لايمكن أبدا تصور الفظائع الدموية القائمة في سوريا حاليا والتي تدخل بكل تأكيد ضمن إطار المجازر الإرهابية ضد الجنس البشري، ولا يمكن بالتالي فهم و تبرير تلك الحملات الدموية المرعبة التي تقوم بها قطعات الجيش السوري ضد أبناء الشعب السوري المنتفض في مدن سوريا المختلفة من درعا وحتى حمص و تل كلخ وأطراف دمشق وحملات التطويق و المحاصرة ومن ثم الإبادة بذريعة الدفاع عن النظام السياسي، فالنظام الذي يتفنن في وضع الخطط والستراتيجيات الحربية في قتل شعبه قد فقد الشرعية والصلاحية ولم يعد ممكنا الإعتراف به كممثل للشعب السوري الشجاع الذي يتحدى رجاله و حرائره كل يوم الرصاص السلطوي الهمجي المصبوب و يخرج رافعا قبضات يديه رافضا الظلم و الإستهتار و الإستئثار بمصير البلد و أهله من أجل الدفاع عن حفنة من اللصوص والمجرمين والقتلة وسارقي المال العام و أبناء العائلة الذهبية الذين يريدون إستعباد الناس وحرف إرادة الجماهير والقفز على أحلامهم و تطلعاتهم في بناء سوريا الحرة الجديدة التي تخرج من إطار الحكم الشمولي العسكري بحمولاته الطائفية والعائلية التي أصبحت من نفايات التاريخ!
كيف يمكن مجرد تصور أن يشهر جيش الشعب سلاحه المهان على الشعب بدلا من أن يحميه؟ وكيف يرضى قادة ذلك الجيش الذي إقترف الهزائم تلو الهزائم أمام العدو الصهيوني أن يتحول لمخلب قط بيد قيادة فاشية مجرمة لا ترعى حرمة ولاتقيم وزنا وإعتبارا؟ لأحد وتتصور بأن سوريا العظيمة بشعبها الشجاع والصابر و الأصيل مجرد ضيعة لهم ولغلمانهم ومماليكهم ؟ كيف يمكن لقادة الجيش الذي هرب بشكل ذليل لايلوي على شيء وهو يسحب آلياته المتهالكة من لبنان بعد مقتل الشهيد رفيق الحريري عام 2005 أن يمارس فحولته المزورة على نساءو شباب وأطفال سوريا الذين حرجوا ليغيروا التاريخ ويعيدوا صناعة المشهد الإقليمي ستراتيجيا بقبضاتهم العارية وبإيمانهم اللامحدود بقدرتهم على صنع النصر الشعبي الكبير ؟ ألا يخجل جنرالات سوريا وهم يلوغون بدماء شعبهم في درعا المجاهدة وحمص البطلة وبانياس الصامدة وحلب العظيمة وكل قطعة أرض سورية طاهرة إنتفضت ضد الظلم والإستهتار وحكم اللصوص والمخابرات وعملاء النظام الإيراني الشعوبي المتغطرس بينما أرض سورية عزيزة ومقدسة تقع تحت براثن الإحتلال الصهيوني الذي يراقب قادته ( شجاعة جيش النظام السوري الفائقة و المدهشة ) في ذبح شعبه ويضحك جنرالاته ملأ أشداقهم على الخدمات التاريخية العظمى التي يقدمها قادة الجيش السوري للإسرائيليين كثمن للدفاع عن طاغية دموي متوحش ومدلل لا تعرف الرحمة لقلبه سبيلا ولا الإنسانية لمشاعره مدخلا ؟ هل بإنتصار الجيش على شعبه ودحره لإنتفاضته سيتحقق التوازن الستراتيجي مع الإسرائيليين ؟ وهل بقتل الشباب السوري الحر وإعتقال رجاله ومفكريه وناشطيه سيتعزز الصمود والتصدي المزعوم ؟ بل هل سيجرؤ رئيس النظام السوري الذي يذبح شعبه على الوقوف شامخ الرأس أمام القيادات الدولية التي تضحي وتتفانى في خدمة شعوبها بينما يكرر هو وطاقمه من عتاة المجرمين والمسعورين السيناريو الغث والإرهابي الذي خطه مؤسس النظام في ثمانينيات القرن الماضي حينما إستباح المدن وأثخن في القتل متذرعا بحماية المعسكر الشيوعي المنقرض وبتوازنات الحرب الكونية الباردة التي أضحت في ذمة التاريخ ؟.. نقولها صريحة وواضحة للمجرمين في النظام السوري بأن التاريخ النضالي الحي للشعوب الحرة يقول بأنه مع كل قطرة دم مضافة يستبيحها النظام تحفر أخاديد عميقة من الثأر التاريخي الذي سيؤدي في النهاية لإنتصار الشعب السوري ولرؤية جلاديه في قفص الإتهام لينالون جزائهم العادل،وهو يوم لم يعد بعيدا بل أن المسافات الزمنية والمكانية باتت تطوى للوصول إليه قريبا، لقد أعلنها الشعب السوري بدماء رجاله ونسائه الأحرار بإنه لاعودة للماضي، وبأن أصنام الهزيمة والطغيان قد أسقطت نهائيا، وبأن كل فذلكات والاعيب وحيل ومبررات النظام التخويفية لم تعد تقنع أحدا، فقاطرة الحرية السورية ستجر الطغاة نحو حتفهم الذي رسموه بأياديهم الملطخة بدماء الشعب السوري، أما قادة الجيش السوري فإن فرصتهم مازالت متاحة للإنحياز لصالح شعبهم قبل أن يلعنهم التاريخ كما لعن الطغاة والمتجبرين الذين من قبلهم.. رايات الحرية السورية لن تنتكس أبدا وعقاب الشعب السوري لجلاديه من مماليك العصر الحديث قد أزف أوانه، وسبفرح المؤمنين بنصره بكل تأكيد، ولن يحيق المكر السيء إلأ بأهله.. أما شعب سوريا العظيمة فقد مرغ سمعة وأسطورة الطغاة بالوحل للأبد وسيصنع تاريخ الحرية المقدسة لشعوب الشرق القديم... ومقابر الشعب الجماعية ستكون عارا وخزيا بحق مقترفيها أيا كانوا وعلى قادة الجيش إن أرادوا التنصل من المسؤولية التاريخية وعقاب الشعب القريب و العادل أن يطهروا صفوفهم ويحددوا هوية القتلة و المجرمين الذين قتلوا الشباب السوري بدم بارد ثم حفروا قبورهم الجماعية.. الخزي و العار للقتلة ولاعاصم اليوم من أمر الله...
التعليقات