يتحفنا أعضاء الكونغرس الأميركي المرتبطين بغالبيتهم بالمال الصهيوني كل صبح عندهم ومساء عندنا بإقرار قانون ضدّ بلد أو رئيس عربيّين أو إسلاميّين عقابا لهما. فلا يلبث أن يجتمع أفذاذ الاتحاد الأوروبيّ لاتخاذ قرار مماثل وهم يفعلون ذلك عقابا. فهؤلاء وأولئك في يدهم العقاب والثواب شراكة بالله إن لم يكن quot;نهباquot; منه جلّ جلاله، وبقيّة بشر الدنيا يعاقَبون ويثابون بناء على رضاء أولئك الأفذاذ أو عدمه، والمحكمة الجنائيّة منعقدة وإذا أحوج الأمر فتشكّل محاكم خصّيصا، وما على المعاقبين إلا الإذعان والرضوخ والتسبيح بالحمد كذلك إذا اكتفى المعاقبون بإجراء حقوقيّ ضدهم وليس جزائيّا!

إنّ سياسة quot;العقاب والثوابquot; التي يتعامل بها سياسيّو الغرب مع العرب مستفزّة وفي اتجاهين، الأول هذا التخويل الذي نهبوه لأنفسهم من الله وشاركوه فيه بمعاقبة وإثابة الناس والثاني والأكثر استفزازا هو أنه ما كان لهم أن يفعلوا ذلك لولا quot;قادةquot; أمّة قبلوهم أسيادا وقبّلوا أيادي نساءهم في كل حفل استقبال مدفوع التكاليف.

عندما قرر العرب بقيادة الملك فيصل بن عبد العزيز في حرب رمضان 1973 وقف بيع النفط لدول الغرب، ولأول مرّة وآخر مرّة على ما يبدو في تاريخهم، سمّي الأمر حظرا وليس عقابا، فالعرب غير مؤهلين أن يعاقِبوا أو يُثيبوا فالأهليّة لهذا هي لله جلّ جلاله وشركائه في الغرب (واستغفره استغفارا جليلا).

(2) لماذا القذافي وليس الأسد؟
تحت هذا العنوان السؤال يكتب الصحافي الإسرائيلي رئوفين ميران مجيبا: الإجابة هي النفط والسياسة، فأوروبا الغارقة في المشاكل الاقتصاديّة والتي تعاني من ضعف سياسيّ تستغل الحرب الأهليّة في ليبيا لمصالحها في الاستيلاء على النفط الليبي بواسطة اتفاقيّات مفروضة، تماما كما فعلت أوروبا الليبراليّة في القرن ال-19 والكولونياليّة الجديدة في القرن ال-20.

كل الكلام عن الأخلاقيات يثير القرف المرّ. معمر القذافي هو كبش الفداء المنتقى لإشفاء إحباطات الغرب الاقتصاديّة والسياسية ولخدمة مصالحه وكما العادة لأجل قريب... بناء عليه إلى المفارق التالية:

(3) كانت قد أعلنت الحكومة البريطانيّة عشيّة التدخل في ليبيا بيع إحدى حاملات طائرتها، وهذا ما جاء في شبكة مخابراتها الإعلاميّة على العرب ال-BBC، اللهم إلا إذا تراجعت بعد أن تكفّلت قطر والإمارات والمجلس الانتقالي الليبي بتدوير عجلات المصانع الحربيّة لحلف الناتو، وهذا ما جاء في الإعلان :

quot;لندن: قررت وزارة الدفاع البريطانية عرض حاملة الطائرات الشهيرة quot;آرك رويالquot; للبيع بالمزاد في موقعها على الانترنت.
وكانت quot;آرك رويالquot;، سفينة القيادة السابقة في البحرية الملكية البريطانية، قد أخرجت من الخدمة قبل أسبوعين بعد خدمة دامت 25 عاما وذلك نتيجة برنامج خفض النفقات الذي اعتمدته الحكومة الائتلافية الحالية.

وهناك عدة مقترحات لما يمكن أن تؤول إليه quot;آرك رويالquot;، كأن تحول إلى مطار تجاري للطائرات العمودية، أو إلى مقر إقامة لرجال الأمن أثناء أولمبياد لندن في العام المقبل، أو إلى مدرسة أو ناد ليلي. (هذا ملائم لأبناء الأمراء) ولكن مصيرها قد يكون أيضا كمصير شقيقتها quot;انفنسيبلquot; التي بيعت كخردة.

ولعبت quot;آرك رويالquot; دورا مهما في حرب احتلال العراق، حيث قادت القوات البحرية البريطانية في تلك الحملة. وتعتبر خامس سفينة تحمل هذا الاسم، إذ كانت quot;آرك رويالquot; الأولى قد شاركت في المعارك البحرية ضد الأرمادا الأسبانية عام 1588.

ودعت وزارة الدفاع الجهات التي لديها اهتمام بشراء الحاملة إلى معينتها في ميناء بورتسموث العسكري جنوبي انجلترا ولكن يتعين على هذه الجهات تقديم مذكرة تفصح فيها عن نواياها إزاء الحاملة قبل السماح لها بمعاينتها.

كما عرضت الوزارة للبيع بالمزاد ثلاث مدمرات هي quot;اكسترquot; وquot;ساوثامبتونquot; وquot;نوتينغهامquot;.
وكانت الحاملة quot;انفنسيبلquot;، التي شاركت في حرب جزر فوكلاند في أوائل الثمانينيات، قد قطرت في الأسبوع الماضي إلى تركيا حيث ستفكك وتباع كحديد خردةquot;.
فالحاملة على ما يبدو صاحبة تاريخ عريق يليق بالمقام الأميريّ ويمكن استعمالها كذلك بما يليق بالأمراء!
(4) فرصة كذلك لشراء طائرات الهاريير عاموديّة الإقلاع ونمرود للاستطلاع!
وفرصة تاريخيّة فبدل أن يدفعوا تكاليف التدخل في ليبيا يستطيعون تقوية قدراتهم للدفاع عن حياض العرب في وجه المدّ الفارسي والإسرائيلي، وها هي الفرصة سانحة وقبل أن تُفك الquot;زنقةquot; الغربيّة:
quot;قالت صحيفة الديلي تلغراف في تقرير لها أن سربا من 18 طائرة تايفون يشارك في فرض الحظر الجوي فوق ليبيا من قاعدة جوية جنوبي إيطاليا. ولكن نقص الطيارين المؤهلين يعني أن السلاح الجوي الملكي قد لا يكون لديه ما يكفي للاستعاضة عنهم حين يتعين تدوير طياري السرب في غضون أسابيع قليلة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في سلاح الجو البريطاني أن الوضع خطير حتى أن قيادة القوة الجوية الملكية أوقفت تعليم الطيارين المتدربين ليمكن إرسال المدربين إلى الجبهة. وتقرر سحب القلة من الطيارين الذين يُستخدمون في العروض الجوية من الفعاليات الاستعراضية هذا الصيف.

وحدث نقص الطيارين لأن خفض الميزانية العسكرية خلال العقد الماضي حدد عدد الطيارين المدرَّبين على قيادة طائرة تايفون الجديدة. وتناقص عدد الطيارين المؤهلين بعدما أُجبر سلاح الجو الملكي على إلغاء 25 في المائة من مراكز التدريب في أعقاب مراجعة الإستراتيجية الدفاعية والأمنية التي أُعلنت العام الماضي.

وازدادت المشكلة تفاقما بقرار الحكومة إنهاء خدمة حاملة الطائرات آرك رويال وطائرات هاريير عمودية الإقلاع وطائرات الاستطلاع من طراز نمرود ، التي يرى خبراء أنها كلها كان من الممكن أن تقوم بدور في ليبيا. واتصل طيارون بصحيفة الديلي تلغراف للتحذير من المخاطر التي تهدد سير العمليات البريطانية في ليبيا. وقال احد الطيارين أن هناك عددا أقل من الطيارين لأداء مهمات أكثر بمقدار الضعف. وأضاف إن سلاح الجو البريطاني لن يكون لديه طيارون في وقت قريب جدا إذا لم يُدرَّب المزيد منهم. وأضاف أن وقف تدريب الطيارين على قيادة المقاتلة النفاثة من طراز تايفون كان إجراء مستميتا ما كان ليمر من دون إضعاف الكادر المتاح لهذه الطائرة.

وقال جيم مرفي وزير الدفاع في حكومة الظل العمالية أن هناك قلقا عميقا في البرلمان بشأن تخفيضات الحكومة التي طالت طياري سلاح الجو الملكي. quot;وسنكون قلقين جدا إذا تسببت التخفيضات في عرقلة العمليات في المستقبلquot;.

ومن أصل 69 طيارا متدربا على قيادة تايفون بضمنهم مدرِّبون يتمركز 18 طيارا في قاعدة جنوبي إيطاليا ينطلقون منها لتنفيذ طلعات جوية فوق ليبيا. وبين الباقين 24 طيارا لحماية المجال الجوي البريطاني و12 في جزر فولكلاند حيث يقومون بدور مماثل. ويبقى 15 طيارا لتدويرهم مع أولئك المتمركزين في ايطالياquot;.
(5) مطلوب العجلة حتى لا تضيع الفرصة!

علم مراسلنا للشؤون العسكريّة أن القيادة البريطانيّة تراجع حساباتها وذلك على ضوء الأرباح التي جنتها حتى الآن من ليبيا، ولكن ما زال حاصلا عندها بعض التردد لأنه لا توقّع لديها حول المبلغ النهائي... فعلى الأمراء أن quot;يدقوا الحديد وهو حام وقبل أن يبردquot; بعد أن لا يبقى ما يُقصف في ليبيا ولا فرصة في الأفق في قصف الشام، وقبل أن تعاقب الشعوب المجرمين الحقيقيين.

وإذا كانهناك أي تردد فلهم في المستشارين العسكريين والفكريين والدينيين على الفضائيّات العون على اتخاذ القرار والنصيحة ما زالت في الخليج وأكثر!

[email protected]