل تماما كانت ساعة الصفر التي فضل الحزب الوطني ان يدخل فيها المعركة بالقوات الراجلة فقط وكانت المفاجأة وهي شن الهجوم بالقنابل الحارقة علي المتظاهرين ثم تطور الأمر الي اطلاق الرصاص بكل خسة ونذالة عليهم وتم قتل الكثيرين في يوم اسود حزين اهتز له العالم كله وكانت فضيحة مدوية بكل المقاييس كشفت عن مدي التردي والسوء الذي كان يغلف الحياة السياسية المصرية في حقبة الحزب الوطني صاحب شعارا معا نبني مستقبل مصر والذي يمكن استبداله الأن بـ معاً نبني مستقبل مصر بمساعدة البغال والحمير!