quot;إيلافquot; هي ابنة القرن الواحد والعشرين بحق، وحين نقول quot;بحقquot; فإننا لا نشير لمجرد ظهورها أو ولادتها في بداية القرن، فالبداية الزمنية لاشك لها قيمتها ومدلولها، لكنها ليست شرطاً وحيداً أو كافياً لكي ينتمي المولود إلى الحقبة التي ظهر مادياً فيها، ينطبق هذا على كل من الكيانات الشخصية والمعنوية.. فرب شاب تجد عقله وروحه رازحة في كهولة نتعجب لها أيما تعجب، وفي المقابل نجد شيوخاً يحملون قلوباً وعقولاً شابة ومستقبلية.. الأمثلة هنا أكبر من تحصى في شرقنا، حيث نجد الشباب الذي يضحي بروحه من أجل العودة ببلاده ومجتمعه إلى عصور خلت وطواها النسيان، ما نجد عسكه تماماً عند شيوخ من المفكرين امتد نظرهم إلى ما خلف الأفق، ليستطلعوا المستقبل الذي يتمنونه لأهاليهم، وإذا وضعننا أمام أعيننا حقيقة التكلس والتخلف عن العصر الذي تتميز به أفكار وممارسات شعوب منطقة الشرق الأوسط، فإن ميلاد quot;إيلافquot; كابن حقيقي للعصر وللألفية الثالثة يصبح هو الإنجاز الذي يثير التعجب مقترناً بالإعجاب. . quot;إيلافquot; بانفتاحها الفكري المنعتق من أغلال الثوابت والعداوات العربية أو الشرق أوسطية. . quot;إيلافquot; كنافذة تتسلل منها إلى شرقنا نسائم الفكر العالمي الجديد، وتتيح لمفكري المنطقة الذين قيض لهم تجاوز حالة الركود والتيبس المفصلي والفكري، أن يجدوا متنفساً لأفكارهم، علها تجد لها مكاناً وسط جلبة وضوضاء الغثاء الذي يملأ الساحة.. معاصرة quot;إيلافquot; إذن للألفية الثالثة لم تكن فقط من حيث التوقيت، وإنما بالدرجة الأولى من حيث المحتوى، الذي حدد معالمه منهج الانفتاح الحقيقي على حقائق الألفية.
حين نأتي إلى الوسيلة أو التكنيك المستخدم في quot;إيلافquot; وهو الإعلام الإلكتروني نجد نفس الشيء. . نعم وظفت quot;إيلافquot; الإمكانيات الهائلة للإعلام الرقمي خير توظيف، واستطاعت حل المعادلة الصعبة في المزج بين المطلوب والمقبول، المطلوب لصالح قضية التنوير الشرق أوسطية، والمقبول الذي يستسيغه القارئ شاباً أو شيخاً، فيقبل عليه بنهم، وذلك عبر التنوع وذكاء العرض.. لكن الأهم الذي يستطيع متخصص في نظم الجودة الشاملة أن يرصده، هو منهج الكيف وليس الكم المتبع فيما ينشر وطريقة عرضه، المتابعة الجيدة للأحداث، ودقة العرض وشموله وإبهاره، وليس كما نرى في مواقع ومنابر كثيرة، حيث يبدو الأمر وكأنه محاولة لملء فراغ ورقي أو إلكتروني بالحروف والكلمات.
المستقبل مفتوح بلاشك للتطوير، مادام منهج الجودة الشاملة هو السياسة المتبعة في إدارة quot;إيلافquot;، فهذا كفيل بتدارك أي ملاحظات، وكذا التطوير المستمر المواكب لسرعة التغيير المذهلة لعالمنا المعاصر، خاصة وأن مستقبل المنطقة بعد ما يحدث بها الآن من ثورات يجعل طريق التنوير والحداثة مفتوحاً، بما يضع تحدياً على quot;إيلافquot; أن تحتفظ لنفسها بالصدارة فوق الريادة.
كل سنة وكل عقد وإيلاف وإدارتها وقراؤها وكتابها بخير وسلام وحرية.
- آخر تحديث :
التعليقات