من الحكايات التي اعجبتني وقد قراتها في كتاب الكشكول لبهاء الدين العاملي ارويها كما هي.

يروى ان سيف الدوله الحمداني جاءه صديق كردي فأمر سيف الدولة باحضار الغداء له ولصديقه وكان الغداء دراجتين (حجلتين) مشويتين في صفد تاملهما الكردي وضحك طويلا.

سأل سيف الدولة لما الضحك قال له الكردي يوم من الايام قطعت الطريق على تاجر وسط وادي فاستلبت امواله وقررت قتله فقال لي يا هذا اخذت اموالي فلما تقتلني بغير دم او ذنب ولم اسئ لك قلت له يجب ان اقتلك قال لي اتركني ولك امام الله ان لن احدث بشر بما حدث قلت له لا فقال اذن احبسني عندك واكتب الى اهلي يفتدوني بالمال او اطلق سراحي لوجه الله قلت له لا فلما راني صممت على قتله التفت يمينا وشمالا عله يجد من يستجير به فلم يجد.

فلمح حجلتين على سفح جبل فقال اللهم اني اشهد هذين الحجلتين ان هذا قتلني بغير ذنب اللهم فانطقهما.

بعد هذا قتلته ومضيت في سبيلي.

قال الكردي لسيف الدوله تذكرت كلامه هذا لما رأيت الحجلتين المشويتين وضحكت لعقله قال له سيف الدوله والله انهما قد شهدتا فما الذي دفعك ان تروي هذه الروايه عندي وقد عاهدت الله ان لا اقف على باطل الا انتصرت للحق ايها الحرس خذوه فاضربوا عنقه. المغزى من الحكايه يظن كثير من القتله والمجرمين انهم نفذوا من العقوبه ان الله لايظيع دم مسلم او انسان مظلوم.

عندما كنا صغارا نلعب بالطين فنصنع منه العابا فعندما ياتي طفل اخر ويحطم العابنا نغضب ونثور لالعابنا التي صنعناها من الطين وقد يتطور الامر الى معارك ويتدخل الاهل فكيف بالانسان الذي خلق الله لاجله كل شئ وفضله على كثير من الاشياء وجعل الملائكه تسجد له فيأتي من ينهي حياته وهو خلق الله الذي سواه وقومه.

تخيلوا ما رده فعل الله الم يغضب الله على قوم صالح لانهم عقروا الناقه وفصيلها ونحن البشر عند الله اكرم من الناقة.

لكل من فقد عزيزا او فقيدا اطمأنوا ان الله العادل لن ولم يضيع حق مظلوم وان آهات الارامل وصرخات اليتامى وبكاء الأمهات.

الثكلى في جوف الليل الموحش لن تكون عند الله اهون من دم فصيل ناقه صالح عليه السلام.

وخير دليل حادثه عرس الدجيل والله اكبر والسلام عليكم .

e-mail: [email protected]