لم تكد سلطات الاحتلال تنجح في تعطيل مسيرة أسطول الحرية الثاني من شواطئ اليونان، بعد ضغوط استغل فيها الوضع الاقتصادي الصعب للدولة المضيفة للأسطول، حتى اتجه منظمو الحملة إلى مواصلة حملتهم بإبداع حملة جوية تنطلق من عدة مطارات أوروبية، لتحط رحالها في مطار اللد أو quot;بن غوريونquot;.

الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت احرونوت ذكرت أن الشرطة الإسرائيلية أعلنت رفع حالة التأهب في مطار بن غوريون بعد ورود أنباء استخبارية عن نية نشطاء سلام دوليين الهبوط في المطار خلال ساعات على متن إحدى الرحلات القادمة من فرانكفوت في ألمانيا، في إطار ما يسمى quot;طيران التحديquot; واعتزامهم تنظيم مظاهرة في المطار احتجاجاً على استمرار حصار غزة.

وقال موقع الصحيفة إن الشرطة تدرس إمكانية منع دخول النشطاء وبدائل أخرى مثل الترحيل. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أصدر تعليماته إلى وزير الأمن الداخلي، يتسحاق أرهونوفيتش، لمعالجة هذه القضية.

وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك اعتبر أن هناك تطورات جدية تحصل في الملف الفلسطيني، وبالذات بالنسبة لموضوع أسطول الحرية ونشطائه الأجانب، فقد أعلن أن كلاً من الحكومات التركية واليونابية والقبرصية تعمل بشكل منفرد وضغط إسرائيلي على إعاقة امطلاق أسطول الحرية الثاني، وأشار في الوقت نفسه بالنسبة للمعلومات المتوفرة جول عزم النشطاء تسيير رحلات جوية فردية إلى مطار اللد أو مطار بن غوريون، أن حكومته تدرس كافة الاحتمالات القائمة والأنباء الواردة لمنع توجه هؤلاء النشطاء إلى الكيان الإسرائيلي والقيام بما سماه استفزازاً أو إرباكاً لقوات الأمن الإسرائيلية في أكثر من مطار إسرائيلي، وأنه لا خيار لدى الكيان الإسرائيلي سوى محاصرة هؤلاء النشطاء وحماية حدود كيانه المصطنع، وغير المعروفة بطبيعة الحال، والقيام بما سماه الدفاع عن النفس أمام هجمة النشطاء الدوليين السلمية والهادفة إلى تشويه صورة إسرائيل في المحافل الدولية.

وسائل الإعلام الإسرائيلية اعترفت بنجاح العلاقة الحميمة التي تربط رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس الحكومة اليونانية باباندريو في إعاقة إطلاق أسطول الحرية الثاني، والاستفادة من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها اليونان حالياً، بالإضافة إلى الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على كل من اليونان وتركيا لتقليل حجم مشاركة النشطاء الأتراك واليونانيين في الأسطول البحري، لكن قرار المنع لم يمنع النشطاء من نقل الاحتجاجات إلى داخل اليونان نفسها، والتظاهر أمام السفارة الأمريكية في أثينا ضد الضغوط الأمريكية والإسرائيلية.

الحكومة الإسرائيلية لم تخف بدورها صعوبة القيام بمنع النشطاء الأجانب من التوجه إلى الكيان الغاصب عبر الرحلات الجوية من مطارات أوروبا، فهو من وجهة نظرهم أصعب بكثير من القيام باعتراض سفينة سلمية محملة بالمعونات الإنسانية في عرض البحر، وشرعت أجهزة المخابرات الإسرائيلية في تجهيز قائمة بأسماء النشطاء الدوليين المحتملين وتزويدها للأجهزة الأمنية الأوروبية في المطارات لمنعهم من مغادرتها، وهو ما نجح خلال الأيام السابقة في منع العديد منهم واحتجازهم من قبل سلطات المطارات الأوروبية.
فهل نجحت الضغوط الإسرائيلية في إعاقة إطلاق أسطول الحرية 2؟، وما هي البدائل المتاحة أمام منظمي الأسطول؟ وهل باتت رحلات الطيران المدني كأداة في مناهضة الاحتلال؟ وكيف ستتعامل السلطات الأوروبية مع رغبة آلاف النشطاء الأوروبيين بالسفر إلى فلسطين المحتلة والتعبير عن رفضهم للممارسات الإسرائيلية؟

هشام منوّر.... كاتب وباحث
[email protected]