نتابع عن کثب الأنباء والتطورات الواردة بخصوص الحركات الشعبية في المملکة العربية السعودية، والتي ضمت بطبيعة الحال عددا من إخواننا الشيعة السعوديين؛ حيث عزم جمع من أولئك الإخوان على المطالبة بحقوقهم، واستحصالها عن طريق التظاهر، والاعتصام، والطرق الأخرى المتصلة بها.
هذه الأنباء تتواتر في وقت تشهد فيه المنطقة جملة تطورات وأحداث متباينة الاتجاهات والأهداف. وفي نفس الوقت هنالك أيضا أجندة سياسية تکاد بعض الدول أن تفعل المستحيل من أجل الإسراع في تمريرها وتفعيلها على أرض الواقع. ولا ريب في أن السعي للوصول إلى هذا التطور وإيجاد موطئ قدم فيه، لن يکون أبدا أمرا مستحيلا أو مستبعدا.
ومن هنا، فإننا ومن موقعنا الإسلامي، وکوننا نعتبر قضية الشيعة العرب جزءا حيويا وأساسيا من رسالتنا السياسية - الفکرية التي نؤديها، فإننا نناشد إخوتنا الشيعة في السعودية إلتزام الحيطة والحذر وعدم الانجرار خلف الدعاوى والمزاعم التي تقود إلى إثارة الفوضى والشقاق والتوتر والاختلاف والتنافر، وربما سفك الدماء، طالما بإمكانهم المطالبة بحقوقهم المدنية بالحوار وبطرق سلمية ومشروعة تتوافق مع قانون المملكة العربية السعودية، دون القيام بأي حركة استفزازية قد تتعارض مع قوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، أو مع قول الإمام علي (ع): quot;أخوك دينك، فاحتط لدينك ما شئتquot;.
وإننا نعتبر الالتزام بالنظام وعدم خرقه جزء من الواجب الشرعي الذي يقع على عاتق کل سعودي، شيعيا كان أم سنيا، حتى لا نسهِّل للقوى والأطراف التي تنتظر بفارغ الصبر أي تطور سلبي على صعيد الأوضاع السياسية والأمنية والاجتماعية، لتدفع الأمور باتجاه التوتر والفوضى.
ومن هنا، فإننا ندعو إخواننا للانتباه جيدا من هذه الناحية، وجعل أمر الاستقرار الداخلي والأمن الوطني والسياسي والاجتماعي فوق أي اعتبار.
كما نحث إخواننا الشيعة السعوديين إلى سلوك الطرق والسبل الحوارية والوسائل القانونية المتبعة من أجل استحصال أية حقوق أو مطالب لهم إن وجدت، ولا سيما وأنهم عهدوا من خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز سعة صدر واهتمام أبوي في مختلف شؤون وشجون ومطالب كافة شرائح وأطياف الشعب السعودي.
إننا، ومن باب حرصنا الکامل على أمن واستقرار المملکة العربية السعودية، ومن باب التزامنا المرجعي بهموم ومشاکل وقضية الشيعة العرب في الوطن العربي والعالم کافة، نناشد إخواننا في السعودية بأن يتحلوا بالوعي الکامل فيما يتعلق بطرق المطالبة بحقوقهم وأن يسلكوا طريق الحوار، فلا يقعوا في منزلقات ومهاوي هم في غنى عنها. وإن ثقتنا لکبيرة جدا بإخواننا الشيعة السعوديين، الذين لا نشك في أنهم سيتصرفون وفق ما يملي عليه ضميرهم الحي، وشعورهم الوطني، وولائهم لهذا البلد، والتزامهم بدينهم.
*الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي. [email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات