على أبواب السقوط، وفي الحين الذي يتجهز فيه الشعب السوري لمرحلة فاصلة في تاريخه و يمهد الطريق لإنهاء نظام البعث الوراثي الإستنساخي الدموي تعيش الأحزاب الطائفية الإيرانية الحاكمة في العراق أجواء هزيمتها وخيبتها الكبرى القادمة، وحيث يتنادى الطائفيون و المتورطون في مشاريع نظامي دمشق وطهران لإستقبال موسم فضائحهم الكبرى بعد السقوط القريب للنظام الدموي السوري وحيث ستفتح بعد ذلك ملفات وأسرار و مغاليق أجهزة المخابرات السورية التي كانت الرائدة والقائدة في إستقبال ودعم وتنشيط وتحريك تلكم الأحزاب من خلال التحالف الستراتيجي الإيراني/ السوري والعمل المشترك طيلة ثلاثة عقود في إدارة ملفات الإرهاب والصراع الإقليمي وفي مواقف و منعطفات حاسمة وحساسة، وطائفية العراق لايخفون قلقهم القاتل والمفجع على نظام الموت الجهنمي السوري لأن تبعات ذلك السقوط المدوي ستنعكس عليهم بشكل فضائحي سيكون بمثابة قنابل إعلامية وسياسية فضائحية لا مثيل لها ولا سابق، فأحد أتباع النظام الإيراني المعروفين في العراق وقائد أحدى الميليشيات الطائفية في بغداد مثلا لم يتحرج أبدا عن التعبير عن قلقه الكبير والصريح مؤكدا بأن حزب البعث السوري يختلف عن مثيله العراقي!!

ولا أدري كيف إستنبط ذلك الشيخ هذه الفتوى المثيرة للسخرية والغثيان خصوصا وأن حزب البعث العربي الإشتراكي منشأه وقيادته و تأسيسه شامي بحت، فعفلق والبيطار وجلال السيد وزكي الأرسوزي وأمين الحافظ ومنصور الأطرش وغيرهم من قيادات التأسيس البعثية هم سوريون وهم الذين نقلوا الحزب للعراق والعالم العربي وشكلوا القيادة القومية والأهداف والشعارات و السياسات والمناهج واحدة، فلماذا يكفر الصغير حزب البعث العراقي ويسبغ الفضائل والمديح على البعث السوري ؟..

الأهداف معروفة وواضحة ومشخصة ومفضوحة أيضا وهي تعبير فظ عن حالة النفاق الكبير المتحكمة في المشهد السلطوي العراقي الطائفي بإمتياز... ثم أن الشيخ كان من وكلاء المخابرات السورية في الشام أيام إقامته في ( الحجيرة ) بالقرب من السيدة زينب في ريف دمشق! وقد وقفت المخابرات السورية لجانبه حينما تعرض للطعن ومحاولة الإغتيال على يد حزب الدعوة عام 1996! وفضائل المخابرات السورية عليه أكثر من أن تحصى وينسحب هذا القول والتصنيف على بقية الجموع الطائفية العراقية التي كانت أداة طيعة بيد المخابرات السورية لجهة تنفيذ العمليات الإرهابية في العراق ودول الخليج العربي خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي وخصوصا تلك العمليات السرية المنطلقة ودورهم الكبير في تنفيذ العمليات الإرهابية في لبنان خصوصا وجميعهم كانوا يحملون جوازات سفر سورية صادرة عن رئاسة المخابرات السورية العامة دون أن ننسى الحجم الكبير والطيف الواسع من المعارضين العراقيين السابقين الذين كانوا جنودا مجندين في خدمة بلاط المخابرات السورية وخصوصا المعارضة الشيعية العراقية التي يشرف على ملفاتها وتفاصيلها اللواء محمد ناصيف خير بيك ( أبو وائل ) أو الخبير الإستخباري السوري الأول في شؤون الحركات الشيعية وإيران على وجه التحديد والمستشار للرئيس السوري السابق حافظ الأسدونائب رئيس الوزراء السوري لشؤون المخابرات!

والضليع الأول في شؤون البيت الشيعي العراقي أي تلكم الأحزاب الإيرانية الفحوى و الولاء و التي هيمنت على حكم العراق بعد إنهيار نظام البعث العراقي، و المخابرات السورية تبعا لذلك تعتبر جميع حكام العراق الحاليين مجرد وكلاء سابقين في مكاتبها وهم أضأل و اقل قدرا من أن ينظر لهم في دمشق بإحترام لذلك كانت قبل سنوات قليلة الثورة المالكية ضد النظام السوري و التي أتهمه فيها بالضلوع في الأعمال الإرهابية في العراق.

وهي ليست مجرد تهمة أطلقها المالكي في فورة غضب و زعل على حلفائه و ( معازيبه ) في دمشق بل أنها الحقيقة التي أعلنها ثم تراجع عنها لاحقا ولحس كل إتهاماته بعد أن رأى حلفائه الطائفيين وخصوصا جماعة المجلس الأعلى يتمسحون ببركات بلاط بشار الأسد.

ثم أن المخابرات السورية وتحديدا الرفيق اللواء أبو وائل تمتلك ملفات سرية رهيبة لخفايا أسرار حزب الدعوة وشركاه من شأن نشرها و فضحها أن يقلب الأوضاع رأسا على عقب؟ وهي الرسالة التي فهمها المالكي جيدا فتراجع عن جميع إتهاماته الواقعية، ودفاع الأحزاب العراقية الإيرانية الطائفية الحاكمة اليوم عن مجازر بشار الأسد و نظامه و قمعه الدموي المجرم للشعب السوري بذريعة حرب السلفيين و القاعديين هي وصمة عار مشينة في تاريخ السلطة العراقية وخصوصا عمائم النفاق و الدجل التي تدافع عن القتلة البعثيين.

عار هذا الذي يجري و سيسحق أحرار الشعب السوري بكل تأكيد كل مجرمي النظام و سيبصق على من تحالف معهم من المنافقين في العراق و لبنان و كل مكان، و الشعب السوري الحر بشجاعته الأسطورية يعلم جيدا معادن الرجال و يعلم أن ذلك النفر البائس لا يعبرون أبدا عن الشعب العراقي الحر المتطلع للحرية و المتضامن مع أشقائه في الشام من أجل القصاص من القتلة و المجرمين، أقدام الأحرار ستركل كل المنافقين، وننتظر بشوق لحظة إنهيار و تلاشي نظام البعث السوري و نشر وثائق المخابرات السورية لتبيض وجوه و تسود وجوه و لتطير حتى ورقة التوت عن عورات المنافقين و الدجالين في العراق... إنها لحظات تاريخية حاسمة في طريق فضح كل العملاء و الدجالين، و سينتصر شعب سوريا الحر على القتلة بكل تأكيد..

[email protected]