الرابع من حزيران لعام 2011 ،
تذكّروا هذا اليوم الذي سيضاف لتاريخ الثورات العربية، إذ شهد خروج طاغية اليمن الذي ظلّ متشبثا بالسلطة ملتفا على كل مبادرات مجلس التعاون الخليجي ونداءات العديد من قادة الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية، لإنهاء القتل والتدمير في اليمن الذي يرتكبه ومرتزقته، ومتجاهلا في الأساس مطالبة الشعب اليمني برحيله. وأخيرا في هذا اليوم المشهود جاء رحيله بدون عودة لليمن السعيد فقط بهذا الرحيل، وذلك بسبب قذيفة على قصره، سبّبت له جروحا أيا كان مستواها وخطورتها فقد كانت تلك القذيفة هي المخرج لهذا الطاغية كي يخرج بحجة العلاج، معتقدا أنّ هذا الخروج سينظر له العالم واليمنيون على أنّه ليس هروبا على طريقة التونسي زين الهاربين بن علي. كان علي صالح طوال الشهور الماضية يلعب على عامل الوقت، وهو يعرف أنّ الشعب اليمني لن يتراجع عن مطلب رحيله، ولكن المكابرة الكاذبة طمعا في سنوات جديدة للنهب والسيطرة والاستبداد، أعمته عن الاستجابة للمطالب الشعبية، إلا أن جاءت هذه القذيفة، لتقول له: أخرج هذه فرصتك شبه المشرفة، فأنت خارج للعلاج ثم الراحة والاستجمام، ثم...ثم...ثم...وبالتالي يطول بقاؤك في الرياض التي هي غير بعيدة عن جدّة حيث زين الهاربين التونسي، إن أردت زيارته والتفكير معا في كيفية ضمان الملايين الملايين التي سرقتموها من ثروة الشعبين التونسي واليمني.

مسلسل أكاذيب الطغاة واحد
طوال ما يزيد على ثلاثة شهور، أثبت الطغاة العرب أنهم خريجو مدرسة استبداد واحدة، فمنذ بداية انتفاضات شعوبهم بدأوا تخويف الدول الأوربية وأمريكا وإسرائيل أيضا، بان زوالهم خطر عليها. فالقذافي بدأ بالتهديد أنّ سقوطه يعني سيطرة القاعدة على ليبيا وتدفق الهجرة البشرية على إيطاليا تحديدا. وعلي عبد اله صالح أيضا بدأ باتهام القاعدة بأنها وراء ثورة الشعب اليمني، وعندما عمّت الانتفاضة كافة محافظات اليمن شماله وجنوبه، بدأ المحايدون يتساءلون: هل كل اليمن قاعدة؟. ثم بدأ اللعب على الانقسانات العشائرية. ونفس السيناريو استعمله بشار الوحش، فمنذ انطلاقة ثورة الشعب السوري في مدينة درعا، اتهم مخربون فلسطينيون متحالفون مع متطرفين سلفيين بانهم وراء هذه الثورة للسيطرة على سوريا وتسليمها للإرهابيين
.
ثم كانت رسالة رامي مخلوف لإسرائيل،
يوم الحادي عشر من مايو 2011 في مقابلة له مع صحيفة نيوزويك الأمريكية معلنا صراحة ( أنّ استقرار سوريا من استقرار إسرائيل ). وهذا التصريح أسقط القناع عن نظام المقاومة والممانعة عبر الثرثرة والخطابة الفارغة. وقد سبق تصريح رامي مخلوف طلب بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي من موسكو وقف تصدير السلاح للنظام السوري، مخافة سقوطه ووقع السلاح في يد متطرفين إسلاميين أي أنّ أي سلاح في يد نظام الأسد لا يهدد أمن إسرائيل.

وأخيرا جاءت قذيفة الخلاص
استنفذ علي عبدالله صالح كل مناوراته وأكاذيبه، خاصة بعد شمول الثورة كافة المحافظات اليمنية، وانشقاق العديد من فرق الجيش اليمني وضباطه، وخروج العديد من القبائل عن طاعته، خاصة قبيلة الأحمر صاحبة النفوذ في اليمن. فكيف يهرب أو يخرج أو يرحل مع الحفاظ على أقل نسبة من ماء الوجه إن كان موجودا أصلا؟. جاءت تلك القذيفة المباركة على قصره الرئاسي لتحدث جروحا بسيطة في وجهه وصدره، لا تحتاج لعلاج في الخارج، لكنّها كانت قذيفة النجاة، فاستشعرت القيادة السعودية رغبته في الرحيل شبّه المشرّف، فعرضت عليه القدوم للعلاج، وأرسلت على الفور ثلاثة طائرات إخلاء طبي جلبته مع بعض أفراد عائلته ، ووصلوا الرياض فعلا، ليعلن المستشفى السعودي أنّه تعافى بعد عملية جراحية، ويحتاج لراحة ومتابعة طبية.

خروجه تنفيذ للمبادرة الخليجية
وقبل خروجه كما تنصّ المبادرة الخليجية قام بتسليم سلطاته الرئاسية لنائبه عبد ربه منصور هادي إضافة لقيادة القوات المسلحة، وكون مدة راحته ومتابعته الطبية حتما ستزيد عن شهر، فهذا يعني تنحيه حسب المبادرة الخليجية. وهذا مؤكد بدليل أنّ الدول العظمى بدأت اتصالاتها بنائبه الذي تسلّم مسؤولية الرئاسة، وكانت البداية اتصال مستشار الرئيس الأمريكي جون برينان، وأعقب ذلك تعليق مسؤول أمريكي كبير بقوله ( إن واشنطن تعتقد أنّ اليمنيين ينظرون إلى نائب الرئيس بإيجابية ). وعلى الفور عمّت الفرحة شوارع اليمن بهذا الخروج والرحيل شبّه المشرّف لطاغية حكم اليمن بالقوة والسلاح طوال 33 عاما. فشكرا لتلك القذيفة التي عجّلت رحيل الطاغية.

ونحتاج أيضا لقذيفتين،
الأولى كي تعجل بخروج ورحيل طاغية سوريا بشار الأسد الذي افترس حتى الآن ما يزيد على ألفي قتيل سوري وألاف الجرحى وسط تبشيع بجتههم لم يسلم منه حتى الأطفال. وأعتقد أنّه ما زاتل في المستشفيات السعودية أجنحة رئاسية خالية مستعدة لاستقباله. والقذيفة الثانية كي تعجل برحيل عميد الطغاة العرب معمر القذائف الذي يكفيه 42 عاما من القتل والتسلط والفساد الذي أهدر مئات المليارات من ثروة الشعب الليبي. وأعتقد أنّ قذاف القذائف لن يخرج للرحيل والعلاج إلا في إيطاليا. ومن لا يصدّق نبوءتي هذه فليشاهد هذه الحلقة من البرنامج اللبناني ( بس مات وطن ). طبعا بالنسبة لجماهيرية القذافي فهي ليست ( بسمات ) بل (بس..مات... وطن ).
http://www.youtube.com/watch?v=7QEW5cyYWBUamp;NR=1
[email protected]