النظام السوري، لاسيما بعد ما يسمى بالحركة التصحيحية التي قامت بها الاسرة الاسدية عام 1970، لعب دوراً خبيثاً في اللعب بالورقة الطائفية ولايزال. النظام أوهم الجميع أن السلطة الحاكمة تمثل الطائفة العلوية كذباً ونفاقاً. إنطلت هذه اللعبة على قطاعات واسعة من الشعب السوري، بل شملت حتى الطبقات المتعلمة وغيرهم من المتنورين.

ليس من المنطق في شيء أن تقف طائفة كبيرة مثل الطائفة العلوية وبكل قطاعاتها وراء شرذمة من اللصوص والقتلة من رأس النظام واسرته وبقية البطانة والمنتفعين. الأنظمة لا تدوم والنهاية ستكون أكثركارثية لو صدقنا أكاذيب النظام وبالتالي معاداة كل افراد الطائفة، بل إننا ندفع قسراً بالكثيرين من أبناء الطائفة الى أحضان النظام وتحقيق ما يطمح اليه من زرع بذورالاحقاد الطائفية بين أبناء الوطن الواحد.

بالرغم من عدم وجود أرقام أو إحصاءات،إلا أن الكثيرين يشيرون الى أن أزلام وجلاوزة النظام المنتمين الى الطوائف الأخرى هم الأكثرعدداً. الدليل هو ذلك quot;الفسيفساءquot; الموجود في جميع فروع المخابرات وأقبيتها على امتداد الوطن..... ماشاء الله quot;من كل بستان زهرةquot;.

إتهام الطائفة كلها بالوقوف سنداً الى جانب النظام وأنها حامية له أدخلت القلق والخوف على المستقبل في نفوس أبنائها وكان السبب في دفع الكثيرين منهم الى السكوت والإنطواء والإنتظار والبعض الآخر الى الخنوع لإرادة السلطة، وهذا بالذات كان هدف السلطة وقد حققتها لها الأطياف الأخرى عن جهل وعدم دراية.

الخوف والتوجس هو أمرعادي لدى الطائفة العلوية وذلك إذا علمنا أن أبناءها تعرضوا الى أشد أنواع الظلم والهوان والتهميش ولمئات السنين منذ العهد العثماني وحتى ستينات القرن الماضي بما فيه عهد الوحدة مع مصر.

المصيبة الكبيرة هي أن أول إحتكاك من قبل الأطياف السورية الأخرى بالانسان العلوي وهو في منصب سلطوي رسمي وعلى إتساع الوطن كان بعد الإنقلاب البعثي عام 1963. هؤلاء كانوا أزلام السلطة من رؤساء فروع المخابرات والشرطة وبقية وظائف الدولة والحزب في جميع المناطق السورية الأخرى من حوران وحلب ودير الزور والجزيرة...الخ.

الإحتكاك الأشمل كان من خلال الضباط العلويين في الجيش لاسيما الوحدات الخاصة السيئة الصيت وغيرها. وكما أن لكل طيف سوري حثالاته لم نكن نعلم أن هؤلاء الذين إلتقينا بهم كانوا يمثلون ولايزالون الحثالة في المجتمع العلوي.

هؤلاء جميعاً تركوا إنطباعاً سيئاً في النفوس عن العلويين في الأماكن التي تواجدوا فيها، فكانوا كالجراد يأكلون الأخضر واليابس ويبلعون حتى الزبالة إذا كانت على سبيل الرشوة مستهترين بكل قواعد الاخلاق والأعراف. مؤسسة الجيش تحولت الى مصدرللسرقات والنهب بالإضافة الى كل انواع الاستهتار في شوارع المدن والاعتداء على حرمات الناس. بمرورالزمن دخل الوطن السوري النفق المظلم وفتحت الاجيال الجديدة عيونها على الفساد والنفاق والسرقة حيث بات التفسخ يتناول الاجيال وهو أخطرما يعانيه الانسان السوري الآن.

تلك الشرائح أي الحثالات كانت السبب في تلطيخ سمعة الطائفة وإستخدمتها السلطة بذكائها quot;المعهودquot; وحولتها الى حقد وعداء مستفحل بين الشرائح السورية والطائفة العلوية لا تزال تشتعل أوارها الى هذه الساعة.

إذا كان هناك من لايزال ينظرالى الطائفة ككل بعين العداء وأنها هي التي تحكم من خلف الستار، فما علينا إلا نؤمن ايماناً كاملاً بالنظريات العرقية العنصرية، وأن هناك خللاً ما في quot;جيناتquot; أبناء الطائفة تجبرهم الى نبذ المنطق والعقل والتاريخ!.

بعد خمسة ايام سوف نتطلع الى السوريين جميعاُ ومعهم الاخوة ابناء الطائفة العلوية وهم يذهبون الى ساحات الانتفاضة للتخلص من الذين زرعوا الفتنة والرذيلة في الوطن.

لا للعنف والانتقام.

علينا ان نثبت للدنيا كلها ان السوريين ينتمون الى العالم المدني الحضاري وأنه يحترم القيم الانسانية النبيلة.

طبيب كردي سوري