قبل عدة ايام ظهر مقال لي في ايلاف بعنوان quot;الجيد والسيء والقبيح على الساحة السوريةquot; وجلب المقال عددا من التعليقات بعضها مؤيد وبعضها ضد وهذا طبيعي ولكن جلب انتباهي تعليق باللغة الانجليزية لشخص يسمي نفسه ناصر احمد يحتج فيه على وصفي لحزب البعث بأنه قبيح ويتهمني بالعمالة الرخيصة ويؤكد ان حزب البعث رفع راية فلسطين وتبنى القضية الفلسطينية.
هذا التعليق من احد بقايا البعثيين الذين تركوا سوريا ويعيش في لندن جلب الضحك والسخرية من معلقين آخرين. وانا اقر واعترف ان البعث رفع شعارات رنانة جميلة مثل الوحدة والقومية والرسالة الخالدة وتحرير فلسطين ولكن هذه الشعارات بقيت كذلك اي لم يتم ترجمة اي من الشعارات للواقع. فماذا حدث بالضبط. اولا: شهدنا سلسلة من الانقلابات الدموية في العراق وسوريا في الستينات واوائل السبعينات وانجب الحزب قادة يتمتعوا بالعنفية والغباء والنزعة الدكتاتورية وجلبوا الهزائم والدمار لشعوبهم. ثانيا: لو تفضل ناصر احمد وقام ببحث بسيط لوجد مئات الأمثلة على اعمال قتل وتعذيب واضطهاد ومجازر. مئات الألوف قتلهم البعث في كردستان وفي شط العرب وهناك احداث موثقة تقشعر له الأبدان ارتكبت في سوريا والعراق على أيدي قادة حزب البعث الذين يرفعون شعارات امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. ثالثا: اسأل المدعو ناصر احمد ان يقول لنا كم عدد معتقلي الرأي في سوريا وكم عدد معتقلي الرأي الآخر الذين ابادهم نظام صدام حسين البعثي في العراق. رابعا: اما فيما يتعلق برفع راية فلسطين لنسأل ناصر احمد هل استطاع البعث السوري من تحرير شبر مربع واحد من الجولان التي ترزح تحت الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967 حيث ينعم الاحتلال بهدؤ تام. لماذا لا يرفع البعث راية تحرير الجولان او لواء الاسكندرون. ام لم يعترف رامي مخلوف في مايو آيار 2011 لصحيفة النيويورك تايمز ان امن اسرائيل واستقرارها يرتبطان بأمن واستقرار سوريا. بعبارة أخرى البعث الحاكم يضمن أمن اسرائيل وبنفس الوقت يذكرنا ناصر احمد ان البعث يرفع راية تحرير فلسطين. هل يعلم ناصر احمد ان مؤسسة الأمن الاسرائيلية تعارض اسقاط النظام السوري؟ خامسا: عدد الفلسطينيين الذين قتلهم البعث السوري في لبنان عام 1976 يزيد بكثير عن الذين قتلتهم اسرائيل منذ عام 1967 حتى الآن. للمزيد ابحث عن تل الزعتر 1976 في شبكة الانترنيت لقراْة التفاصيل. سادسا: لا نستطيع الهروب من الحقيقة التالية ان البعث بشقيه العراقي والسوري هو حزب عنفوي دامي ارهابي لم يجلب الا الدمار للعراق بسبب غباء قياداته وفي طريقه لجلب الدمار لسوريا. هذا الحزب الذي ينوي تحرير فلسطين اشتهر بموقفه الذي يقول quot;سنرد في الوقت المناسبquot; كلما انتهكت اسرائيل الحدود السورية او استباحت الاجواء السورية لتدمير منشأت او اغتيال افراد. ولا يزال السوريون ينتظروا الرد المناسب على تدمير منشأة دير الزور في ايلول عام 2007. سابعا: انجازات البعث السوري: احتلت سوريا الدرجة 150 في مؤسسة الشفافية من أصل 180 دولة والمرتبة 165 في مؤشر حرية الصحافة من اصل 175 دولة اي ان راوندا والصومال افضل من سوريا لحرية الصحافة. أخر الكلام ان حزب البعث اعتمد شعارات زائفة وكاذبة لاستهلاك بسطاء الشارع وفشل في تحقيق اي انجازات لمصلحة الشعب. جلب الهزائم والدمار والفساد والمجازر والمقابر الجماعية ومن لديه شك ليبحث في الشبكة العنكبوتية عن جرائم البعث باللغتين العربية والانجليزية وسيجد كمية هائلة من المعلومات الموثقة عن هذا الحزب الفاشل المجرم. اعلامي عربي - لندن
التعليقات