يكفي مؤتمرات.. وبدلاً من الكلام عن الحوار الذي يريد منه النظام السوري فرضَ حلوله وتشتيت الثوار.. الأمر الذي فشل به.. دعونا نعمل على توسيع رقعة الاحتجاجات وليس محاولة قطف ثمار الثورة التي مازالت في منتصفها..

عندما نتحدث عن مخارج ورؤى ومشاريع، وكأننا نفترض وجود سلطة حاكمة قد تكون طرفاً يتيح الفرصة للسير قُدُماً بتلك المشاريع.. كيف يمكن ذلك وتلك المشاريع إذا كانت تعبّر عن طموح الشارع الثائر فعلاً فهي تسير باتجاه إسقاط النظام والانتقال إلى سوريا حرّة ديمقراطية..؟؟!!! نحن لسنا أمام سلطة حاكمة.. نحن أمام عصابة حاكمة.. مافيا.. والدليل أن كل الأوراق والوثائق التي خرجت عن تجمعات أو شخصيات أو لجان أو مؤتمرات لم تخطُ خطوة واحدة باتجاه التنفيذ.. وبرأيي أنها لن تفعل في الوقت الحالي.. وستبقى حبراً على ورق..

نحن نحتاج إلى ما هو أعمق.. نحتاج إلى تشابك كل الأطرف المعنية بالحرية.. وإلى توسيع قاعدة الثورة على الآرض، نحتاج إلى انطلاقة كبرى لدمشق وحلب من أجل تغيير موازين القوى.. عندها يمكننا برأيي البحث في الحل السياسي.. عندما نمتلك القدرة على طرح المشاريع وتنفيذها...

سوى ذلك أعتقد أن أي مؤتمر سيُعقد في سوريا بموافقة النظام، أو بغضّ النظر منه، سيصبّ في صالح عمليات التجميل والترقيع التي يعمل عليها النظام الآن من أجل تخفيف الضغط الدولي عليه..

لماذا المؤتمرات الآن؟؟ لماذا المؤتمرات التي قد توحي بمشهد يختلف تماماً عن الظرف الأمني الحقيقي الذي فرضه النظام على كل البلاد.. قتل وتهجير واعتقالات وتعذيب وتنكيل واقتحامات للمدن.. استباحة للمدن.. حماة وإدلب وووووو.. إذا كانت الوثائق والهيئات التي تدعو للمؤتمر وتنضمّ إليه هي المهمة فليعقدوا الاجتماعات افتراضياً.. ولينسجموا مع واقع الحال في البلاد.. بالإمكان المناقشة في كل نقطة من أي وثيقة.. وإصدارها دون الحاجة لعقد مؤتمر في ظلّ هذا النظام الذي من صالحه الآن التمييز بين الشارع الثائر والهيئات المؤتمرة..

هي دعوة إلى اتخاذ موقف ينسجم مع الحقيقة.. حقيقة التعنت التي تتعامل بها السلطات مع الثوار.. حقيقة العنف والإجرام.. وليكن موقف الأحرار على مستوى الثوار الأحرار.. فإما أن يعقدوا مؤتمراتهم في الساحات المنتفضة الثائرة أو أن يعقدوها افتراضياً.