يصف العديد يوم 25 يناير إنه ذكرى الثورة؛ فالوقع عكس ذلك لأن الثورة قامت ولم تتم بل اختطفت بتخطيط منظم وبإتفاق منذ بداية اندلاعها بواسطة عددًا من التيارات البرجماتية والانتهازية مع المجلس العسكري المسئول الأول، وبتعضيد من دول الجوار، ولمزيد من التفاصيل من هم سارقى الثورة.
جماعات الإسلام السياسي quot;الإخوانquot; ظهرت يوم 28 يناير فقط بل رفضت الإشتراك في مظاهرات يوم 25 وصرح مرشد الجماعة على غلاف إحدى المجلات المصرية عن عدم مشاركة الجماعة فى تظاهرات 25 يناير، داعيًا لتحقيق بعض المطالب الإصلاحية في النظام القائم، ولكنه غير من تصريحاته بعد نجاح تظاهرات 25 يناير ليعلن الإخوان مشاركتهم في جمعة الغضب فى 28 يناير... أما السلفيون فتصريح الشيخ quot;ياسر برهاميquot; شيخ السلفية الشهير بالإسكندرية عدم المشاركة في تظاهرات يوم 25 يناير قائلاً أن ذلك يأتى ''تقديمًا وتغليبًا لأمن العباد والبلاد في هذه الفترة العصيبة، وتفويتاً لمقاصد الأعداء التي تهدف إلى نشر الفتن.
فالمجلس العسكرى ربما بضعف نظر وسوء تخطيط وعدم فهم اعتقد أن التيارات الدينية هي الحاكمة للشارع المصري فاعتمد المجلس العسكرى منذ البداية على الإخوان والسلفيين، وأصبح بوقًا لهم وسمح لنفسه أن يسير على تخطيطهم فسلمهم quot;مصرquot; لينحرفوا بها ويغيروا من مسارها في طريق التحول الديمقراطي باسناد تعديل الدستور إلى جهابذة من الإخوان المسلمين وعلى رأسهم quot;البشريquot; وquot;صبحي صالحquot;.
دول عديدة اشتركت فى خطف الثورة بالطبع ليس من خلال دعمها بالأفراد كما حدث في quot;البحرينquot; بل بتدفق رؤوس الأموال بحرية تامة وسمحوا لذلك بأغراض مختلفة خوفًا من عودة الديمقراطية لدولهم وضياع ملكهم، أما قطر تلعب دورًا هامًا في المنطقة بعد ضياع مصر ومكاتها مع النظام البائد ... وبالطبع quot;إيرانquot; ساهمت في تعضيد جماعة الإخوان المسلمين ...
كل ذلك بدافع لعب دور محوري في المنطقة والتحكم في ثورات الشعوب بالمنطقة لتصبح إحدى آليات الضغط على الغرب فى صراعهما النووي.
من العجيب أن تكون تلك التيارات الانتهازية هي سارقة الثورة والحاصدة لمقاعد البرلمان، ومن الأعجب أن تتسابق دول الجوار في تحطيم أمل مصر وقيادة التحول الديمقراطى لضرب مصر ضربة قاضية، وتتخلص مصر من الاستبداد السياسي لتقع فريسة للفاشية الدينية... وسوف نرى صراعًا في انتخابات الرئاسة فدولة مثل quot;إيرانquot; ستمول وتعضد quot;العواquot;، ودولة فى ثقل quot;السعوديةquot; ستمول وتعضد quot;حازم أبو اسماعيلquot; بالطبع ليعمل الكل لأجندات الدول الممولة.
فمصر قبل 25 يناير الحالي كانت جثة ينهش كل طرف فيها، ولكن بعد 25 يناير لن يصمت شباب مصر الثائر الوطنى ربما استعاد استراد الثورة وقيادة مصر في تحول ديمقراطى آمن بدون الدخول في خندق الدولة الدينية الحالية المؤيدة ببرلمان قندهارى.
ولكن.
هل فهم المجلس العسكرى أن الإخوان سيبيعونهم على أول الطريق؟ هل فهمت جماعات الإسلام السياسي أن شباب مصر عظماء شرفاء؟ هل عرف العالم أن شباب مصر قادر على إخراس المنتفعين من كل نوع ؟
وختامًا أوجة تحية لشباب مصر القادر على حماية ثورته تحية لشهداء يناير، وأقول لهم quot;إن دمائكم الذكية لن تضيع هباءً، وستقلع الانتهازيين والنتفعين وستحطم أمال برلمان قندهار المزور بأموال الخليج وبتخطيط العسكريينquot; .
التعليقات