ضعف إلتزام المرأة بمواقف ثابتة.. ليست تهمة ضدها، بل واقع حقيقي يسود حياتها، وهذه القضية ليست مرتبطة بالجانب الإخلاقي، وانما هي تتعلق بالجانب السيكولوجي، وتحديدا بالمعيار الذي تنظر به المرأة للأفكار والمفاهيم والأحداث والأشخاص... ونعني به معيار الحب والكراهية، فهي اما ان تحب أو تكره وغالبا لايوجد لديها حالة وسط، تفكيرها ومشاعرها وإرادتها تتحرك ضمن مدار الرغبة والنفور، ومن الخطأ اللجوء الى التوصيف الجاهز التقليدي الذي يتهمها بالتقلبات المزاجية، لأنه وصف سلبي مرضي، بينما عدم ثبات المرأة على المواقف.. سلوك طبيعي أصيل وليس عيبا نفسيا أو إخلاقيا ً.
وعندما نقول انه سلوك طبيعي أصيل لايعني هذا نقصا في تكوينها، بل على العكس المرأة أكثر من الرجل حرصا على الأعراف والتقاليد والقيم والظهور بالمظهر الطيب المحترم امام المجتمع، لكن المسألة يمكن تصنيفها ضمن إطار الفروق الفردية بين الرجل والمرأة، وان المرأة أكثر مرونة من الرجل فمثلا: المرأة تكره الحروب ومشاهد القتل وهذه فضيلة تحسب لها، بينما الرجل هو مبتكر وصانع الحروب وسفك الدماء، و هذه المرونة في شخصية المرأة وعدم ثباتها على المواقف تنسجم مع قانون النسبية بمعناه المطلق، فلا توجد حقيقة مطلقة تستحق الإصرار المستميت عليها، وأبسط مثال : إنهيار الأيديولوجيات الكبرى التي دفع الكثير حياتهم من اجلها نتيجة نظرتهم الدغوماتية المتحجرة لها وإعتبارها الحقيقة المطلقة وتحول الثبات على المواقف الى عناد مميت، ومرونة المرأة تمكنها من ادارة شؤون الأسرة بصورة سلسلة ودبلوماسية تجنبها الكثير من التشنج والأزمات، تصوروا لو ان المرأة امام كل حدث ومشكلة تصر على مواقفها ويستمرغضبها ماذا سيحدث للعائلة من خراب؟
ولكن يُطرح سؤال هنا: أين دور العقل في ضبط إيقاع المرأة وتأثيره على إرادتها وسلوكها وتثبيتها على مواقفها؟
والجواب هو: أين دور العقل في لجم وضبط تفكير وإرادة وسلوك الرجل ومنعه عن بناء المعتقلات وأقبية التعذيب لسجناء الرأي، وإرتكاب جرائم الإعدامات والقتل للخصوم، والقيام بالغزوات وخطف وإغتصاب النساء، وإشعال الحروب وغيرها من الجرائم التي كتبها الرجل على صفحات التاريخ، وكم هم أعداد الرجال الذين ثبتوا على مواقفهم بوعي سليم - وليس من باب العناد - لاأعتقد ان عالم الرجل ملائكي نقي فهو في معظمه صنعته الدعاية الذكورية الزائفة.
- آخر تحديث :
التعليقات