للمرة الثانية، quot;غرقٌ آخر في جدةquot;، وحكاية فساد يجب أن يقف فيها الفاعلون الحقيقون أمام القضاء ويصدر العقاب لغسل أرواح من فُجِعوا بموتاهم، ولكي تنام قريرة العين أمٌ أجهضت طفلاً لم تلامس يدها يداه، في مشهد يوقظ الحكاية التي يجب أن تنتهي بلا لجان.!

لوصف الواقع، كان من الأولى أن يتم إعلان جدة مدينة منكوبة، ليتم التعامل مع حدث quot;فيضان الأربعاءquot; بصورة حقيقية، ويتم فتح الملفات العالقة بين أدراج المسؤولية والمحسوبية التي أنتجت لنا واقعاً مخزياً من الفساد المستشري الذي عرّته الصورة في الفيس بوك وتويتر ويوتيوب.

واقعٌ يجب فيه محاسبة المسؤول بكل شفافية أمام المواطن ونحن هنا لانبحثُ عن تشهير بل نبحث عن إحقاق الحق، بعيداً عن اللجان وتبعاتها الزمنية التي تعمل على تذويب الحدث ليكون ماضياً، فالأرواح التي لفظت أنفاسها على ظاهر أرض عروس البحر الأحمر، تبحثُ عن إحياء قضية موتها أمام العلن بعيداً عن بحثها في الأدراج وصالات المساءلة المغلقه.

في التجربة الأولى التي عاشتها جدة، إستُدعي واحتجز وحقق مع أطراف عديده في القطاعين العام والخاص، وأُغلقت التحقيقات دون السماع بهويات الأشخاص الوظيفية للذين عوقبوا، فتحقق المثل القائل:quot; من أمن العقاب أساء الأدبquot;.

خادم الحرمين، أدعوا الله أن يعيدك لوطنك سالماً فمحبيكَ كُثُرْ، وقضية أبناءك ومواطنيك في جدة، تحتاج إلى وقفة ومتابعة ومساءلة بكل شفافية في دائرة العلن كما عودتنا، فلن نهوّل الوضع في جدة يكفي أن شهود القضية الصادقون كثر.